قرأنا جميعا ان مؤسس شركة آبل للألكترونيات العبقري ستيف جوبز ابن غير شرعي بحسب التوصيف الديني في المجتمعات الغربية، وفي المجتمعات الإسلامية يوصف بأنه ابن زنا ويحرم عليه التوريث، وامامة الناس في صلاة الجماعة، والشهادة في المحاكم، والزواج من بنات الحلال، ويمنع من حمل اسم أبيه ويلحق بأمه، زائدا العار الذي سيلاحقه طوال عمره وبعد مماته اذا كان مشهورا حيث يقرن اسمه في كتب السير والتاريخ بأنه كان ابن زنا.


والغريب اننا نجد في الثقافة العربية الاسلامية تلصق بإبن الزنا قوانين وحتميات أخلاقية وبيولوجية قهرية بغض النظر عن وعيه وارادته، فإبن الزنا لايدخل الجنة لأنه بيولوجيا من نطفة غير سليمة وجسده ليس طاهرا، وابن الزنا بالضرورة الحتمية يصبح شريرا يرتكب الجرائم، ومن يريد شتم خصمه ينعته بإبن الزنا، واخلاق ابن زنا !


ولكن هل هي هذه حقيقة الطفل غير الشرعي، وهل تقبل عدالة الله ان تعاقب إنسان بريء لم يرتكب خطئا أو جريمة وليس مسؤولا عن أفعال أمه وأبيه ؟


الإبن غير الشرعي ستيف جوبز بإختراعاته جعل حياة البشرية على وجه الارض أفضل وأسهل، وطوال حياته لم يرتكب أي فعل مما يشاع عن أولاد الزنا في الثقافة العربية، بل كان يقدم مساعداته وتبرعاته المالية بصورة سرية، وكان على الصعيد الأخلاقي إنسانا رائعا.


وتعالوا نرى ماذا فعل ألاود الحلال والحسب والنسب من أمثال : هتلر، ستالين، كاسترو، جمال عبد الناصر، صدام حسين، حافظ الاسد، القذافي، بن لادن، الخميني، حسن نصر الله، وغيرهم، ماذا فعلوا وقدموا للحياة غير الحروب وسفك الدماء والقتل !


ماذا عن والد ستيف الحقيقي والذي هو ابن حلال الذي تخلى عن ابنه ولم يعتذر له ؟


ان أحكام المجتمعات والأديان ليست صحيحة دائما وتنسجم مع عدالة الله، ولابد من توجيه التحية ا الى لمجتمع الأميركي المتحضر الذي منح الفرصة الكاملة للمرحوم ستيف جوبز وجعله مبدعا خلاقا وثري ماليا، وانسانا سويا ترك بصمته المشرقة على صفحات الحضارة.

[email protected]