انظر حولك جملة حفظها الشعب المصري، استخدمتها الأجهزة المصرية لتعلن فشلها في إيجاد حلول لزيادة النسل ولكنها لم تقتصر على تحديد النسل بل انظر حولك لترى هموم مصر ومعاناة المصريين بدءاً من رغيف الخبز إلى العلاج المجاني للدولة...

أصبح رغيف العيش مثله مثل المواطن المصري نحيف الوجه.. خالي من الفيتامينات.. صديق لصيق للتلوث وفضلات النجارة.. من خشب وفتاتات الخشب وخلافه..

انظر حولك لترى العامل المصري تربى على عدم الانتماء فبينما العامل في أي دولة يعمل ثمن ساعات يوميا تجد أن يوم العامل المصري حوالي الستة والعشرين دقيقة حسب ما قدرته الإحصائيات العالمية، وهناك ملايين من البطالة المقنعة..

انظر حولك تجد تهالك شبكات الصرف الصحي في تزاوج دائم مع مياه الشرب وأعضاء سيد قراره يتسابقون لنيل توقيع وزير لعلاج مجاني وربما لمنفعة شخصية أيضاً..

انظر حولك لتجد موظف دخله الشهري 500 جنيه تكثر متاعبه وآلامه مع بداية كل شهر بالتحديد عند قبض المرتب ليجد نفسه أمام معضلة حسابية ومدفوعات قدرها 1500 جنيهاً أهمها بند quot;دروس خصوصية رغم مجانية التعليم في بلدنا!!quot; دخل المواطن 500 جنيه فقط فمن أين الباقي إذن؟!! بالطبع بطرق فهلوية.

انظر حولك تجد هياكل بشرية تتحرك نهل منها المرض زماناً طويلاً.. فشل كلوي.. التهاب رئوي.. سوء تغذية.. تلوث بيئي وأيضاً فكري.

انظر حولك على الجانب الآخر في مارينا طيور سمان أصيبت بتخمة وتضخمت أرصدتها عاماً بعد عام شعارهم أنا.. ثم أنا.. وأنا.. وبعدي الطوفان لهم أشكال بشرية وقلوب حجرية استباحوا صحة وحياة أبناء وطنهم لتتضخم أرصدتهم... لهم هيئات بشرية ولهم علامات تميزهم عن الآخرين كروشهم كبيرة تبلع كل من يقف أمامهم ظهورهم قوية تحميهم من أشد الضربات فموت 155 مصري لا يهتز وجدانهم له، وتسمم مئات ومرض الملايين لا يومض لهم جفن.

انظر حولك تجد أنك ربما الوحيد بلا منازع في بلدك تُهان وتُسحق على يد الجميع بينما تُنتهك آدميتك هنا وهناك في بلده لأنه يملك ما لا تملكه أنت quot;المالquot; الذي جعلك مُسْتًباح أنت وشرفك وعرضك وكرامتك ليس منه فقط بل من كلابه أيضاً.

انظر حولك فساد تزكم له الأنوف قادت مصر لمقدمة الدول ذات عدم الشفافية.
انظر حولك لتجد بشكل واقعي شارع شعب مصر فقد الكثير من صفاته فالضحكة وخفة الدم والبسمة غابت عن وجوههم.

انظر حولك تشعر كأنك في أفغانستان أو إيران تدين شكلي وإيمان برياء كما قيل (قبور مبيضة داخلها عظام نتنة) انظر واسمع سياسيين ورجال الدولة ينشرون يومياً إنجازاتهم في الصناعة وزيادة الدخل القومي وأمن غذائي وسعادة لا نهائية وبسمة على شاشات التلفزيون من أقصى اليمين لأقصى يسار فرحين بإنجازاتهم!! هذا بالطبع لا يدل على كذبهم وخداعهم للشعب المصري بل يؤكد أنهم يعملون ربما لشعوب أخرى بالطبع.

أخيراً الصورة ما زالت قاتمة والفساد عظيم وطيور السمان تتخم والمواطن الفقير يتقزم وإعلامنا ما زال يُمجد ويرفع شأن حكامنا انظر حولك فنظرة واحدة تؤكد لك أنك تعيش في فساد وبيئة مفسدة ورجال دولة مشاركون لهذا الفساد لذا الحل الوحيد لزيادة الثروة القومية أن يصبح الفساد سلعة سنربح من تصديرها وسنفوق أعظم دول العالم دخلاً...
والحل يأتي إعلام صادق ورجال أمناء وكُتَّاب وطنيين وبعودة دولة حقوق الإنسان، بعودة المسجد والكنيسة لزرع حب العمل والخير للجميع وبتغيير مناهج التعليم لصبح مناهج تربية وتعليم تزرع حب الجمال والانتماء واهم شىء الصدق مع النفس ومع الاخر.
سوف نحتاج لعقود ولكن ان لم نحصد ذلك فى جيلنا يكفينا دعوات الاجيال القادمة لنا.

[email protected]