أثارني موضوع النقد الذي صدر ضد الفنانة المصرية (( بسمة )) بسبب ديانة جدها اليهودية... ودفعني الى البحث عن جذوري وديانة أجدادي، اذ لايعقل أن ديانتنا كقبيلة كان الاسلام فقط، خصوصا ان قبيلتي الأم عاشت في منطقة جغرافية شهدت ازدهار اليهودية والمسيحية.
أنا أنتمي الى العرب (( القحطانيين )) واقصى تاريخ معروف لقبيلتي الأم هو تاريخها في منطقة حضرموت في اليمن، وقد أنشأت هذه القبيلة التي تسمى (( كنده )) مملكتها التي حملت أسم مملكة كنده، واعتنق افرادها الديانات السائدة في ذاك الزمن ومنها اليهودية والمسيحية، والمثير للأنتباه انهم أعتنقوا اليهودية والمسيحية بأرادتهم الحرة واختيارهم كأحدى وسائل الاتصال بالله والإيمان به.
قسم من أجدادي ظل متمسكاً بديانته اليهوديةحتى بعد ظهور الاسلام، وكذلك ظل قسم منهم مسيحيا، ودخل القسم الأكبر من فروع القبيلة الى الاسلام اما: اقتناعا، أو تحت تهديد السيف أو هربا من دفع الجزية.
ومن أبرز مشاهير قبيلتنا هم:
الشاعر: أمرؤ القيس
الشاعر المتنبي
الشخصية المعروفة بالكرم حاتم الطائي
وصاحب الملحمة الشهيرة ابو زيد الهلالي
وغيرهم يوجد الكثير، ويبدو ان فروع هذه القبيلة يسكنها حب المغامرة والترحال والسفر فتفرقت الى مختلف انحاء العالم، وكان العراق من نصيب قبيلتنا الفرعية ولاأعرف تاريخ دخولها الاسلام على وجه الدقة.
ماأريد قوله هو: أنتم ايضا قسم من اجدادكم كانوا يعتنقون الديانات اليهودية والمسيحية وغيرها، وأعتناق الدين غالبا يتم بشكل وراثي بعيدا عن العقل واختيار الأرادة.. لذا من الخطأ المزايدة والتفاضل بالأديان واعتبار الدين امتياز انساني على الأخرين، خصوصا ان المقياس لدى الله هو الإيمان القلبي والعمل الصالح المفيد للناس وليس أسم الطائفة أوالدين.
وأخيرا: فأن هذه المعلومة سيتلقفها اصحاب النوايا الخبيثة والغوغاء، وستكتب العناويين الصارخة مثل: خضير طاهر يعترف بجذوره اليهودية الصهيونية، وان العرق دساس لهذا تجده دائما يدافع عن اليهود ومعجب بإسرائيل... الى أخر الأسطوانة الغوغائية التي أتوقعها تماما ومع هذا كتبت هذه المقالة، لأنني مؤمن بأن الكاتب طالما هو يستطيع (حماية نفسه من السجن والقتل )، فيجب عليه ان يكتب مايريد قوله بصدق وصراحة بالقدر الذي تسمح به وسائل الأعلام التي ينشر فيها وبعكسه في حال عدم استطاعته الكتابة الحرة الحقيقية.. من الافضل للكاتب ان يسكت أو يتجه للكتابة في شؤون الرياضة والأدب والفن والطبخ.
وسواء صدقتم أم لم تصدقوا.. ان جميع مقالاتي التي أعلنت فيها أعجابي بتجربة اسرائيل كدولة تميزت بأرتفاء نسبة الانتماء الوطني والتضحية لدى مواطنيها، والنجاح الباهر في النشاطات المؤسساتية الجماعية والتقدم الشامل... ودفاعي عن يهود العراق.. جميع هذه الكتابات كتبتها بقناعة تامة قبل أن أعرف ان ديانة بعض اجدادي يهودية ومسيحية.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات