منذ بداية هذه الثورة الاسطورة، والتي ارخت لمرحلة مفصيلة ليس في تاريخ المنطقة الشرق أوسطية فقط بل في تاريخ العالم، وفي وقت ما عندما تصبح الأمور جاهزة لكي يتم كشف كل الأوراق السياسة، وتخرج الدول ملفات ارشيفها عن هذه الثورة، ومجرياتها سنكتشف نحن السوريين، أننا كنا نصنع اسطورة. لا أحد في المعارضة السورية حتى اللحظة استطاع تقديم أجابات شافية عن سر الموقف الروسي أو الصيني أو الهندي، ولا عن أسباب تقاعس القوى الغربية والعربية، عن دعم هذه الثورة، ابشع جريمة ترتكب بتاريخ الشرق الأوسط على مرأى من هذا العالم.

كشفت الثورة كيفية تبادل المواقع والمصالح، وحجم التواطؤات في هذا الشرق الأوسطquot; روسيا والصين والهند وتقاعس الدول الغربية والعربية يلتقي مع المصلحة الاسرائيلية في استمرار النظام، أو تحويل سورية إلى مقبرة لشعبها، أو أن تدخل في نفق حرب أهلية طويلة المدى...مثقفوا الممانعة من منير شفيق لنهلة الشهال للقسم الغالب من كتاب السفير اللبنانية لحزب الله لإيران لحماس للقوى القومية، لمدعي العلمانية...يلتقون مع المصلحة الإسرائيلية في استمرار النظام- الجريمة.

قوى المعارضة السورية التي تدعو للحوار مع القاتل، وتقف بصولاتها وجولاتها لتقولquot; انها ضد التدخل الاجنبي تسكت عن التدخل الروسي والإسرائيلي في استمرار آل الأسد وتسكت عن القاعدة الروسية في طرطوس.بوعي منهم أم بدون وعي.

احزنني جدا وأنا أرى ابتسامة خالد العبود عضو مجلس شعب النظام القاتل على قناة العالم، وهو يبتسم شامتا بينما المعارض هيثم مناع يهاجم بقية أطياف المعارضة التي لاتريد الحوار مع النظام. ويتهمها بالتمويل الاجنبي وخلافه...سؤالي لهيثم لماذا ذهب للدوحة، وقبل دعوة الدكتور عزمي بشارة؟ ولماذا يدخل ويخرج لسورية، ومعه من معه؟ هذا ليس تشكيك أمني ابدا معاذ الله، لكنه تعبير عن نهج سياسي يلاقي الترحيب من قبل نظام قتل شقيقه.

أنا أعرف أن لدى هيثم من الاعتداد بذاته وبتاريخه ما يمنعه من القيام بأية علاقة أمنية مع هذا النظام. كان هيثم ومعه كثر من معارضي الخارج ومنهم من هو داخل المجلس الوطني ومنهم من هو مع هيئة التنسيق، يدينوني لأنني انضممت لجبهة الخلاص وكنت داعما لها، وهم في نفس اللحظة ينزلون لسورية ويخرجون معززين مكرمين.
مع ذلك لتلك المرحلة كتاباتها وسجالاتها،يمكن للقارئ ان يعود اليها، ونفس المجموعة التي تنضوي الآن حول هيئة التنسيق، كانت ضد جبهة الخلاص التي كان يمكن أن تحظى بدعم دولي كما اعتقدوا لحظتها، وتصرح بذلك من دمشق!! والآن نفس السيناريو على صعيد هذه المعارضة يعاد!!

أنا كنت اتفهم واحترم موقف الصديق صبحي حديدي عندما كان ينقدني في جلساتنا، أن موقفي من جبهة الخلاص كان خاطئا، لكن صبحي رغم أنه كتب أكثر من مرة رافضا لانضمام عبد الحليم خدام للمعارضة، ويرفض تحالف إعلان دمشق مع جبهة الخلاص الذي كنت اسعى إليه لحظتها من خلال حواري مع الجميع، لكن صبحي لم يكن ينزل لسورية ويخرج. كان موقفه منسجما، والآن يعاد نفس السيناريوquot; يريدون الحوار مع النظام، وينزلون لسورية، يشتمون من يريد اسقاط النظام ويشككون بوطنيتهم السورية!! يجب ان يعرف الأصدقاء قبل غيرهم لم أكن انتظر شرعية من أحد من هذه المعارضة بيمينها ويسارها ولن انتظر شرعية منها.

أنا أعرف أنني لا استطيع مجاراة احد من رموز المعارضة السورية ومثقفيها الأشاوس، وقياداتها التي يتساقط العت الأيديولوجي المصلحي الضيق من ادمغتهم قبل البستهم..لكنني ابدا سأبقى أقول كلمتي...ولا يهمني في ذلك سوى ما أراه واعرفه، عما يجري من تواطؤات بحق شعبنا ودماءه الطاهرة.
هؤلاء ينفذون اجندة إسرائيلية بوعي منهم أم بدون وعي، برفضهم طلب الحماية الدولية للمدنيين، أو بدعوتهم للحوار مع النظام أو بإقامتهم مؤتمرات تحت سقف هذا النظام، من يخاف السجن مجددا مثلي بعد أن جربته لأكثر من عقد ونيف من السنين، يفضل أن يلتزم الصمت ويترك شباب الثورة يقررون مصيرنا جميعا، نعيش اليوم محنة لاقبل لها ولايمكن أن يكون بعدها، في المجلس الوطني السوري الذي انطلق في استنبول، كنت اتمنى ألا ينطلق من تركيا، هذه ملاحظتي الأساس منذ بداية الثورة..لكنه انطلق وأنا معه، ويمثلني كمواطن سوري،لكن بانفتاح على الجميع.

كانت هذه المقدمة ضرورية لكي اكمل ما أود قوله هنا:
الثورة السلمية والنظام القاتل الذي يستخدم كل الأسلحة من أجل استمرار جريمته، رغم كل ما قدمته من دماء طاهرة وتضحيات لم تستطع كسب موقع، لأن النضال السلمي يعتمد على كسب المواقع الموقع تلو الموقع، لكن ما يجري وعلى مرأى من هيئة التنسيق والناطقين باسمها في الخارج، أن النظام يجتاح المدينة تلو المدينة ويرتكب المجزرة تلو المجزرة، ويرفض أن يغطي وجوه من يدعو للحوار معه، ولو بورقة توت، كأن يخرج الجيش من مدينة حماه مثلا أو تنازل ما، أو كأن يقبل بقيام إعلاميي هيئة التنسيق بنقل الصورة الحقيقية لما يحدث على الارض، لكي يحفظوا ماء وجوههم، لكن النظام يعرفهم جيدا، ويعرف عتهم الأيديولوجي منذ أربعين عاما.
الثورة ليس لديها مكانا آمنا ولم تستطع حتى اللحظة حماية مدينة واحدة، كما حدث في بنغازي ليبيا، لماذا؟ لأن الجيش... والجيش المتماسك حول العصابة وحول المعارضة التي تعتبره وطنيا!!! ولذا هي لاتريد التدخل الخارجي، يجتاح المدن السورية بلا رحمة ولا شفقة ولا ذرة انتماء سوري.

مع ذلك مع رؤيتي هذه كنت دعوت المجلس الوطني أن يحاول من أجل ضم هيئة التنسيق له، لكن هم كانوا ولايزالوا يرفضون، ولم يهاجمهم احد من المجلس، ولكوني من خارج ما تم في تركيا بالمعنى التنظيمي المباشر، أقول أنهquot; لوكان لدى بعض رموز هذه الهيئة حرصا على ثورة شعبنا ودماءه كان من الاجدى لهم التزام الصمت حيال الموقف من المجلس، أو أن يعلقوا على تشكيله بلغة غير تخوينية ولاتحتوي الغمز واللمز، لأنني لم أقرأ أو أسمع لأحد من المشاركين في هذا المجلس أن خون هيئة التنسيق، ربما افراد ممن يتحلقون حول هذا المجلس قاموا بذلك لكن لم يصدر عن قوى المجلس اي تصريح يخون قوى هيئة التنسيق، لكنهم مجرد أن خرج البيان التأسيسي للمجلس وهم لا يوفروا فرصة لتخوين المشاركين فيه، مع أنني لدي من التحفظات على بعض مارافق تشكيل هذا المجلس ولكن هذه التحفظات تحل بالحوار وبعدم التخوين.

لماذا؟ لماذا كل هذا الضجيج التخويني من الأصدقاء في هيئة التنسيق؟ مع ذلك أقول للأصدقاء في هيئة التنسيق الوطنية: حسنا تريدون الحوار مع النظام، رغم أنكم لا تمونون على الشارع، مع ذلك اقبل بحوار باشراف دولي وتحت مظلة دولية من الأمم المتحدة، تضمن انتقال سلمي للسلطة خلال مدة اقصاها ستة اشهر ينسحب خلالها الجيش ويعود لثكناته، وخلالها يكون هنالك ضامن آخر هو اذا أراد شعبنا استمرار التظاهر فليتظاهر شرط ألا تطلق عليه طلقة واحدة، ودون أن يحاكم أحد من السلطة ولا من رموزها، بعد أن يسلموها لكم، كفترة انتقالية. يعود الجيش لثكناته، وتختار عائلة الرئاسة أي مكان تود اللجوء إليه. عندها اقبل بسلطتكم كفترة انتقالية تنقلون فيها البلاد إلى الحالة الديمقراطية التي تريدونها. وبذلك تريحوننا من المطالبة بحماية المدنيين.ولكي لاتشاركوا بالغدر في هذه الثورة.

ان يستمر المجرم في امتلاك القوة، لايعني بأي حال من الاحوال أن امنحه شرعية سياسية ما مهما كانت ومن أي نوع كان!!

وللحديث بقية