مقياس الوطنية هو حجم درجة الإنتماء الوطني والحرص والعمل من أجل مصالح البلد، في الأقطار العربية لابد من طرح هذا السؤال : أيهما أكثر وطنية : المستقل سياسيا أم الحزبي؟


وضرورة هذا السؤال تأتي من كثرة المزايدات بالشعارات الوطنية من قبل الجميع الأمر الذي يستوجب وضع المقاييس والفرز والتأكد من المصداقية، وغالبا ما تصدر مزايدات الوطنية من الأشخاص المتحزبين أكثر من غيرهم الذين يظهرون بمظهر المحتكر للمباديء والنضال والأكثر وطنية من غيرهم.. تعالوا نجري مقارنة بسيطة بين المستقل سياسيا والمتحزب.


- ليس جميع المتحزبين لديهم أهداف وطنية حقيقية.


- بينما غالبا مايكون المستقل وطنيا.


- المتحزب موزع الولاءات مابين الإنتماء الحزبي والوطني.


- المستقل لديه إنتماء واحد هو الإنتماء الوطني، مع الإقرار بوجود مستقليين لديهم إنتماءات طائفية وقومية.


- المتحزب قد يكون مخربا و عدوا لوطنه من خلال نشاطه الحزبي.


- المستقل غالبا مايكون مسالما واذا لم يكن مفيدا فهو ليس مؤذيا لوطنه.


ولو تفحصنا الخارطة الحزبية في الوطن العربي نجدها مكونة من : الشيوعيين والقوميين والإسلاميين، اضافة الى تنظيمات هامشية أخرى غير مؤثرة، وان كافة هذه التنظيمات دائما تتباهى وتتفاخر بتقديمها الكثير من المعتقليين والمعدومين، وتطالب المجتمع والدولة والتاريخ بإمتيازات وتمجيد ومكانة خاصة، ودائما مايظهر أفراد هذه الأحزاب بصورة المحتكر للوطنية وهم يستعرضون تاريخهم السياسي و تعرضهم للسجن والتعذيب !


من السهولة الرد على إدعاءات الأحزاب : الشيوعية والقومية والإسلامية، وتفنيدها وقلبها حججها ضدها، فأهداف الاحزاب الشيوعية في الوطن العربي ليست وطنية من أجل بلدانها، وانما كانت تعمل كأدوات للإتحاد السوفيتي سابقا الذي كان يحركها مثل بيادق الشطرنج، وكانت تعمل ضد أوطانها وساهمت في زعزعة الأمن والأستقرار فيها، والأحزاب القومية أهدافها واضحة لايوجد فيها مايشر الى الإنتماء الوطني، بل كانت تفضل روابط الإنتماء القومي على مصالح بلدانها وهذه خيانة وطنية واضحة، أما الأحزاب الإسلامية فهي عدو صريح لمباديء الوطنية والإنتماء الوطني وشعارها الدائم الأمة الإسلامية.. فأين الوطنية لدى هذه الأحزاب؟


بشأن التفاخر بالتعرض للسجون والتعذيب والإعدامات.. أولا : وقوع العنصر الحزبي بيد السلطة وتعرضه للسجن والإعدام يعتبر فشلا أمنيا للأحزاب في حماية عناصرها من قبضة السلطة وهزيمة لها، ولايوجد ما يدعو الى التباهي والتغني بالنضال داخل المعتقلات، فالتعرض للإعتقال ليس فخرا ولانصرا على السلطة القمعية، وانما هو هزيمة أمامها وفشل حزبي كبير يستدعي الشعور بالخجل وليس التفاخر، وثانيا : الذين سجنوا وأعدموا من عناصر الأحزاب.. هم ليس مناضلين وشهداء وطنيين، بل هم مناضلون وشهداء من اجل أهداف أحزابهم، وليس من أجل الوطن.


ونتيجة هذه المقارنة بين المستقل سياسيا والمتحزب.. نجد ان المستقل هو أكثر وطنية، وان المتحزب كثيرا ما يكون سببا لخراب البلد.

[email protected]