النظام البعثي الاستبدادي في سوريا لم يعد لديه اية مصداقية لوضع حل للكارثة التي تعصف بالوطن بعد خمسة عقود من الفساد والافساد والظلم. المجلس الوطني السوري ياخذ شرعيته من قطر وتركيا وهو ليس اكثر مصداقية من النظام نفسه. هيئة التنسيق في دمشق يهيمن عليها اشخاص مشهود لهم على تاريخهم النضالي المشرف، ولكن امكانياتهم محدودة والنظام يحيط بهم من كل جانب ويحسب عليهم انفاسهم.

التنسيقيات تقدم جهودا كبيرة لا يمكن انكارها ولكنها عبارة عن جزر منتشرة في كل ارجاء الوطن، وهي ذات انتماءات فكرية وسياسية مختلفة ومن الصعب ان تشكل قيادة او قيادات محدودة العدد لتشكيل قوة سياسية تهيؤها للدخول الى مشاريع تغييرالنظام.
ماذا عن المتظاهرين؟.


الاعداد الهائلة من المتظاهرين يوميا يخرجون من بيوتهم واكفانهم على اكتافهم لا يهابون الموت انتقاما للاهانة والمذلة والفقر، ولن يعودوا اطلاقا الى بيوتهم دون تحقيق التخلص من النظام والحصول على استعادة الكرامة والحرية وعزة النفس. ولكن كفاحهم سلمي ولن يستطيعوا القضاء على النظام.

الجامعة العربية هي عبارة عن دهاليز وانفاق تضيع فيها القضايا وتاريخها كله شاهد على ذلك. الجامعة أصبحت آلة وظيفتها تعقيد المشاكل وتفاقمها بدلا من حلها. مبادرة الجامعة هي بداية الدخول الى المجهول على غرار ماحدث في لبنان من ايام قوات الردع وحواشيها. نجحت الجامعة وتحت رايتها في ادارة حرب اهلية كارثية في لبنان لمدة 15 عاما.
التدخل الخارجي سيكلف السوريين المزيد من الخسائر وتفتح الابواب امام اطماع اقليمية وبشكل خاص تركيا لتهيمن على الوطن من خلال قوى معروفة للجميع.
الجيش في طريقه الى انشقاقات كتمهيد لاشعال حرب اهلية تنتشر في كل المنطقة بما فيها لبنان والعراق والخليج وايران.

هذه الصورة القاتمة هي الصورة الحقيقية الموجودة على ارض الواقع في سوريا وتشير بوضوح الى قدوم الزلزل المترافق مع الحرائق التي ستقضي على الاخضر واليابس.
اذن ما هو الحل؟.

سوف احاول التطرق اليه في القسم الثاني من المقال غداُ.


طبيب كردي سوري
البريد الالكتروني الجديد:
[email protected]