يبدو أن الخطة المبرمجة في quot;تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيينquot; قد دخلت مرحلة جديدة بعيد الهجوم الإرهابي الجبان في استهداف كنيسة القديسين في الإسكندرية المصرية ليلة عيد رأس السنة. فالضربات الإرهابية ضد مسيحيي العراق قد حققت الكثير من أهدافها، وبات أكثر من نصف مسيحيي بلاد الرافدين مهاجرين الآن ينشدون الأمن والأمان في شتى اصقاع الأرض. والنصف الآخر يعيش تحت التفجيرات والتهديد اليومي بالقتل، وليس واضحاً إلى متى سيصمد هذا النصف. ربما ليس صمودا بقدر ماهو إنشغال بquot;تصريف الأعمالquot; والخروج سريعاً للإلتحاق بالأهل في الخارج.
الآن جاء الدور على الأقباط في مصر، والذين يشكلون أكبر كتلة مسيحية في الشرق العربي. هناك خطة تقودها الجماعات الإرهابية، بإسناد وتمرير من منظري وفقهاء التشدد المنتشرين في سلك التعليم والثقافة، وتهدف إلى ترويع الأقباط وإرتكاب المزيد من الجرائم بحقهم، بغية دفعهم إلى الهجرة وترك موطنهم. ولعل المتتبع لواقع الإنتهاكات المستمرة ضد الشريحة القبطية في مصر يعلم التصاعد الخطير لخط العنف، في الكم وفي النوع، الحاصل ضدهم في الآونة الأخيرة.
الحكومة المصرية مدعوة لطرح خطة متكاملة لحماية جزء كبير من الشعب المصري من ضربات الإرهابيين. هناك حاجة لخطة مضادة لخطط جماعات الإرهاب الدموية. ولتبدأ القاهرة قبل أي شيء بإصدار قانون ملزم يعاقب كل من يصدر فتوة أو يطلق تصريحا يٌكفر فيه الآخرين ويٌشرعن أعمال العنف لتهديد حياة أي فرد أو جماعة دينية في البلاد. فليس من العدل والقانون في شيء أن يتحرك أحد رموز quot; السلفيةquot; في كل مكان وأن يطلع على كل المنابر ليتحدث عن quot;خطر الأقباطquot; وعن quot;استعدادهم لإستخدام السلاح لطرد الأغلبية المسلمة من مصرquot;، وquot;عن إستلامهم الأسلحة من الخارج وتخزينها في الكنائس ودور العبادةquot;. هذا الشخص من المفروض أن يٌحاسب على كلامه، لأن ملفوظه خطر للغاية وقد يتحول إلى قنبلة في حال تفاعل هذا الملفوظ مع خلايا عقل مراهق أمي، أو أي شخص هامشي غاضب من الدنيا ويريد الرحيل عنها إلى quot; الجنةquot; الموعودة!.
مروع حقاً مشاهد أشلاء الأبرياء. وحكمة كبيرة أجدها في صبر وعقلانية البابا شنودة. الرجل حكيم جدا وأرجو أن يستمع له أبناء قومه وأن يتجنبوا الوقوع في أي محظور قد ينعكس سلباً عليهم.
هناك خطة للنيل من الأقباط ومنفذوها هذه المرة ليسوا بquot;لصوصquot; أوquot;أشقياءquot; أو quot;مختلونquot; بل هم أناس مدربون جيداً ويعرفون ماذا يريدون وأي خسارة من المطلوب إيقاعها في صفوف quot;أهدافهمquot;.
على الحكومة وأجهزتها حماية الأقباط، وعلى هؤلاء أن يحذروا كثيراً، فقد بدأت مرحلة جديدة خطرة للغاية تهدد وجودهم. وتجربة أخوانهم في العراق بادية للعيان.
التعليقات