تزداد الضغوط الدولية و الاقليميةquot;الخجولةquot;الى حد ما على النظام السوري، و تزداد وتائر التعاطف و التآزر مع الشعب السوري في محنتهquot;الاستثنائيةquot; في التصدي لأقسى و أعنف نظام شمولي استبدادي على مختلف الاصعدة، لکن، و على الرغم من کل ذلك، فإن النظام السوري مازال قائما و کأنه لايأبه بکل تلك الاخطار و التهديدات التي تعصف بکيانه و جوده، بل وانه يتصرف و کأن کل الذي جرى و يجري مجرد مؤامرةquot;رخيصةquot;ضد سوريا وان هذه المؤامرة مقبورة و مدحورة من دون شك.

يؤکد الکثيرون من المتعاطفين مع إنتفاضة الشعب السوري ضد نظام حکم الرئيس بشار الاسد،(ولهم حق کبير فيما يؤکدون)، أنه لو کانت سوريا مثل ليبيا او قريبة منها في إمتلاکها للبترول، فإن سياق التدخل الدولي في الملف السوري کان سيختلف کثيرا عن ما هو عليه الان.

عندما ضربت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريکية النظام العراقي و دفعت قادتهquot;الميامينquot;وquot;النشامىquot;للهروب الى الجحور و الحفر و الى خلف الحدود هربا من القبضة الامريکية، فإن الاعلام العربي قد إلتزم سياقا محددا بإعتبار أن التدخل الدولي هو أمر مرفوض على المستويين القومي و الوطني وان الغاية و الهدف الاساسي ليس إسقاط النظام السياسي الفلاني فقط، وانما يهدف الى غايات و أهداف أبعد من ذلك بکثير، وقد کانت إتجاهات الرؤية و التفسير المطروحة في الاعلام العربي، تؤکد من أن العرب و أؤکد العرب(کما کان يطرح الاعلام العربي)، يرفضون کل أشکال التدخل الدولي في شؤونهم الداخلية و انهم(أzwnj;ي العرب)، بإمکانهم أن يحلوا و يعالجوا مشاکلهم الداخلية بعيدا عن التدخل الغربي، کما کان يدعو الرئيس حسني مبارك و العقيد القذافي و الرئيس السوري بشار الاسد و غيرهم، لکن هبوب نسائم الربيع العربي، و ماجرى في ليبيا و ما يحدث في اليمن و سوريا، يؤکد بأن حسم الامور مع أنظمة دکتاتورية و دموية لاتؤمن بالآخر، ليس ممکنا بالجهد الداخلي المحض من دون دعم دولي واضح، وهذا الامر حقيقة دامغة أکدت للعالم کله من أنه ليس من الممکن التغيير من دون تدخل دولي محدد، و قد أکدت و تؤکد العديد من الاوساط السياسية و العربية المتباينة، من انه من المستحيل أن تحسم الاوضاع في سوريا لصالح الشعب من دون تدخل دولي حازم و صارم بالسياق الذي حدث في ليبيا.

هناك توجه عربي و حتى غربي يعتريه تشاؤم ما بشأن حسم قريب للاوضاع في سوريا، هذا التوجه مبني اساسا على حقيقة مرة مفادها من أن التغيير الحقيقي في بلدان الشرق ليس ممکنا من دون تدخل الغرب، ومن أجل ذلك فإن هناك تأکيد غير مسبوق من أوساط مثقفة بل و حتى شعبية عربية بأن عدم التدخل الغربي في سوريا سوف يکون من شأنه إستمرار حمام الدم من جانب النظام السوري.

الذي يدعو للسخرية المفرطة، ان النظام السوري کان من ضمن تلك الدول التي ناهضت بشدة التدخل الدولي من أجل تغيير نظام سياسي محدد في المنطقة، لکن اليوم، وفي ظل المتغيرات الدولية، فإن شعوب المنطقة قد أدرکت من أنه من دون تدخل دولي حازم و صارم ليس من الممکن أبدا قلع و إجتثاث نظام دکتاتوري. و يبدو أن النظام السوري نفسه قد صار اليوم في مواجهة واقع استثنائي ترتفع الاصوات خلاله داعية لتدخلquot;عسکريquot;دولي في سبيل حسم الامور في سوريا، و السؤال: متى يتم هذا التدخل، خصوصا وان دولا غربية بحد ذاتها طفقت تتفهم هذا التوجه.