تشتد الضغوط الدولية و بصور مختلفة على النظامين الايراني و السوري، و تتواتر أخبارا متضاربة عن ممارسة کلا النظامين حملة و جهدا غير مسبوق من أجل السباحة ضد التيار و رفض سنن التأريخ و اقداره في حتمية التغيير، ويسعى کلا النظامين الى حث(ماتبقى)من أنصار و مساندين لهم على الصعيد الدولي(خصوصا الصين و روسيا)، لکي يعملوا مافي وسعهم من أجل إبقائهما لفترة أطول على دست الحکم.

النظام الايراني الذي نجح کثيرا في إستخدام النظام السوري منذ عهد حافظ الاسد کجسر و ممر استراتيجي له للنفوذ الى قلب الجسد العربي و زرع بؤر و اورام(طائفية و إرهابية)داخله، يشعر اليوم بخوف و رعب کبيرين عندما يرى أهم حليف استراتيجي له في العالم على مشارف السقوط أثر الزلزال الشعبي الذي بات يعصف به منذ مدة، وهو يعلم يقينا ان سقوط نظام بشار الاسد(کما يرى معظم المحللون و المراقبون السياسيون)، يعني التمهيد لسقوطه، ولاريب من أن النظام الايراني يبذل مساع جبارة للحيلولة دون سقوط نظام بشار الاسد، لکن هذه الجهود باتت تواجه إمتعاضا و إستهجانا إقليميا و دوليا على حد سواء، ولأجل ذلك فإن المجتمع الدولي بات يقترب من صيغة تفاهم محددة بشأن الملف السوري و تإييد إنتفاضة الشعب السوري و يظهر ان العالم کله طفق يعتقد بأن المنطقة من دون نظام بشار الاسد ستکون أکثر أمنا و استقرارا وان إمکانية النظام الايراني في التدخل المفرط في الشؤون الداخلية للدول الاخرى في المنطقة ستضعف کثيرا تبعا لذلك، وازاء ذلك، فإن النظام الايراني قد وجد ان إحتمال سقوط نظام الاسد بات کبيرا جدا وان عليه منذ الان أن يعد العدة من أجل مواجهة إحتمالات و تداعيات الاوضاع من دون حليفه الاسد، ويقينا أن الاحتياطي الامثل له حاليا هو عبر العراق الذي يهيمن عليه بنفوذ ديني و سياسي و أمني غير مسبوق، لکن المشکلة الکبرى هو وجود معسکر أشرف هناك و الذي يمثل قلعة صمود و تصدي بوجهه و منارا و قبسا و أملا للشعب الايراني في النضال من أجل الحرية و الديمقراطية، بل وان هذا النظام يعتقد ان إغلاق معسکر أشرف قد يمنح دفعة أمل و تفاؤل قوية لحليفه السوري المتضعضع داخليا، و وفق هذا السياق، فإن ملالي طهران يحاولون جهد إمکانهم تطبيق تهديد نوري المالکي بغلق معسکر أشرف، وبإعتقاد النظام ان نجاحهم بهذا الخصوص سوف يدفع خصومهم و عذالهم لکي يشعروا بالخيبة و الاحباط مما يمنحهم مساحة معينة للمناورة و اللعب في الوقت بدل الضائع مثلما يمنح حلفائهم السوريين بصيص أمل بإمکانية صمودهم ضد تيار التغيير الشعبي الجارف في المنطقة.

ان الدول العربية و الاسلامية بصورة خاصة و دول العالم بصورة عامة مدعوة من أجل الوقوف ضد هذا المسعى الخبيث و إجهاض هذه المؤامرة المشبوهة و دعم و اسناد معسکر أشرف أکثر فأکثر و تکثيف الحملات الاقليمية و الدولية المتباينة من أجل ردع حکومة نوري المالکي عن تنفيذ تهديدها بإغلاق معسکر أشرف نهاية هذا العام.