والـquot; فشه كه ر quot; كلمة كردية تطلق على المتبجح الكذاب، الذي يختلق البطولات الوهمية لنفسه، ويدعي ما ليس فيه. وتزخر الأدبيات الكردية بنماذج كثيرة من هؤلاء،وخصوصا في كتب الطرائف والنوادر التي كانت تروى حول المواقد في ليالي الشتاء الطويل.
ويكاد هذا الوصف ينطبق تماما على جملة من الدكتاتوريين الذين حكموا بلدان العرب، وخصوصا منذ منتصف القرن الماضي الذي شهد العديد من الإنقلابات العسكرية التي أطاحت بالأنظمة الديمقراطية والبرلمانية،وجاءت بمجموعات من العساكر والبلطجية يحكمون تلك البلدان وهم يفتقرون الى أدنى مستويات الثقافة والعلم بالسياسة،ومازالت هناك بقية من أولئك الحكام نراهم اليوم موزعين في بلاد العرب،ومن حسن الحظ أن الشعوب المنتفضة تحاول الان كنسهم ورميهم في مزبلة التاريخ.
أحد quot; الفشكرية quot; تائه منذ عد أشهر في الصحراء الليبية، لكنه لا يتحرج من الادعاء بأن موجة الغضب التي تجتاج أمريكا وبعض الدول الأوروبية جراء سوء ادارة الإقتصاد الرأسمالي هي من صنعه،ويتوعد من فوق أرض جرداء بتلك الصحاري بإسقاط حكومات حلف الناتو، ورغم أنه تبجح في بداية الثورة الليبية بأنه سوف يقاتل زنكة زنكة ودار دار، أصبح الان يقاتل جرذان الصحراء ويقتات على نباتاتها!. والغريب أن هذا الفشكر يدعي بأن إستهداف نظامه جاء بسبب مواقفه الداعمة للنضال الأفريقي!.
quot; الفشكر quot; الآخر توعد وزير خارجيته أوروبا وأمريكا بضربهما في عقر دارهما إذا تجرأتا على التدخل في شؤون بلاده،وهدد بتوجيه صواريخ عابرة للقارات الى أمريكا، لكن عندما زار السفير الأمريكي بعض المدن المنتفضة ضده ونزل الى شوارعها، لم تتجرأ شبيحته سوى بإلقاء الحجارة على سيارته. وفي الوقت الذي يستأسد هذا النظام على شعبه ويقتل منهم يوميا العشرات، يرتجف من مجرد إٍستقبال وفد معارض له في أمريكا أو احدى هذه الدول الأوروبية. والغريب أن حاكم سوريا يصرح بأن إستهداف نظامه جاء بسبب مواقفه القومية الداعمه للقضية الفلسطينية، ناسيا بأن من يقتلهم اليوم في الشوارع والأحياء هم من أبناء سوريا وليسوا يهودا مغتصبين لجولانه.
quot; الفشكرquot; الثالث خاتل بين القبائل اليمنية، ويطلق كلابه المسعورة على الشعب المنتفض في الشوارع، ويقتل حرسه الجمهوري يوميا أعداد كبيرة من المحتجين،مدعيا بأنه يحارب قوى الإمبريالية العالمية، في حين أنه لولا مساعدات تلك القوى الإمبريالية لكان بلاده اليوم فرعا من من فروع جمهورية تورا بورا الإسلامية.
quot; الفشكر quot; الرابع يعلن إحتفالات جماهيرية واسعة في أرجاء غزة، وينظم مهرجانات خطابية لإلقاء خطب حماسية ثورية كانت رائجة أيام إذاعة صوت العرب وصوت الجماهير، ويصور الصفقة التي أفرجت عن أربعمائة أسير فلسطيني مقابل أسير يهودي واحد، بأنها إنتصار كبير توازي تحرير كامل التراب الفلسطيني السليب، ناسيا بأن الإنتصار الأكبر هو لإسرائيل وليس لغزة أو رام الله، لأن الصفقة بادلت ألف أسير عربي بجندي يهودي واحد، لتؤكد إسرائيل من خلالها للعالم أجمع مدى حرصها على حياة ولو جندي واحد من جيشها الذي يساوى قيمته عندها قيمة ألف مواطن فلسطيني، في حين أن العشرات من المواطنين العرب يسقطون بشكل يومي على أدي حكام المنطقة وشبيحتهم وبلاطجتهم دون أن يرف لأي منهم جفن، فكما يبدو بان دماء هؤلاء البشر أصبح مجرد ماء يرش به الشوارع.
ليس العار في هذه الشرذمة الشريرة من الحكام الذين لا يتورعون عن إراقة دماء شعوبهم من أجل الحفاظ على كراسيهم، بل العار وأقولها بأسف شديد هو للشعوب التي سمحت لهؤلاء quot; الفشكريةquot; أن يتسلطوا على رقابهم لأكثر من ثلاثين أو أربعين سنة، واليوم قد حان الوقت لكي ترفع الشعوب العربية عن نفسها هذا العار والشنار، وأن ترمي بجميع هؤلاء الفشكرية في مزابل التاريخ ليصارعوا طواحين الهواء.
- آخر تحديث :
التعليقات