الحرب على إيران و سوريا لن تبقى في إيران و سوريا، بل ستتدحرج الى مستوى المنطقة بأکملها. هکذا صرح السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله اللبناني وهو في صدد رد(حازم)و(صارم) على التهديدات و الضغوط العالمية المختلفة على النظام السوريquot;حالياquot; و على النظام الايراني و التي يعتقد عددا من المراقبين و المحللين السياسيين بأنه من الممکن ان تتطور هذه التهديدات و الضغوط و تتخذ أبعادا غير منتظرة او متوقعة و خصوصا ضد النظام السوري الذي يعتبر الحليف الرئيسي و الاستراتيجي لطهران و هو بمثابة جسرهم الاستراتيجي للعبور الى دول المنطقة.

تصريحات السيد نصرالله، والتي حفلت بتهديدات علنية لا لبس عليها ضد دول المنطقة يبدو انها قد قوبلت بإستخفاف واضح جدا من جانب الدول عربية عندما أصدورا قرارا في الجامعة العربية بوقف عضوية النظام السوري فيها، وهي رسالة واضحة جدا لطهران قبل حسن نصرالله نفسه، ولاسيما وان رد الدول العربية(المعنية بتصريحات نصرالله)، قد جاء بعد قصيرة نسبيا بل و يمکن إعتبار سرعة الرد بمثابة صفعة سياسية غير عادية لزعيم حزب الله و إشعار علني له بأن زمن و موسم التهديدات النارية شرقا و غربا قد فات اوانه و ان عليه أن يعد العدة لمستقبل أشد حلکة عليه و على ولي أمره في طهران و حليفه الاقوى في دمشق.

حسن نصرالله عندما يطلق تهديدات قوية و يذکر في سياق کلامه الناري ان سوريا و إيران هما(الدولتان اللتان وقفتا في وجه الاحتلال الامريکي للعراق، و دعمتا المقاومة في العراق، ولم تستسلما لشروط أمريکا)، فإنه يعيد الى الاذهان کل تلك الجرائم المروعة التي حدثت في العراق على يد العصابات الارهابية المختلفة المدعومة من جانب طهران و دمشق و خصوصا الذباحين و قتلة الاطفال و النساء و الشيوخ، و يبدو أن نصرالله تناسى او يتناسى بأن الدور السلبي و المشبوه لسوريا و إيران في العراق قد تجاوز کل الحدود المتعارف عليها و لم يعد هنالك عراقي او عربي لايعلم حقيقة الدور غير السليم لدمشق و طهران في العراق.

ان قلق نصرالله من المستقبل القريب قد بلغ حدا ملفتا للنظر عندما يظهر التوتر على تصريحه واضحا حينما ينبريquot;مستميتاquot; للدفاع عن النظام الايراني بقوله(إيران قوية، إيران صلبة، إيران مقتدرة و موحدة و لديها قائد لامثيل له في هذا العالم، إيران سترد الصاع صاعين)، و يذهب أبعد من ذلك بکثير عندما يتسائل(من يجرؤ أن يشن حربا على إيران؟)، لکن عن أية قوة و صلابة يتحدث السيد نصرالله؟ عن حقيقة ان أکثر من 85% من سکان إيران يعيشون تحت خط الفقر، أم يتحدث عن واقع إجتماعي يشهد تفاقما في الجريمة و في الانفکاك الاسري و إزدياد البطالة و الادمان على المواد المخدرة؟ أم عن الثلاثة مليارات من الدولارات التي إختفت بين أيدي المسؤولين و على رأسهم أبن القائد الذي لامثيل له کما يصفه نصرالله؟

عن أي قائد يتحدث زعيم حزب الله؟ عن ذلك الذي بات الشارع الايراني يمزق صوره علنا و يطالب بترکه للحکم؟ ان السيد حسن نصرالله يتحدث و کأننا نعيش في عقدي الستينيات و السبعينيات من الالفية الماضية، ويتجاهل او يتناسى أننا نعيش في عصر الانترنيت و الستلايت و ثورة المعلومات، بل و الانکى من ذلك أنه(أي نصرالله)، يتجاهل الرفض الايراني الشعبي للنظام الديني القمعي الحاکم في طهران و يسعى لتصوير المشهد الايراني کما ولو أنه في بداية الثورة الايرانية، وهو سعي لاأمل او رجاء من وراءه لأن الزمن عندما ينقضي فلاشئ بإمکانه أن يعيده الى الخلف.

النظام السوري بات في مهب رياح تغيير عاتية وان قوائمه و دعائمه قد باتت تهتز من الاساس وان تصريحات نصرالله الداعمة للنظام السوري و التي ظن أنها ستلقى صدى في إجتماعات الجامعة العربية يوم السبت 12/نوفمبر، لم تلق أي صدى او تأثير، کما أن النظام الايراني أيضا يعيش ظرفا و وضعا قد يکون بالغ الصعوبة وان هکذا تصريحات نارية لم تعد تجدي نفعا فقد أکل عليها الدهر و شرب وان الذي يجري الان في المنطقة شئ مختلف تماما عن کل ذلك الذي کان يجري سابقا، وسيعلم نصرالله قريبا أن الحقائق و الوقائع على الارض هي تماما غير التي تکتب او تسطر في الاقبية و الدهاليز و الاماکن المحصنة!