يرتعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول العربية خوفا من تهديدات وليد المعلم وزير خارجية نظام دمشق بأن نظامه سوف يتخذ خطوات مشددة ضد من يعترف بالمجلس الوطني السوري الانتقالي. هدد وليد المعلم سابقا بمسح اوروبا من الخارطة ولا شك انه سيهدد بمسح اميركا الشمالية من الخارطة ايضا رغم عجزه عن انهاء احتلال هضبة الجولان المحتلة منذ 1967 والتي هي ارض سورية تاريخيا وجغرافيا. هل يستطيع توجيه انذار وتهديد لاسرائيل؟ قبل اسبوعين قرأنا عن تهديدات آصف شوكت بقصف الأردن بالصواريخ. برافو آصف هل تجرؤ ان توجه تهديد مشابه لتل ابيب؟ ولا تستطيع دمشق تهديد تركيا خوفا من عواقب وخيمة. ولكنها تستطيع تنفيذ المزيد من الاغتيالات كما فعلت في اغتيال المناضل الشهيد مشعل تمو والذي سيكون لاغتياله تداعيات وخيمة على النظام.
أخبار وتطورات مزعجة لنظام دمشق
رحب الاتحاد الأوروبي بالمجلس الوطني للمعارضة السورية واعتبرها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالخطوة الايجابية. وأكدت وثيقة وزراء الخارجية على ضرورة تنحي بشار الأسد عن السلطة لافساح المجال امام العملية الانتقالية. ومن جهة اخرى بدأت الصين وروسيا بتغيير مواقفها الخجولة تدريجيا لأنها بدأت تدرك انها تراهن على حصان خاسر كما فعلت في دعم الدكتاتور الليبي لآخر لحظة ثم تخلت عنه ولكنها فقدت احترام الشعب الليبي وسوف تخسر تجاريا واستثماريا نتيجة لهذا الخطأ الكارثي. وستستقبل موسكو عدة اعضاء من المجلس الوطني الانتقالي السوري هذا الاسبوع. هذه تطورات سيئة وسلبية بالنسبة للنظام المذعور خوفا في دمشق.
فلماذا لا يتفضل وليد المعلم ويوجه انذارا وتحذيرا لموسكو وبيكين او يرسل بثينة شعبان لتلك العواصم لطرح المزيد من الأكاذيب والوعود بالاصلاح؟.
ما قيمة هذه التهديدات؟
ما الذي تستطيع ان تفعله دمشق؟ تستطيع وبدون شك خلق بلبلة جديدة في لبنان وربما تستطيع الاعتداء على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان وتستطيع ممارسة المزيد من القتل والبطش في صفوف المدنيين. أي تستطيع ان تفعل شيئا ما ضد الضعفاء والمتسضعفين فقط.
ربما تستطيع تفعيل اعمال تخريبية هنا وهناك بدعم ايراني ودعم حزب الله او تحريك دمى حماس بالريموت ليطلقوا صواريخ عديمة الفعالية على اسرائيل. فخيارات دمشق محدودة جدا ولا أحد يأخذ تهديدات وليد المعلم محمل الجد.
ولكن لا تستطيع سوريا التهديد بتوقيف تصدير النفط لأنه توقف في اطار العقوبات المفروضة على النظام.
ولا تستطيع توجيه تهديد شفهي لاسرائيل او اطلاق طلقة واحدة على الجولان لأن الجيش السوري سيمنى بهزيمة جديدة قد تؤدي الى السقوط التلقائي للنظام. وهذا امر يدركه جيدا ماهر الأسد وآصف شوكت وديناصورات البعث الحاكم. والجيش السوري غير مهيء لحماية الأوطان بل لقتل المدنيين واستهداف الاطفال والنساء وقصف المناطق السكنية.
سمعنا تهديدات مشابهة من طاغية ليبيا التائه في الصحراء ولم تفلح بشيء فسقط هو واولاده وهربوا تاركين بعض المغسولة دماغهم ليلاقوا حتفهم في سرت وبني وليد.
وقبل سنوات سمعنا تهديدات من صدام حسين بحرق نصف اسرائيل اذا تم غزو العراق. تم الغزو وتلاشى جيش صدام وحرسه الجمهوري وقبض عليه في حفرة بائسة ولم يقتل جنديا اسرائيليا واحدا. الانسان العربي الواعي يدرك تماما ان هذه التهديدات لا قيمة لها.
الدرس والدلالات
ولكن لهذه التهديدات دلالات هامة تشير الى قلق شديد وخوف في المؤسسة البعثية الحاكمة لأن الاعتراف الدولي بالمجلس الوطني سيزيد من الحشد ضد النظام واسقاطه في النهاية.
الدرس الذي تعلمناه في عالمنا العربي الكبير انه اذا صدر تهديدات من الدكتاتور الطاغية فهذا يعني أمرين الأول سوف لا يحصل شيء ابدا لأن التهديدات تبقى فقاعات هوائية كلامية سواء كان مصدر الفقاعات الصحاف او بثينة شعبان او وليد المعلم أوسيده بشار الأسد والأمر الثاني ان ساعة السقوط بدأت تقترب والنهاية المحتومة باتت وشيكة.
اعلامي عربي - لندن
- آخر تحديث :
التعليقات