قال رئيس الوفد الكوردستاني الى بغداد السيد فاضل ميراني اثناء لقاءه برئيس مجلس النواب العراقي:

(اننا سنظل نصون وحدة الوطن من أجل ديمومة العراق)

ومن جانبه أكد رئيس البرلمان العراقي:

( إن لكل الأطراف حق المشاركة في صنع القرار السياسي والاقتصادي والاستراتيجي، لان العراق وطن للجميع، وان الكورد هم ثاني أكبر القوميات وشريك أساسي في اتخاذ كافة القرارات التي تحدد مصير البلاد. )

قرأت وسمعت ذلك في نشرات الأخبار وعاد بي التاريخ الى بدايات القرن الماضي، حينما اختار الكورد الاتحاد مع العراق دون تركيا في مسألة الموصل، التي منحها الكورد هويتها العراقية حتى يومنا هذا، في استفتاء سكانها حول التبعية لدولة تركيا او المملكة العراقية، وكانت حينذاك تضم معظم إقليم كوردستان الحالي، ومنذ ذلك التاريخ وطيلة ما يقرب من قرن من الزمان ناضل الكورد من اجل الحرية والديمقراطية ليبقى العراق وطن الجميع، دون استئثار من عرق أو قومية أو حزب أو مذهب، فالكل في بلاد الرافدين صنعوا تاريخ هذه البلاد وناضلوا من اجل مستقبلها وحريتها، ويجب أن يبقى الجميع أيضا بنفس الأطوال والدرجات والمستويات، التي حاولت معظم الأنظمة التي حكمت البلاد أن تنال من حقوق الكورد وغيرهم من المكونات الأخرى، وتعمل على تهميش دورهم وتقييد حريتهم من خلال حروب ضارية شنت عليهم طيلة سنوات مريرة من الكفاح المسلح، كادت ان تدمر العباد والبلاد.

لقد أثبتت التجارب والسنين منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى يومنا هذا، إن كل تلك الأنظمة انهارت وتساقطت أمام إصرار ونضال الكورد وأشقائهم العرب وبقية مكونات البلاد من اجل الحرية والديمقراطية، ومن اجل تلك المعادلة الموزونة التي لخصها التصريحان الأخيران لرئيس الوفد الكوردستاني السيد فاضل ميراني والسيد رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي.

حقا انها معادلة العراق الموزون الذي تشترك فيه كل المكونات وفي مقدمتهم الكورد والعرب الشريكان الرئيسيان في انشاء العراق وديمومته وتطوره وبقائه.

[email protected]