بدات في هذه الايام في محافظة البصرة تلوح بالافق اجواء تشكيل أقليم البصرة خاصة بعد ان قدم مجلس المحافظة طلب رسمي حاز على غالبية الاصوات، ونظام الاقاليم هو في واقع الامر حق دستوري وقانوني تعرض الى التشويه وتعرض الى المزايدات السياسية الفارغة حتى تحول الى بضاعة نشيطة في بزار quot; الوطنية quot;.
لان بلد مثل العراق لايمكن النظر اليه بعين واحدة توافق وتصادق على اقليم في شمال البلد وترفض وتقاوم اي فكرة اقليم في الجنوب والوسط. ولقد اثبتت تجربة اقليم كردستان وبشكل عملي نجاح تجربة الاقليم وبشكل سريع فاق كل تصور اولا وقبل كل شيء من الجانب السياسي حيث تم وبشكل سريع توسع عريض وكبير لجناح التغير في الاقليم على مستوى البرلمان المحلي والبرلمان الوطني والسبب الجوهري في ذلك يعود الى حصر المسؤولية بحكومة اقليم كردستان، ولذلك فهي تحملت نتائج بعض القصور الاقتصادي والسياسي فخسرت الكثير من مكاسبها داخل الاقليم وفي بغداد لصالح التغير، ومدن الجنوب بحاجة ماسة وكبيرة الى مثل هكذا فرصة جوهرية لتغير الواقع السياسي والاقتصادي والخدمي والذي يشهد تراجع كبير وغير مسبوق. لذلك مجرد تشكيل الاقاليم الجنوبية ستكون المسؤولية محصورة باحزاب او جهات او اشخاص تم انتخابهم وبعدها يكون الحساب الشعبي والرسمي استحقاق قضائي وايضا انتخابي لامفر منه حيث سيتم ترجمة ذلك بتقديم المختلسين الى القضاء وبازاحة المقصرين من المراكز الرسمية المهمة.
من جانب اخر واذا تم التوسع بتشكيل اقليم الجنوب والذي يضم اضافة الى البصرة العمارة والناصرية فسيكون لهذا الاقليم ثقل سياسي واقتصادي كبيرين لايمكن تجاوزهما وبذات الوقت سيضمن هذا الاقليم الحصة المالية الكاملة والعالية لهذه المحافظات التي يعيش كل العراق منذ تأسيسه وحتى يوما هذا على خيراتها لكنها بذات الوقت هي افقر المحافظات العراقية بسبب سياسات الحكومات الطائفية سابقا وبسبب غياب الوعي والارادة لدى الحكومات اللاحقة بعد عام 2003. اما من جانب المخاوف التي تنطلق من بعض الابواق الخائفة من الحقيقة الكبرى والتي تدعي بانفصال الجنوب عن بغداد في حال انطلق أقليم الجنوب فان هذه الطبول النشاز هي الاعرف على الاطلاق ان هذه المخاوف ليس في مكانها لان أهل الجنوب هم أهل بغداد فكيف ينفصلون على عاصمتهم وعن امتداداتهم التاريخية والسكانية والاجتماعية الغالبة في العاصمة.
ان انطلاق اقليم البصرة او أقليم الجنوب سيكون حافز كبير لانطلاق اقاليم اخرى في البلد وستكون فرصة تاريخية كبيرة اولا لوئد احلام العصافير التي تستوطن رؤس بعض الحالمين بعودة حكم الاقلية، و ايضا ستكون فرصة تاريخية غير مسبوقة لتمتع ابناء الجنوب العراقي ولو بجزء يسير من ثرواتهم التي تسير من تحت اقدامهم منذ عقود ولم يحصلوا منها الا على اليسير الفقير الشحيح. وايضا وهذا الاهم ان تفريغ شحنات المركزية التي يتمتع بها الحاكم في بغداد سيجعل من المناصب التي يتم التقاتل عليها الان وبعد مرور ستة اشهر على الانتخابات غير مجدية وغير مجزية مما سوف يسهل حتى تشكيل الحكومات العراقية اللاحقة بسهولة متناهية عندما يقتنع الحاكم او المرشح بان هذا المنصب في بغداد لن يجعل منه سلطان تصب له خراج المركزية المناصب الرئاسية وبعض لمسات الديكتاتورية المقيته. لذلك هذه الضرورة بتنظيم الاقليم تاخرت كثيرا ولايمكن باي حال المزايدة على وطنية وعراقية أهل الجنوب وايضا لايمكن باي الاحوال منع ابناء الجنوب والفرات الاوسط وكل محافظات العراق من التمتع بحق دستوري قد تم تطبيقه في اقليم كردستان.
كما لايمكن تجاوز ارادة ابناء الجنوب واصرارهم على أخذ حقوقهم التاريخية المغيبة كاملة دون نقص ودون تاخير قد طال كثيرا.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات