في التاريخ السياسي للشعوب توجد بعض الأوهام والمغالطات مثل: إدعاء المتحزب إحتكار الوطنية أكثر من المستقل سياسيا، والتغني والتفاخر بالتعرض للسجن والتعذيب والإعدام وإعتبار هذا الأمر نضالا بطوليا!
بينما التقييم الموضوعي لحدث السجن والإعدامات التي تعرض لها الأشخاص االمتحزبين والمستقليين من قبل الأنظمة القمعية في بلدانهم بسبب ممارستهم للنشاط السياسي المعارض - وبغض النظر عن نبل الهدف - يعتبر إنتصارا للسلطة على اعدائها، وهزيمة وفشل للأحزاب والأفراد في حماية أنفسهم من خطر الإعتقال، فكيف تتحول الهزيمة امام السطة الى نضالات بطولية وعمل شجاع وهم داخل أقبية المعتقلات تحت قبضة السلطة؟!
المثير للغرابة.. مانسمع ونقرأ من خطب رنانة، وقصائد شعر، وروايات أدبية، و مذكرات.. تتمجد وتتفاخر بتجربة الإعتقال والتعذيب والإعدامات، بل ان الأحزاب تتبارى فيما بينها أيهما قدم أكثر من غيره المعتقليين والمعدومين وتعتبره رصيدا نضاليا يمنحها صك الإمتياز والوطنية، وتطالب المجتمع بتكريمها وتعويضها والإحتفال بهزائمها امام السلطة على انها تاريخ سياسي بطولي!
وهذه الطريقة المغلوطة في التفكير وقلب الحقائق ليست غريبة على العقل الأيديولوجي القائم على الأوهام والتضليل، وتصوير هزائمه على إنهار إنتصارات، خصوصا ان معظم الأحزاب مفلسة وليس لديها إنجازات مفيدة لشعوبها على صعيد البناء والتنمية ونشر الحرية... فنراها تلجأ الى التغطية على إفلاسها بإلإحتيال على الحقيقة وتصوير هزائمها وفشلها امام جبروت السلطة القمعية بأنه تاريخ بطولي في مقارعة الظلم والدكتاتورية!
التعليقات