انتهت عطلة العيد وعاد السياسيون العراقيون نحو الانطلاق باتجاه الحوار التفاعلي لتشكيل حكومة quot; الأحلام quot; المرتقبة والمجمدة في بردات التبريد الفكري والخدر اليومي والمجتمعي بصورة عامة، بانتظار قدرة القادر على الاتفاق والخروج من نفق مظلم دامس يتعلق بمستقبل البلد والناس المساكين الذين يلتحفون بالسماء ويفرشون الأرض في عز الأشهر الحارة الساخنة التي لا ترحم ولاهم يرحمون ولا يحزنون،على الرغم من انقضاء ما يوازي سبعة أشهر على نهاية الانتخابات لا يزال العراق يدور في حلقة مفرغة، بل ابعد من ذلك فهي مراهقة سياسية تفتقر إلى النضوج والتحسب، فجوهر التشاور في كل مكان يجب أن يؤسس إلى تقديم وجهة النظر الوطنية على الوصايا إلاقليمية.
ومع الاعتراف بان الضغوط الشعبية والرسمية وحتى الإقليمية منها لم تفضى إلى تحقيق مطلبها بإنقاذ البلاد والعباد وتغيير المواقف المتعنتة لدى الساسة في بغداد لإبداء مرونة اكبر في المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة، بل بات المشهد السياسي يتصف بمواقف أكثر تشددا بين الفرقاء، فيما لم تشفع الظروف الآخذة بالتدهور على الصعيد الأمني والاقتصادي والاجتماعي التي يعاني منها المواطنون لدى أصحاب القرار وقادة الكتل أيضا، أو تأخذ بنظر الاعتبار كما يبدو، ولا اعرف quot; وأنا البعيد عن الديارquot; هل غابت عن أنظار الساسة العراقيين حل الأزمة المتفاقمة، أم هم غير راغبين في تشكيل الحكومة؟ أم التجاذبات والتدخلات الاقليميه والصراعات الشخصية نحو النفوذ هي من وضعت هذه الحواجز أمام تشكيل أي حكومة عراقية منتظرة.
ولا ادري كيف يفكر قادة سياسيون في ترتيب برامج أحزابهم نحو السير إلى البرلمان بهذه الأفكار والعقول، ناطق عن كتلة ما يصدع رؤوسنا يوميا ويصيبنا بدوار التصريحات التي غدت موضة عراقية جميلة وملونة لأصحاب الياقات والبدلات الأنيقة في: سيحدث كذا وكذا، ونرفض كذا وكذا والنتيجة يا جماعة مكانك راوح، جاء رمضان وبعده العيد وذهب أصحاب الكتل إلى العيدية مع أولادهم يمضغون الحلوى، وتركوا الناس دون أدنى إحساس، فهل يعقل إن يكون العيد حاجز نفسي وديني في استكمال المهام الوطنية؟ وصدق الشاعر حينما قال عيد بأي حال عدت يا عيد، أليس مسئولية الوطن اكبر من عطلة العيد؟، يا إخوان يا أصدقاء من كل الكتل والأحزاب تذكروا أنكم تحملون أمانة شعب ووطن في أعناقكم، فلا تجعلوا منا أضحوكة للعالم،وهذه الأشهر الحزينة تمضي دون اتفاق على احد الفرقاء السياسيين وسط تناس ساذج للمتطلبات الدستورية بشأن تشكيل الحكومة، لاشك بأن هنالك مساجلات منتظرة، ومناظرات عقيمة حال ظهور النتائج، بدلا من التفكير الجدي لإيجاد مخارج للحالة الراكدة التي تشير إلى توقف استثنائي غير مقبول على طريق مواصلة المشوار الديمقراطي، لا يهمني من هذا الكلام أو محاولة تصديق بعض ما ينقله المحللون السياسيون حول الأزمة أو العقبات التي تقف أمام تشكيل الحكومة العراقية.
لذلك نتمنى أن يسمع المسئولون المتنعمون ممن نقرهم ونحترم جهودهم أن أهلنا تعاني ما تعاني من ظروف مأساويه من بعض الانفلات الأمني، والإرهاب، وشدة الحر وانقطاع الكهرباء والملايين تعاني الجوع والمرض، والسير الحثيث نحو إيجاد المزيد من فرص الحلول المتاحة والبدائل المقبولة، كي تستقيم حالة البلاد والعباد.
فإذا كانت المشاورات تأتي بالمالكي مجددا أو د. علاوي أو د. عادل عبد المهدي المرشح الأقوى الآن إلى كرسي الوزارة باعتباره لم يمر سابقا على هذا المنصب بوجهة نظر الكثير من المراقبين والمحللين، وكونه يجمع بين الاقتصاد والسياسة وذا علاقات إقليمية ودولية متميزة، فانا متأكد تماما بان الحياة ستمضي وأن العراقيين شعب صابر ينتظر الفرج.
- آخر تحديث :
التعليقات