سؤال قد يبدو للكثيرين مستفز وعلى يقين لو كنت بالقرب من البعض لتم قطع راسي عن جسدي حتى قبل اكتمال نطق السؤال نفسه.في كل الاحوال يوجد في الدين والمذاهب الكثير من الامور المختلف عليها والكثير من الامور الاخرى بحاجة الى مختصين من علماء وفقهاء ورجال دين حقيقين لحلها او ايجاد سبل لمسك الامور من وسطها لتهدئة الخواطر وتقليل للخسائر التي دفعنها ومازلنا ندفعها منذ قرون طويلة حينما يتحول الدين والفتاوى والتفسير كدكان يبيع بضاعة ملغومة من قبل كل من هدب و دب.
وليس ممن يضعون رؤوسهم في الرمال او الذين يدعون باطلا انه لاتوجد خلافات هنا او هناك بل ان هذه الخلافات اصبحت سوق رائجة ومربحة للكثيرين. لذلك كتبت في ايلاف قبل ثلاث سنوت مقالة تحت عنوانquot; هل كان ابوبكر في الغار quot; وقد انقلبت الدنيا حينها ولم تجلس في مكانها وطالب البعض بمنعي من الكتابة في ايلاف وكأن موضوع منعي اذا تم فستحل كل مشاكل الامة المستعصية !! والبعض الاخر ارسل تهديد صريح لي بالقتل !! مع العلم ان المقالة كانت جدا موضوعية وتناقش الامر من زوايا مختلفة ولااعتقد ان ايلاف وهي صحيفة سعودية تقبل بنشر غير ذلك.

لكن عنوان مقالة اليوم ومثل هذا السؤال ليس بحاجة الى فقهاء وعلماء ومفسرين فاجابته فيها نص واضح وصريح في القران الكريم لايقبل اللبس، في سورة الاحزاب quot; النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وازواجه امهاتهم quot; وهذا النص يعطي احترام واضح و كبير لزوجات الرسول quot;صquot; لذلك لايمكن تصور التعدي ولو بالكلام بهذا الخصوص كما ان النص في سورة الاحزاب.
والنص هنا ياخذ الامور من زواية نساء النبي. لذلك من المستهجن ان يتم التعاطي مع هذه الامور باستخفاف او تشكيك فان الشخص العادي اليوم غير قادر على البوح بحرف واحد اتجاه زوجة الحاكم او الرئيس او الملك او السلطان او حتى زوجة الشرطي خوفا ورعبا فكيف لاترافقه مخافة الله في مثل هذه المواضيع الحساسة. و قبل ذلك ونفس الشي ينطبق على من يمس ال البيت الاطهار من الائمة المعصومين. الامة ليس بحاجة الى هذا الاحباط والتنافر ومثله من يقف في خطبة الحرم المكي ليصف الشيعة بالزنادقة !! ولايعترض عليه سواء عقلاء القوم لكن وبعد حين حينما يحرم نفس الشخص الموسيقى تقوم الدنيا ولاتقعد الا عليه!!

السيدة عائشة quot;رض quot; هي احدى زوجات نبي الرحمة quot;صquot; وقد تكون الثالثة في تسلسل زوجات النبي ولها احترام مثل كل زوجات النبي من امهات المؤمنين التي حدد شروطها القران الكريم بشكل واضح وصريح في سورة الاحزاب quot;يانساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن quot;. لذلك الاعتداء او التعدي على السيدة عائشة يجب ان يكون مدان بشكل واضح وصريح وهو فعل مرفوض بكل المقايس. وحتى تكون الامور اكثر صراحة واكثر شفافية فان خروج السيدة عائشة على خليفة المسلمين وامير المؤمنين علي بن ابي طالب quot;عquot; في معركة الجمل، فهذه واقعة اخرى تقبل النقاش والمداولة والتفسير والتمحيص كونها واقعة تاريخية حقيقة وكبرى لايمكن تجاوزها. ولكننا تربينا في بيئة شيعية صرفة ولم نسمع يوما تعدي او تجاوز على اي زوجات النبي quot;صquot; بل سمعنا تحليل وتفسير لما حدث.

السؤال الاكبر الذي من المفروض ان يدور في ذهن كل متابع لماذا علينا ان نجعل من الدين الاسلامي الجامع دين فرقة وخلاف ومشاكل لها بداية وليس لها نهاية، اليس الاجدر بنا الالتفات الى مشاكل عصرنا التي تحيط بنا واليس الاجدر النظر الى الدول المتقدمة بل وحتى الدول المجاورة فهولاء الاتراك يمارسون حقهم الديمقراطي بكل شفافية لتغير دستورهم بينما يغيب الدستور في معظم بلادنا العربية ويحل عنه مكارم وعطايا ولي النعمة الديكتاتوري !!وهذه ايران وبغض النظر عن المواقف العربية لكنها تفرض نفسها قوة أقليمية وتكاد تكون نووية وتلعب ادوارها بكل براعة وقوة لضمان مصالحها في المنطقة، بينما نحن العرب اصبحنا مجرد تابعين هنا او اصحاب ردود افعال هناك لااكثر دون مشروع وطني او حتى عربي واضح، هل يعلم العرب ان الهند اطلقت صاروخ الى الفضاء يحمل سبعة اقمار صناعية الى فرنسا والمانيا وامريكا وحتى اسرائيل !! وهل يعلم العرب ان امريكا اطلقت طائرة بدون طيار بطيران مستمر لخمسة الاف يوم دون انقطاع !! وهل يعي المسلمين ان قنبلة باكستان النووية حولها العرب وليس غيرهم الى قنبلة طائفية وليس ببعيد ان تطوف بماء الفيضانات والجوع التي تغمر باكستان !! وهل يعرف العرب ان طائرة الشبح الستراتجية الشهيرة ستكون ضمن سلاح الجو الاسرائيلي خلال عامين بينما مئات المليارات العربية تصرف على سلاح خردة لايصلح لجيوش الهجانة !! وهل يعرف المواطن العربي المسكين المغلوب على امره ان محاربة التجربة العراقية الدستورية الجديدة سببها خوف معظم الانظمة العربية من رياح الديمقراطية وخوفهم من الحقوق الانسانية وحقوق المواطنة التي يضمنها صندوق الانتخابات لفئة عراقية معينة !! كل هذه الاسباب وايضا غياب حقوق المواطنة العربية وغياب الاليات الديمقراطية وضمور مستوى التعليم العربي والتخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي هي اكبر داعم لدكاكين الطائفية المقيته والتي اصبحت اثمانها لاتطاق لانها عبارة عن دماء بريئة تنتهك هنا وهناك كل يوم.


[email protected]