عزيزي القس جونز أطلعت على ما تناقلته وسائل الإعلام على مستوى العالم أجمع بأنكم بصدد تنظيم تظاهرة مع مؤيديكم من أجل حرق القرآن الكريم للتعبير عن مشاعر السخط والشعور بالمرارة على أحداث 11 سبتمبر.

في البداية أرحب بكم وأتمنى لكم السعادة وبعد. هذا، وأود أن أخبركم بأنه عندما شعرت أنني لا أستطيع أن أصدق هذا الخبر اتجهت نحو الكتابة إليكم متمنياً إن تعيروا كلماتي هذه الاهتمام اللائق. في الحقيقة أنني أؤكد لكم أنكم لستم وحدكم المستاءون من الإرهاب والتطرف الديني فالمسلمون أنفسهم تعتصرهم المرارة على أحداث 11 سبتمبر والتي قتل فيها الآلاف من المدنيين الأبرياء، ويأسفون على هذه الأفعال الإجرامية التي شنتها تنظيمات إرهابية تستخدم الدين الإسلامي لتبرير عدوانها على الآخرين.

كما أؤكد لكم أن المسلمين الحقيقيين أناس طيبون مسالمون خيرون مجاملون لا يعتدون على أحد ولا يكرهون بل لهم من الصفات والأخلاق الطيبة ما يجعلهم على غيرهم يتفوقون.

ولن أكذب عليك قط إذا ما أخبرتكم إنني في مصر نشأت في وسطهم فلم أكن اعرف أبداً أية فروق بيني وبينهم وكانت المحبة والصداقة الحقيقة هي التي تجمعنا ومازلنا متحابين وفي أعمال الخير متعاونين ننشد السلامة لبلدنا ولكل العالم أجمعين. انظر ما أعذب الأحاديث القدسية عن علاقة المسلم بجاره quot; مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه quot;. لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه quot;

وإن كان هناك من الشيوخ من يحرضون على الكراهية والعنف فالمسلمون الحقيقيون هم أول الذين يقاومونهم وينتقدونهم ويبذلون كل الجهد لتغيير الخطاب الديني المتشدد. لذلك أقول لكم اكسبوهم في صفكم ولا تخسروهم لأنكم أن قمتم بهذا العمل الشرير سوف تجرحونهم في اعز مقدساتهم وهذا ما لا يقبل ولا يجوز. ولتعلموا أن حرق القرآن الكريم إن تم لن يؤثر على الإرهابيين الذين فعلوا الفعل الآثم واختفوا للتجهيز للمزيد، بل سيجرح مشاعر إخوتي وأحبائي المسلمين لا بل وسيجرح مشاعر كل أقباط مصر وكل المسيحيين الحقيقيين. لذلك عليكم بمراعاة مشاعر الجميع وخصوصاً المسلمين الحقيقيين ليساعدوكم في منع الإرهاب والقضاء على الأفكار الشريرة والكراهية الغبية التي يتصف بها المتطرفون المساكين حتى يعودوا إلى صوابهم ومن الغيبوبة يفيقون.

أثق في أنكم عن قراركم ستتراجعون وبدلاً منه ستتوجهون إلى الشعوب الإسلامية بتقديم التهنئة بعيد الفطر المبارك وعندها سيفتخر بكم أتباعكم والآخرون فقد كنتم مثالاً للتسامح وعلى درب محبة الجميع واحترام العقائد والمقدسات سائرون. ولكم مني التحية والتقدير.

[email protected]