يتوقف المراقب السياسي طويلا امام تصريح السيدة مريم رجوي قائدة المقاومة الوطنيه الإيرانيه لوسائل الإعلام يوم الإربعاء الماضي وهي تتحدث عما تضمنه احدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الابعاد العسكرية للبرنامج النووي الإيراني، فقد اعاد التصريح الى الذاكرة الكثير من المواقف المتخاذله والانتهازية للحكومات الغربية ازاء قضايا جوهريه تمس حياة ومستقبل شعوب هذه المنطقة التي ابتليت منذ اكثر من قرن بحكام طغاة افقروا شعوبها واهدروا ثرواتها وعطلوا تقدمها ورهنوا مستقبلها للمجهول، بينما الغرب الذي يدعى قيادة حركة التحرر وحقوق الانسان في العالم والشرق الاوسط تحديدا يتآمر مع هؤلاء الطغاة ويقيم معهم افضل العلاقات على حساب معاناة شعوبهم ومحاولة تدمير منظمات الطلائع الوطنيه من مناضليهم.
ولن نشير هنا - لضيق المساحة - الى التاريخ المخجل للكثير من الحكومات الغربيه ازاء قضايا المنطقة ومعاناة شعوبها، ونكتفي بايراد نموذج واحد هو الذي اشارت اليه السيده مريم رجوي في تصريحها الآنف الذكر، فقد كشفت بكل جرأة وموضوعية تآمر حكومات غربية مع النظام الايراني الذي يزعم الغرب انه يتخذ منه موقفا صارما ويحاصره بعقوبات وقرارات من مجلس الامن والاتحاد الاوروبي بسبب برنامجه النووي،وبينت كيف تجاهل الغرب منذ سنوات طويله تحذيرات المقاومة الإيرانية من برنامج سري للنظام بطهران يستهدف امتلاك اسلحة نووية، وقدمت المقاومه للوكالة الدولية التي يهيمن عليها الغرب وثائق تتحدث بالارقام وبالخرائط عن هذا البرنامج وقد كان ما يزال في بداياته، واصطدمت هذه التحذيرات كما تقول السيده رجوي بجدار من الصمت والتجاهل الغربي.
وعندما مضى النظام الايراني في توسيع شبكة برامجه النووية وخاصة مساعيه لبناء رؤوس نوويه تحملها صواريخ طويلة المدي، كشفت المقاومة مخطط النظام في تنويع وبعثرة مواقعه على مساحات كبيرة في العمق الايراني، وقدمت وثائق تتحدث عن مواصلة النظام بناء و تطوير منظومات تتصل بالجهد العسكري والتسليحي النووي، بينما استمرت حكومات الغرب في تجاهل هذه التحذيرات او التعامل معها باستخفاف وعدم الجديه، وكان واضحا ان حكومات الغرب ساومت نظام طهران بالسكوت على برنامجها لقاء خدمات ومكاسب اقتصادية ومالية رخيصة
وقد تحدثت السيدة رجوي بمرارة عن هذه السياسات المؤسفه عندما اشارت الى ان هذه الساسات الغربيه في مهادنة النظام الإيراني وتنازلات الغرب لثني هذا النظام عن مساعيه لامتلاك السلاح النووي، قد وصلت الى الحد الذي ذهبت فيه هذه الحكومات الغربيه عام 2004 الى القبول بادراج منظمة مجاهدي خلق في قائمة المنظمات الارهابية التي يتبناها الإتحاد الاوروبي لقاء تعاون النظام الوهمي مع الغرب في المجال النووي، بحيث وظف النظام الايراني هذه السياسة الغربية التخريبيه للمضي قدما في مشروع السلاح النووي.
واليوم وقد اصدرت الوكالة الدولية تقريرها حول الابعاد العسكرية لبرنامج ايران النووي والذي يؤكد فيما يؤكد على صحة التحذيرات والمعلومات التي وفرتها المقاومة للوكالة الدوليه فان على الغرب وخصوصا الولايات المتحده التي ما تزال تصر على الابقاء على منظمة مجاهدي خلق مدرجة في القائمة الارهابية الامريكيه اتخاذ الاجراءات الصحيحه لمواجهة الخطر النووي الايراني، ولعل في مقدمة هذه الاجراءات ان تبادر واشنطن الى رفع اسم المجاهدين من قائمة الارهاب وان يتخلى الغرب عن سياسة التخاذل ويتبنى سياسة جريئة ويكف عن الهرولة وراء اموال الشعب الايراني المنهوبه، لقاء سكوته على جرائم الملالي وان يقيم جسر تواصل مع المقاومة الايرانية ويدعم جهدها سياسيا ودبلوماسيا حتى تتمكن من انجاز هدف التغيير في ايران وهو التغيير الذي سيضع حدا لبرنامج النظام الايراني، ويعيد الاعتبار الى حقوق الانسان الايراني المنتهكه يوميا من قبل هذا النظام ويوقف مخططات الملالي الارهابية في المنطقة والعالم.
كاتب عراقي [email protected]
التعليقات