تناقض عجيب ينتاب سلوك البشر فأقوالهم على النقيض من أفعالهم تماماً بالطبع هذا التناقض وارد في طباع البشر وسلوكهم وعدم تطابق كلماتهم مع أفعالهم أما العجيب أن التناقض يسود سلوك مؤسسة كاملة هذا شئ وارد أيضاً، أما أن تصاب هذه المؤسسة ببرادوكس رهيب هنا يجب وقفة خاصة إن كانت مؤسسة لها ثقلها في الدولة وإن كان منوط بها حماية الدولة فكم وكم كانت أفعالها عكس أعمالها... إليك التوضيح: نجحت المؤسسة العسكرية الممسكة بزمام الأمور بمصر في رعاية وإتمام الإتفاق بين إسرائيل وحركة حماس في تبادل أسير إسرائيلي شاليط مقابل 1000 مسجون فلسطيني منهم 27 أسيرة... بالطبع هنا نعرف قيمة الفرد الإسرائيلي لدى المؤسسة الحاكمة في بلده تخيل واحد مقابل ألف... إن قيمة إطلاق سراح شاليط يقابلها ألف فلسيطني... وهنا يبرز دور القوات المسلحة المصرية وجهاز المخابرات والحكومة ممثلة فى مجلس الوزراء بل كل اجهزة الدولة... ورعايتها لهذا الإتفاق بالطبع من حرصها على الألف أسير فلسيطني مقابل الأسير الإسرائيلي وهنا تقع المؤسسة العسكرية في تناقض واضح بل برادوكس بدليل أنها هي التي قامت بقتل 25 قبطياً قتلاً ودهساً بمركباتها فامتلأت ساحة ماسبيروا بدماء شهداء أبرار خطأهم أنهم أرادوا البكاء في ظل تواجد جيش غاشم وسلطة قاتلة متطرفة تحاول بكل الطرق إلصاق التهمة على المجني عليهم ليتحولوا إلى جناة. إن إتمام إتفاقية شاليط علامة عار على القوات المسلحة ومجلس الزراء والمخابرات المصرية فمنذ يومين كان تلك القوات الساعية للسلام بين إسرائيل وحماس تتوسط لإنهاء أزمة الأسير الإسرائيلي هي نفسها التي مزقت وسحقت وأزهقت أرواح أقباط كل ذنبهم أنهم حاملين صليبهم. إن القوات المسلحة تحاول بكل الأساليب إخراج نفسها من الحصار الإعلامي السمعي والمرئي بتخبط واضح ولكن ستظل إتفاقية شاليط تعبر عن إزدواجية وبرادوكس واضحين مهما اقاموا مؤتمرات صحفية لترويج الكذب والقاء التهم على المجنى عليهم. quot; ان الظلم يجعل من المظلوم بطلا، واما الجريمة فلابد من ان يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء quot; عمر المختار مدحت قلادة
- آخر تحديث :
التعليقات