بدأنا الحلقة السابقة بنظرة إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية واكملناها بذكر مواقف أوروبية واميركية حول الموضوع، وخاصة ما يتعلق بتهديد الرئيس الفرنسي نيكلا ساركوزي في 25 أغسطس والذي اكد فيه rdquo;أن عاقبة المسار النووي للنظام الإيراني هي مواجهة عسكريةrdquo;. ولكن وقبل التطرق للاجابة على السؤال البالغ الاهمية quot;عنوان هذا المقالquot;، دعونا نتطرق الى مواقف اخرى ايضا من اجل اكتمال الصورة لدينا من جميع جوانبها.

فبحسب خبر تم بثه من قبل وكالة الأنباء الألمانية rdquo;د ب أrdquo; فان دول مجلس التعاون الخليجي أعربت مجددا عن أملها أن تستجيب طهران للجهود الدولية المبذولة لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية.. وإن المجلس الوزاري تابع مستجدات الملف النووي الإيراني بقلق بالغ، مرحبا في الوقت ذاته بالجهود الدولية لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية، ومعربا عن الأمل في أن تستجيب إيران لهذه الجهود. وبشأن العلاقات مع إيران أكد مجلس التعاون الخليجي بلهجة منقطعة النظير quot;على أهمية الالتزام بالمرتكزات الأساسية لعلاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بهاquot;.
اذا ليس هناك ثمة شك بأن المنطقة الآن مقبلة على حرب اخرى. من طرف نظام ولاية الفقيه المبني على تصدير التطرف وتوريط المنطقة في دوامة الارهاب وسفك الدماء، هذا النظام الذي اوقع العالم في خطر كبير جراء برنامجة المشؤوم لانتاج القنبلة الذرية والذي يسعى بكل ما اوتي من قوة وجهد لاجل امتلاكها بهدف اصبح ظاهرا للعيان وهو استهداف وتهديد قبل كل شيء البلدان العربية والاسلامية ودول الجوار الايراني ترجمة لخططه التوسعية ولاطماعه التي لا تنتهي عند حد.

ومن جهة أخرى هناك الولايات المتحدة والجبهة التي تشكلت منذ إصدار قرار مجلس الأمن قبل اكثر من ثلاثة أشهر اثر سنوات طويلة من الصفقات والمساومات والمفاوضات غير المباشرة مع الديكتاتورية الارهابية الدينية الحاكمة في إيران. الآن وكما تؤكد الادلة والشواهد تبرز اشارات واضحة بان هذه الجبهة ملتزمة بعدم تعدي النظام الايراني للخط الأحمر وهو عدم امتلاك القنبلة النووية.

صحيفة rdquo;آتلانتيك هومrdquo; الأميركية وعبر ثمانية مقالات افردت من خلالها المعطيات والمعلومات والحوارات نشرتها تحت عنوان rdquo;نقطه اللاعودةquot;.. وكل هذه المقالات تتحدث عن احتمال وقوع حرب على ايران، حيث يستنتج كاتب هذه المقالات في الحلقة الأخيرة منها قائلا: rdquo;إنني وبعد أشهر من الحوارات المختلفة وصلت إلى الاعتقاد بأن الادارة الاميركية تعرف بشكل شبه قطعي ويعرف أوباما ndash; كما صرح مساعديه وآخرين في وزارتي الخارجية والدفاع لي ndash; ان ايران متسلحة بألاسلحة النووية تعتبر تهديدا جديا على المصالح الأمريكية من ضمنها أحلام أوباما لعالم خال من الأسلحة النووية.. واضاف الكاتب: قبل أسابيع قال لي دينيس مك دانا (denis mcdonough) رئيس هيئة مجلس الأمن القومي الاميركي: rdquo;ما تراه في إيران هو تقاطع من النشاطات المتتالية النووية في منطقة مضطربةquot;.

اذا فالتهديد بوقوع حرب في المنطقة ndash; رغم عدم علمنا بالتوقيت- هو امر جدي.. وعلينا أن نبحث عن مناص. فهل الحل في التوافق مع rdquo;الجارة المسلمة إيران؟!rdquo; والمساومة معها؟.

لقد اثبتت التجربة ان استرضاء طهران عن طريق الحوار والتفاوض هي فكرة ساذجة للغاية. وأكد مسؤولو هذا النظام أكثر من مرة أن تخصيب اليورانيوم rdquo;حق ثابت لهم وغير قابل للتفاوضrdquo;. إن توقف هذه العملية التي هي خط احمر مرهون بتغيير النظام الديكتاتوري في ايران.. لان المشكلة الرئيسة القائمة في ايران هو ايمان حكام طهران بالبقاء في الحكم عبر غطاء ديني مع قمع كل الاصوات المطالبة بالديمقراطية في البلد بالاضافة الى تصدير هؤلاء الحكام التطرف إلى جميع بلدان الشرق الاوسط.

اذا نجد ان تحويل إيران إلى ترسانة نووية هو عنصر حيوي لهذه الديكتاتورية لغرض تحقيق اهدافها التوسعية الشريرة في المنطقة عبر اجندة باتت لا تخفى على احد.
ونتسائل مرة أخرى؟ هل هناك طريق آخر أو حل او تسوية ما لهذه القضية الشائكة؟. هل هناك طريق تمكننا من تجنب حرب دامية؟.

نعتقد ان الطريق الوحيد الموجود لتحدي هذا النظام وافشال كافة مخططاته النووية واهدافه التوسعية العدوانية هو في ان تغير دول المنطقة وخصوصا الدول العربية من سياساتها تجاه هذا النظام، عبر عدم التعامل معه بشكل مطلق، وان تضع ايديها بيد الذين يعملون ضد هذا النظام والذين يقاومون طروحاته الحاقدة والشريرة والذين اثبتوا ان لديهم الافضل لاحداث تغيير ديمقراطي حقيقي في ايران، وان عليها ان تتعامل مع ملايين الايرانيين الذين تقودهم حركة منظمة للمقاومة الشعبية اثبتت انها الحريصة على مصالح شعب ايران وعلى حقوقه وعلى تمسكها الواضح بالحوار العقلاني والديمقراطية وبمؤسسات المجتمع المدني للنهوض بايران كقوة لها دورها وعمقها التاريخي والحضاري في العالم.

وكما تقول مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية rdquo;دعونا نفكر في أبنائنا وبناتنا وأخواتنا وإخواننا من أفغانستان إلى إندونيسيا ومن العراق إلى فلسطين وإلى لبنان والجزائر وجميع البلدان والمجتمعات الإسلامية التي أصبحت هدفًا بشكل أو بآخر لما يصدّره إليها نظام quot;ولاية الفقيهquot; من دمار وفساد ودجل وافتعال أزمات وإرهابrdquo;.
نعم من المكن أن نجنب المنطقة حربا أخرى مدمرة، فالمساومة مع هذا النظام ستؤدي بلا ريب إلى التسريع في حصول هذه المواجهة، والمساومة لا تنفع مع نظام اتخذ من المماطلة والمراوغة والمداهنة والنفاق وسائل للتعامل مع المجتمع الدولي ضاربا بعرض الحائط كل المثل والقيم والمبادىء التي يؤمن بها العالم المتحضر.

ولا بد ان نذكر هنا ان هناك حلا ثالثا فعالا ويؤتي اكله بلا شك وهو تغيير نظام الملالي في ايران على يد الشعب ومقاومته الشجاعة المنظمة بعمودها الفقري منظمة مجاهدي خلق التي أثبتت عبر تاريخها النضالي الطويل والعمل الميداني المنظم وقدرتها السياسية والإعلامية في تخطي العديد من الأزمات واستطاعت ان تبقى بقوة على الساحة الدولية لانها تستمد رحيق نضالها من خلال الشعب الايراني المؤمن بالحرية والكرامة وقضيته العادلة، وهذه المنظمة اثبتت ان لديها قيادة رشيدة تتصف بالحكم والبصيرة وبعد النظر وبحضور وطني فعال داخل وخارج ايران.
* خبير ستراتيجي إيراني
[email protected]