مجانية إطلاق الألقاب وتعليق نياشين البطولة صناعة المجتمعات التي تنعدم فيها المعايير الحقيقية للوطنية والمواقف الشجاعة، وهي تعبر عن الحاجة النفسية لخلق أبطال وهميين من اجل تعويض الشعور بالفراغ والهزيمة، وكذلك تكون احيانا صناعة الرموز فبركة زائفة من قبل الأحزاب أو جهات معينة لأغراض الدعاية السياسية.
وفي العراق برزت مؤخرا عمليات صناعة رموز مفبركة توجهاتها وسلوكها عكس ماهو معلن عنها وعن هويتها التي بموجبها تم تعليق نياشين البطولة الزائفة لها، على سبيل المثال: هادي المهدي وهناء أدور.
هادي المهدي :
المرحوم هادي المهدي عرفته اثناء العمل في سوريا ضمن صفوف المعارضة العراقية ضد نظام صدام، ولم يكن في يوم ما بهذه الصورة التي رسمت له حاليا، فقد كان يسعى خلف مصالحه الشخصية بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، وبعد سقوط نظام صدام وعودته للعراق كان يلهث للفت الانظار نحوه والحصول على المكاسب الشخصية، وعندما شعر باليأس ركب موجة معارضة السلطة لأنه وجد في جهات محددة تحقق له بعض طموحاته الشخصية في حب الظهور والشهرة، وأخذ يكتب مقالات مديح وتملق لجهات بعثية تمتلك الأموال والأجهزة الإعلامية في رسالة واضحة منه بوضع نفسه في خدمتها.
وبالفعل هذه الجهات البعثية إلتقطت الرسالة بسرعة، وإحتضنت هادي المهدي ودغدغة حبه للظهور والشهرة، وأبرزته إعلاميا، وأغدقته عليه العطايا، وإستخدمته جسرا للتحقيق مخططاتها الإعلامية، وإمعانا في هوس حب الظهور والشهرة، كان يردد هادي المهدي انه مستهدف وحياته مهددة من اجل اعطاء قيمة لنفسه وتصويرها بحجم الشخصية المؤثرة التي تقلق السلطة.
وفي الأخير قامت خلايا البعث بقتل المرحوم هادي المهدي لإثارة الرأي العام ومحاولة خلق رمز نضالي على غرار التونسي بو عزيزي، ولكن الغريب هو إنطلاء هذه اللعبة المخابراتية على الكثير من المثقفين الذين راحوا يغدقون أوصاف النضال والبطولة على المرحوم الذي كان ضحية نفسه، وضحية مؤامرة بعثية لإستغلال تهوره وموته!
هناء أدور:
السيدة هناء أدور شيوعية بدرجة عضو لجنة مركزية، بعد سقوط نظام صدام إنخرطت في مؤسسات المجتمع المدني، وكلنا يعرف ان هذه المؤسسات بعد تدفق التمويل المالي الخارجي عليها تحولت الى مشاريع للثراء المالي.
المثير للسخرية يتم تقديم هناء أدور على انها ناشطة من اجل الحرية والديمقراطية... ولاأدري كيف تناضل من اجل الحرية وهي الشيوعية التي أمضت حياتها في الدفاع عن أيديولوجيا شمولية تمجد القمع والدكتاتورية وقهر الشعوب وذبحها من اجل الشيوعية ؟.. أين مواقف هناء أدور من إنتهاك حقوق الانسان والقمع والقتل الجماعي... في الدول الشيوعية سابقا ؟...واين مواقفها من نظام كاستروا الشيوعي حاليا الذي مضى عليه أكثر من خمسين عاما يضطهد شعبه ؟
هل حقا مايقال في بغداد وخارجها الان من أن هناء أدور وغيرها تحركهم إحدى الشخصيات الشيوعية التي تمتلك المال والنفوذ حاليا، والذي ويعمل تحت غطاء مؤسسات المجتمع المدني ، وآخرها تحريضها لمهاجمة رئيس الوزراء العراقي في أحد المؤتمرات؟
من المؤسف ان قوانين النشر في إيلاف لاتسمح بذكر الأسماء.. وإلا توجد لديّ أسماء ومعلومات وتفاصيل كثيرة تخص أسماء كثيرة تتحول لرموز.
ولابد من التنويه : الى انني لاأدافع عن الحكومة العراقية التي هي مرفوضة من قبلي كونها حكومة محاصصة فشلت في تحقيق الحد الأدنى من النجاح.
التعليقات