بعد ان اعلن القس الاميركي تيري جونز نيته حرق القران في احدى الكنائس الاميركية في ذكرى الحادي عشر من ايلول عام 2001 وقف العالم كله وفي مقدمتهم العالم المسيحي منددا بهذا العمل غير المنضبط وقد ادى هذا الموقف العالمي الحازم الى اعلان القس المذكور تراجعه عن هذا العمل الذي اثار غضب واستنكار الملايين عبر العالم ويهدد بعواقب وخيمة لان الارهابيون والمتطرفون سيجعلونه مبررا لمهاجمة المسيحيين تحت ذريعة الثار للقران.

لقد تعرض القران للحرق من قبل جهات عدة وفي ازمان مختلفة لكن اكثر الذين احرقوه هم المسلمون انفسهم ويكفي ان نشير الى موجة حرق المساجد التي شهدها العراق في الاعوام القليلة الماضية والتي ادت اضافة الى ما سببته من خسائر بشرية ومادية كبيرة الى احراق المئات او ربما الالاف من المصاحف تحت طائلة النزاع المذهبي بين السنة والشيعة.

وقد لا اغالي اذا قلت ان عدد المصاحف التي احرقها المسلمون هي اكبر باضعاف من تلك التي احرقها اصحاب الديانات الاخرى لان اولئك عندما يقدمون على الحرق فانهم يستهدفون من ذلك غايات اعلامية اما هؤلاء فيمارسونه بغضا بالاخر الذي يجدونه غير جدير بالقران وما الى ذلك فالغاية عند هؤلاء الاضرار بالعدو حتى ولو جاء ذلك على حساب القران الذي يقدسون.

فالكثير من الناس قتلوا على الرغم من احتمائهم بالقران فيما احرقت عشرات او مئات المكتبات والمساجد والحسينيات على الرغم من وجود المصاحف.
فمن يدين حراق المصاحف الحقيقيين.