تصور بأنك تعادي مجموعة من الناس وتصفهم بكلمات غير لائقة وتحاول تهميشهم في الكثير من الأحيان بحجة أنهم غير موجدين ضمن الرقعة التي تريد السيطرة على مكاسبها الطبيعية.

لكن بعد مرور مدة من الزمن فأن النغمة التي تعودت ان تعزفها قد غيرت من نمطها العدواني وتبدأ باستخدام كلمات مختلفة تحاول عبرها إرضاء المقابل أو العدول منهجك السابق بأخذه في الحسبان في العديد من التحركات ضمن نفس الرقعة.

هذه الحالة أو الحادثة نصادفها كثيرا في الذين يعملون ضمن مضمار فن السياسة لا سيما الزعماء..لان السياسة مجموعة من الأدوات تستخدمها لكسب مودة الأقوياء عامة.
لكن كما هو معلوم فأن الأقوياء يبنون إستراتيجياتهم على المصالح المشتركة ويجوز القول هنا إن المشتركات هي مرحلة ذات سقف زمني محدد ويمكن إن تزول هذه المشتركات مع بداية مرحلة الاختلاف في المصالح لان هذه المصالح مبنية في الأصل على أطماع الأقوياء.

لذا من غير الصحيح الاعتماد على الآخرين ونهج سياسة تعسفية ضد الذين تعيش معهم ضمن الرقعة الجغرافية والسياسية الواحدة لان نتائجها قد تكون غير مرجوة إضافة إلى فقدان تعاطف الآخرين إزاء قضيتك.

حقيقة نحن اليوم نعد الأيام التي ستأخذنا إلى المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية من العراق بعد إن دام هذا الاحتلال تسع سنوات فقد البلد خلالها سيادته وضاعت من يده السيطرة على مواردها الطبيعية لكون العراق من إحدى أغنى دول العالم في إنتاج وتصدير النفط.

فوق كل هذه الإحداث ومع كل هذه المجريات هناك موضوع مهم جدا الا وهو فقدان الثقة بين من يديرون العملية السياسية في البلاد حيث أصبحت الكتل السياسية من ناحية الحوار وتقاسم السلطة في وضع لا يحسد عليه والحقيقة إن أمريكا هي التي كانت تفرض الحلول المؤقتة في بعض الأحيان عندما كان عنصر التوافق لا يحل ضيفا على مائدة الكتل السياسية..

خروج القوات الأمريكية من العراق مطلب جماهيري لكل أبناء العراق بلا استثناء حي لا يوجد شعب على سطح الأرض يحب إن يرى وطنه محتلا من قبل الآخرين.
وثمة سؤال يطرح نفسه بقوة هنا وهو حول كيف تكون تداعيات الانسحاب على سير العملية السياسية وسط هذا الاحتقان إضافة إلى التدهور الأمني السائد في جميع أنحاء العراق ؟.
سننتظر وسنرى.