بعد 42 عاما من حكم الفرد الواحد.. والعائلة الواحدة والقبيلة الواحدة سقط الثلاثة في إنهيار مدو يصل صداه العالم أجمع.. قتل العقيد.. مات متأثرا بجراحه.. سينتهي كما انتهى آخرون مثله..

ولكنه ترك ليبيا ربما كما إستلمها قبل 42 سنة.. صور نراها على الشاشات الفضية تؤكد بأنها لازالت تعيش حالة تخلف وظلام.. إضافة إلى فقر مخجل في دولة غنية.. وبتعداد سكاني قليل جدا..بينما نعم هو وعائلتة بكل ما أخترعه العلم الحديث من تقنيات وإختراعات..

الإمتحان الأصعب الذي ستواجهه الدولة الحديثة في ليبيا.. يتركز مع القبائل.. ومع مطالب هذه القبائل التي صرحت حتى وقبل إنهيار النظام بأن مساهمتها في الثورة الجديده مرهون ومشروط بمدى نصيبها من الثروة النفطية... مقياس نجاح المجلس العسكري الجديد هو في كيفية توحيد هذه القبائل وإقناعها بأن الأرض أرضها والثروة ثروة الإنسان الليبي مهما كان إنتمائه القبلي.. وأن مسؤولية البناء لا تقع على المجلس العسكري وحده.. بل تقع على عاتق كل فرد من هذه القبائل..

أما مسؤولية المجلس العسكري الأولى.. توجيه كل الجهود لتوعية الإنسان الليبي ثقافيا بمسؤوليته في الإنتخابات الأولى المزمع إجراؤها بعد سنتين.. مسؤوليتة عن إنتخاب الشخص المناسب بغض النظر عن الولاءات القبليه او غيرها.. ومحاولة تمكين المرأة بكل الأشكال الممكنة لتكون شريكا للرجل في بناء الدولة الليبية الديمقراطية الحديثة..

مبروك للشعب الليبي.. وللإنسان الليبي رجلا وإمرأة إستعادة حقوقه وثروته ومكانته بين الدول كإنسان عاشق للحرية وقادر على التناغم والتعايش مع العالم بأسرة بكرامة وعدل وأمن للجميع..

باحثة وناشطة في حقوق الإنسان