في خيمتها بساحة التغيير تلقت quot;توكل كرمانquot; نبأ فوزها بجائزة نوبل للسلام مع امرأتين هما: رئيسة ليبيريا quot;الين جونسونquot; أول امرأة منتخبة، ومواطنتها الناشطة السياسية quot;ليما غبويquot; التي عملت على تعبئة النساء من كافة الأديان والمجموعات العرقية من أجل المشاركة في الانتخابات، وتعزيز السلام في ليبيريا، وما بهمنا كعرب هو قرار الأكاديمية السويدية منح الجائزة لامرأة عربية تناضل من اجل مستقبل أفضل لبلدها، والحقيقة أن quot;توكل كرمانquot; تستحق عن جدارة هذا الفوز فقد استطاعت أن تحشد الملايين في ساحة التغيير وسط العاصمة صنعاء بهدف المطالبة بحقوق مشروعة للشعب اليمني، هي زوجة في بداية العقد الثالث من العمر لديها ثلاثة أطفال، وصحفية تناضل وتحلم بمستقبل أفضل لأولادها في بلد ديمقراطي حر.

ومع ذلك يريد الرئيس اليمني أن يسرق هذا الحلم، خرج علينا بتصريحات يقول فيها إنه سيتخلى عن السلطة في الأيام المقبلة، وفق المبادرة الخليجية بشرط عدم تسليم السلطة للمعارضة، الرجل يريد أن يختار الحاكم الجديد حتى لا يدخل القفص مثل سلفه quot;حسني مباركquot; وعلى كل حال فإن كلام صالح لن يقدم أو يؤخر، ويبدو انه أدرك أن الموقف الدولي يتغير، وأن هناك رغبة جادة لنقل الملف اليمني إلى مجلس الأمن الدولي لتطبيق المبادرة الخليجية وفق البند السابع، أراد صالح أن يستبق هذه الدعوات ويعلن استعداده للتنحي أملا في كسب مزيد من الوقت، لكن هذه الحيل لن تنطلي على الشعب اليمني، فهو يعرف أن صالح يجيد المراوغة ويريد أن تغرق البلاد في الفوضى والحرب الأهلية يريد أن يبقى في السلطة على حساب دماء اليمنيين، ويخرج من وقت لأخر بفرقعة إعلامية تصرف الأنظار عن قيمة النضال والمناضلين والمناضلات من اجل الحرية، وعلى رأسهم quot;توكل كرمانquot; تلك الشابة المفعمة بالحيوية والنشاط والتي حفرت اسمها في التاريخ على الرغم من وجودها في مجتمع قبلي ذكوري ينظر للمرأة على أنها وعاء للإنجاب، ولا يصح أن تخرج، وتناضل من اجل حياة كريمة، الم يزعج خروج المرأة اليمنية الرئيس quot;علي صالحquot; فتقمص دور الواعظ، ودعا إلى منع الاختلاط في التظاهرات المطالبة برحيله، لقد أدرك أن المرأة اليمنية تساهم بشكل فعال في صناعة الثورة، لقد أثارت تصريحات صالح استياء وغضب النساء اليمنيات ورجال القبائل وكافة الطوائف في المجتمع اليمني ورفعت بعض النساء quot;دعوى قضائيةquot; ضد صالح واعتبرن ذلك انتهاكا لأعراضهن، ولم تبال المناضلات وهاهم يواصلون إلهاب حماس المجتمع اليمني لمواصلة الثورة حتى تحقق أهدافها، وجاء فوز quot;توكل كرمانquot; بجائزة نوبل للسلام، وكأنه رد اعتبار لهن، ودعما لكفاحهن من اجل الدفاع عن حقوق المرأة، والوقوف في وجه الاستبداد، تبقى quot;توكلquot; التي بدأت مسيرة الكفاح ضد الظلم قبل عقد من الزمان رمزا لنضال المرأة العربية في تونس ومصر وليبيا وسوريا وكافة الدول العربية من اجل حياة أفضل، وفوز يمنية مناضلة بنوبل يعطي دفعة قوية لهؤلاء النسوة لمواصلة الكفاح حتى تتحول البلاد العربية إلى الديمقراطية، ويحصل مواطنوها على حقوقهم وحرياتهم.

إذن الجائزة عربية بامتياز لقد لفت نظري حديث quot;توكل كرمانquot; لقناة 25 يناير المصرية قالت فيه :إنها تهدي الجائزة لإسراء عبد الفتاح ووائل غنيم وميدان التحرير، وإنها تتمنى تقبيل تراب مصر، والمرور في ميدان التحرير، وكأنها بهذا الحديث ترد على ما نشرته صحيفة quot;الموندوquot; الإسبانية، أن هناك ناشطين كانوا الأحق بجائزة نوبل هذا العام وهما الناشط المصري quot;وائل غنيمquot; الذي انشأ موقع quot;كلنا خالد سعيد quot;، والتونسية quot;لينا بن مهنيquot; الأستاذة الجامعية التي كانت تقود الاحتجاجات المنددة بنظام زين العابدين بن علي من خلال موقع أطلقت عليه quot;فتاة تونسيةquot; أي أن وائل ولينا استخداما الإنترنت كأداة للتغيير السياسي السلمي في بلديهما وأن الثورتين التونسية والمصرية هما الفتيل الذي أشعل الثورات في ليبيا واليمن وسوريا، لا ننكر أن كل هؤلاء يستحقون نوبل ونجحت شعوبهم في الإطاحة بأنظمتهم الفاسدة، ويبقى اليمن هو من يحتاج هذه الدفعة المعنوية حتى لا تخمد نار الثورة وتحقق هدف الإطاحة بنظام علي عبد الله صالح.

إعلامي مصري