إذا كان الشيعة هم من ينسب لهم أو ينسبون لأنفسهم تفانيهم في حب آل البيت فاللهم اشهد بأنني شيعي متعصب.. بعيدا عن الخزعبلات والتطرف والتطاول على بقية المسلمين في أصقاع العالم الإسلامي.. وهذا السجال الدائر منذ مئات السنين والخلاف الحائر بلا أساس ولا أصل ولا عقل.. وتلك الفتنة النائمة التي يستمتع البعض بايقاضها بين حين وآخر بين الشيعة والسنة لا بد أن يتوقف وأن نجد العلاج الشافي له.. يؤمن الشيعة والسنة بالله.. ويؤمنون بلاشك بالقرآن الكريم والنبي العظيم.. ويختلفون ببعض التفاصيل التي يجب أن تكون نقطة اتصال لحوار تقارب وتلاقي لا نقطة انفصال لخلافات ومعارك وأزمات لا تنتهي. يحب الشيعة والسنة نبينا محمد وآله وصحبة.. ويؤمنون بأن حب آل البيت من حب الله ورسوله.. والتعدي عليهم والإسائة لهم خدش للدين وخروج عن طاعة الله ورسولة.. ولا يقبل السنة ولا الشيعة بأن يتطاول موتور أو يتعدى مخبول على أيا من آل بيت النبي أو يسيء لهم أو يتعرض لهم بالقول والفعل.. ونؤمن جميعا بأن زوجات الرسول أمهات للمؤمنين لا نقبل أبدا بأن يطعن جاهل حاقد على أمهاتنا أو يقلل من شأنهن.. ولا يمكن أن يتخيل عاقل بأن هناك أيا من رجال الدين من يقبل بالسكوت على ارتكاب ذلك الإثم العظيم.. ومن الجهل والاساءة أن نطلق على من أساء لأمهاتنا برجل الدين.. حتى ولو كان متطرفا.. لأن أهم صفات رجل الدين الحكمة والعقل الراجح.. ومن جاء بتلك الفعلة الشنعاء رجل فقد عقله. لو اهتم المسلمون بالقضايا الحقيقية والرئيسية التي من الممكن أن تضع الإسلام والمسلمين في مكانهم الحقيقي بعيدا عن الاختلافات والخلافات.. لصارت حالنا أفضل مما نحن عليه ألف مرة.. والعالم الذي يتطور ويتقدم ويتغير بسرعة البرق لا ينتظرنا وهو يسير في قطار العلم والمعرفة ونحن لا زلنا نتقاتل على ذات الحوار التائه بلا اجابة منذ مئات السنين.. خاصة الخلاف الذي لم نجد له حلا أبدا بين السنة والشيعة.. ولو نظرنا لوجدنا أن نقاط اتفاقنا أكثر مئة مرة من نقاط الاختلاف وحتى الاختلاف كان من المفترض أن يظل في دوائر ضيقة ولا يتعدى الحدود ليصل إلى العلاقات الانسانية والفتنة الطائفية بين أبناء البلد الواحد والمجتمع الواحد.. وهي فتنة إن دارت رحاها لن تتوقف أبدا. إن العالم الإسلامي اليوم يعاني معاناة كبيرة في الصورة السلبية التي خلفها بعض العابثين بالإسلام ممن ارتكبوا جرائم بحق الانسانية لازلنا نتجرع آثارها حتى يومنا هذا.. ولن ننتهي، وكل يوم يظهر من يزيد من تلطيخ قيم ومبادئ ديننا الحنيف بشكل بشع وبغيض. كنا كمسلمين.. وكان التاريخ يشهد حضارتنا وتطورنا واسهاماتنا الكبيرة في تطور البشرية وتقدم الانسانية.. لكننا حينها لم نكن مشغولين بالصراع الطائفي ومحاربة العالم.. وخلق فتنة هنا وزرع أزمة هناك.. كان منا العلماء والفقهاء والمخترعين والعلماء والعباقرة.. قدمنا للعالم أهم الاختراعات والمكتشفات التي غيرت في مجرى التاريخ.. ولكننا حينما أفلسنا من العلم والابداع وملأ الفراغ حياتنا صرنا نأكل جلودنا ونبحث في ثنايا واقعنا عن أزمة لنختلف بها ونهرب فيها من واقعنا المتخلف لنزيده نكدا وغما وسوادا.. ونسينا أننا جميعنا مسلمون موحدون مؤمنون بالله وكتبه وملائكتة ورسله. لا يعقل ونحن نعيش في الألفية الثالثة لازالت خلافاتنا هي خلافاتنا.. وعصبيتنا هي عصبيتنا.. ولازالت مصيبتنا هي ذاتها لم تعالجها السنين أو تصلحها الأيام.. ونحن في غمرة خلافاتنا واختلافاتنا وأزماتنا يغرق الاسلام في دائرة عريضة من الكراهية في العالم تسبب بها فئة من فاقدي الوعي والتفكير.. وصرنا ندفع ثمنها غاليا كل يوم باساءات متلاحقة بحق هذا الدين الحنيف الذي يدعوا إلى التسامح والسلام والتقارب والتفاهم والعفو والمغفرة.. ولكن كيف يمكننا أن نشرح للعالم اسلامنا ونحن عاجزون على التفاهم بيننا.. ولا زال الحوار المخيف دائرا بيننا منذ مئات السنين بلا حلول ولا اجابات ولا نهايات.. ويبقى ملف الطائفية الدينية قائما ومفتوحا تقلب أوراقه الملتهبة بين حين وآخر لمصلحة البعض من المستفيدين من تلك الخلافات الدينية الدائرة بلا نهاية. أنا سني متزن.. بقلب شيعي متعصب في محبة آل البيت.. وهكذا يجب أن نكون.. ولا أدري متى من الممكن أن ننتهي وتزول تلك الخلافات.. ودمتم سالمين.
- آخر تحديث :
التعليقات