ضمن مشروع محو الوجود المسيحي في البلدان العربية، اصبح السؤال الآن: متى سيأتي الدور على مسيحيي لبنان؟ وليس تهدئة الأوضاع والحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان، فقد تجاوزت المواقف والأحقاد خط الرجوع عن تنفيذ المجزرة القادمة!

يختلف مسيحيو لبنان بأنهم الأكثر عرضة للخطر من اقرانهم في البلدان العربية، فهم محاطون بعدة اعداء وليس عدوا واحدا اذ تجد عدوهم القديم سكان المخيمات الفلسطينية يتربصون بهم، وهناك الجهات السنية المتطرفة، وسورية، وحزب الله الإرهابي، وامام هذا الخطر الذي يطوقهم تنعدم احتمالات نجاتهم من اعتداءات قادمة في ظل تنامي مشاعر الكراهية ضد المسيحيين في المنطقة.

والمسيحي اللبناني بسبب مواقفه المبدئية الشجاعة وتصديه للوجود الفلسطيني في بلده، والى الاحتلالين السوري - الإيراني وجماعة حزب الله، اصبح يشكل عقبة كبيرة بوجه الاطماع والمؤامرات التي تسعى الى ابتلاع لبنان، ولهذا فإن السيوف مستلة تنتظر الظرف الشيطاني الملائم لذبحه واسكات مواقفه المعارضة.

وامام ضعف الدولة، وغياب الحماية الدولية لهم.. يجب على مسيحيي لبنان الاعتماد على أنفسهم بتوفير الحماية الذاتية عن طريق إحياء التشكيلات الأمنية والعسكرية في مناطقهم ووضعها على أهبة الأستعداد للدفاع عن وجودهم ومصيرهم، مثلما فعلوا في الحرب الأهلية عندما دافعوا بشجاعة وبسالة عن حياتهم.

ومن الضروري النظر للمستقبل بحذر والاستعداد لما هو أسوأ، وعدم الوقوع في أوهام الحصول على الحماية الدولية، اذ اثبت المجتمع الدولي انه لايملك غير اصدار بيانات الإدانة فقط، فمنذ سبعة اعوام يتعرض مسيحيو العراق الى إبادة منظمة ولم تتحرك أية جهة لتوفير الحماية لهم، ونفس الشيء في السودان ومصر!

لقد كان ومازال المسيحيون في لبنان هم شعلة الحضارة والثقافة والابداع في الشرق كله، ودورهم التنويري في الوطن العربي معروف على صعيد التأليف والترجمة والفن، وهذا التألق جلب عليهم الكثير من الحسد والأحقاد، وهم اليوم يقفون وجها لوجه امام لحظة تاريخية صعبة جدا، لكنهم عودونا على التصرف بحكمة وشجاعة والخروج من المواقف الحرجة والأزمات بانتصارات باهرة.

[email protected]