بداية الى الذين صدمهم عنوان المقالة وظنوا أنني إلتحقت باللوبي الكويتي في العراق.. أقول لهم ان من أكبر نعم الله تعالى عليّ الحصانة ضد إغراءات المال والمناصب، وعشق البساطة والزهد، إطمئنوا مواقفي ليست للبيع.

عقب هزيمة إيران في البحرين، وقرب إندحارها في سوريا مع سقوط نظام الأسد الحتمي.. تصاعدت فجأة أصوات الإحتجاجات من قبل الأحزاب الشيعية العراقية ضد الكويت مستغلة قيامها بإنشاء ميناء مبارك قرب المياه العراقية، فهل كانت دوافع المحتجين وطنية؟

لو كانت دوافع هذه الأحزاب وطنية من أجل مصالح العراق.. لماذا سكتت كل هذه الفترة الزمنية عن التدخل الإيراني - السوري في شؤون العراق ودعم الإرهاب وقتل العراقيين؟.. أين الحس الوطني من التخريب الإيراني الجاري الذي هو أخطر من ميناء مبارك؟.. وكيف تبرر الأحزاب الشيعية أخلاقيا مساندتها لنظام بشار الأسد وهي التي كانت تتهمه بدعم أزلام البعث والقاعدة وهددته بتقديم شكوى ضده الى مجلس الأمن الدولي؟ لماذا هذا الصمت عن الفساد وسرقة المال العام وغياب الخدمات... والتركيز على خطر ميناء مبارك الكويتي، ثم أين التخطيط لبناء العراق ولماذا لم نستفد من الوجود البريطاني في البصرة ونتعاقد معه على بناء موانيء لنا بحكم كون بريطانيا ملكة البحار ولديها خبرة هائلة في هذا المجال؟

المثير للغرابة والإستهجان هو عدم وجود إجماع وطني على القضايا التي تهدد حياة العراقيين ومصالح بلدهم، فقد كانت مواقف الساسة ( السنة ) بخصوص ميناء مبارك ضد وطنهم العراق ودفاعا عن الكويت من باب الإنتقام الطائفي على إعتبار ان الميناء ستتضرر منه المدن الشيعية فقط، وان ( السنة ) يبدو انهم يتعاملون مع العراق كأنه فندق وبنك للأموال سيغادرونه قريبا، ونفس الأمر مع الساسة الكورد الذين تطوع بعضهم للدفاع عن الكويت ضد العراق، هؤلاء ايضا ينظرون الى ان ضرر الميناء فقط على الشيعة وان العراق عبارة عن فندق وبنك للأموال سيغادرونه في الوقت المناسب!

شخصيا أعرف أسماء ساسة وإعلاميين عراقيين منخرطين ضمن اللوبي الكويتي يعملون ضد مصالح بلدهم ويدافعون عن الكويت بدافع إغراءات المال، وفي أحد المرات إلتقت مع أحد هؤلاء ورغم كونه إختار العمل مع الكويت وخدمة مصالحها إلا انه شكى من درجة مشاعر حقد الكويتيين على العراق.. فتصوروا حتى صديق الكويت هذا لم يحتمل أحقادها مما يعني ان خطوة بناء ميناء الكويت ليست بريئة ومؤكد انها تهدف الى الإضرار بالعراق.


الخلاصة: مواقف الأحزاب الشيعية المعترضة على ميناء مبارك ليست وطنية من اجل العراق، بل هي بتحريض من إيران، بدليل سكوت هذه الأحزاب على قضايا أخطر من الميناء كالتدخل الإيراني - السوري الفساد وغياب الخدمات، وان إنشاء الكويت للميناء هدفه الإضرار بمصالح العراق.

[email protected]