اصابت جرائم الإرهاب حياة المسلمين في أوربا واميركا بمقتل وتضررت مصالح ملايين الناس، واصبحوا موضع شك من قبل أهالي هذه البلدان وأجهزتها الأمنية والأمور مرشحة للتصاعد وللمزيد من التأزم.

وبودي ان انقل للقراء تجربة شخصية بأعتباري عربيا مسلما يعيش في أميركا فمنذ عدة ايام دعاني أحد الاصدقاء العراقيين من الكلدان المسيحيين الى سفرة سياحية لأحدى المدن الأميركية الكبرى وصديقي هذا دفعه نبل كرمه وعمق الرابطة الانسانية التي ربطتنا كبشر جمعتهم القيم النبيلة وتجاوز الحواجز الدينية وغيرها.. دفعته هذه الأعتبارات الى هذه المبادرة الطيبة.

منذ ان أتفقنا على موعد السفرة وتم الحجز على احدى الطائرات وانا قلق واتخيل مختلف الصورة المرعبة بسبب كوني عربي مسلم يعيش في بلد يتعرض الى خطر الإرهاب، واول ما خطر على بالي هو لحظة تواجدي في المطار وملامح وجهي العربية التي ستجلب انتباه المسافرين وموظفين المطار والأجهزة الأمنية، وتخيلت مشاعر المضيفات في الطائرة حينما يذكرهن وجهي العربي بجريمة 11 سبتمبر وماجرى لزميلاتهن المضيفات من مأساة ولعل قصة تعرض احداهن للطعن من قبل أحد المجرمين الإرهابين داخل الطائرة مازالت حية في الذاكرة.

وبرزت عندي مشكلة اصابتي بمرض السكر وحاجتي الى استعمال تواليت الطائرة، وتخليت نظرات الركاب والمضيفات وانا أذهب عدة مرات الى التواليت ومع كل مرة تتطلع بي العيون بقلق وشك.. تصوروا أنا الذي أعتبر نفسي الوحيد من جميع العرب والمسلمين الذي يشعر بالانتماء للولايات المتحدة الاميركية والحب والاخلاص بهذه الدرجة الكبيرة... يتم النظر لي بحذر وشك داخل المطار والطائرة.

أتساءل: ماذا لوحدث - لاسامح الله - حادث طاريء داخل المطار أو الطائرة؟.. عندها ستتوجه الانظار والاتهامات نحوي مباشرة بسبب ملامح وجهي، وربما في لحظة انفعال يهجم عليً الركاب ويشبعونني ضربا ويموت أكبر عاشق مخلص لأميركا خطئاً بسبب الإرهاب!

من المؤسف أنني لاأستطيع الكشف عن قلبي كي يعرف الناس مدى حبي لأميركا، ومن المؤلم جدا على المحب حينما تتعرض مشاعر حبه للشك، لقد دمر الإرهاب حياة العرب والمسلمين في أوربا واميركا الى الأبد، وسوف لن يُغفر للمسلمين عن الجرائم التي أرتكبوها، وسوف تزداد أوضاعهم سوءا يوما بعد آخر بما فعلت أيديهم، فكم بشع ومدمر واجرامي الإرهاب!

[email protected]