يجري احماء اللاعبين في ملعب كرة القدم قبل بداية الشوط الاول، من اجل تحريك عضلاتهم، وجعل الدم يتدفق في عروقهم استعدادا لبدء المباراة.

في هذه الايام يقترب موعد المباراة في نهاية العام الميلادي الجاري، وهي بين سكان مخيم أشرف وبين الحكومة العراقية من جانب وقوات القدس اضافة الى ( اطلاعات ) الايرانيه التي ارسلت 400 عنصر من عناصرها المدربين للمرابطة حول مخيم اشرف، على بعد 60 كيلومتر شمال غرب بغداد، ويبدو ان اللاعبين هم الفريق الاصلي وليس الاحتياط، نظرا لخبرتهم الطويلة في ملاعب القنص والقتل.

لقد تجسد الاحماء في الفريق الايراني المتواجد على الارض العراقية، من قوة القدس الارهابية، وعملاء وزارة مخابرات النظام الإيراني، حيث قصفوا المخيم بالصواريخ يوم السبت 24 ديسمبر 2011. وقد سبق لهذه لقوات هذا الفريق ان تمركزت منذ الأسبوع الماضي في مجمع laquo;معينraquo; شمالي أشرف،واعترضت قافلة مكونة من شاحنات محملة بمواد غذائية ورشقوا سكان المخيم بالحجارة الذين كانوا ذاهبين لاستلام هذه المواد. وسبق ذلك أن احتجزت القوات العراقية شحنات المواد الغذائية لمدة 24 ساعة في مدخل أشرف. ومن جهة أخرى أغلقوا طريق الدخول إلى ساحة laquo;لالهraquo; في أشرف امام الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية واعتدوا على أحد سواق الشاحنات وهددوه بالقتل.

وجاء قصف المعسكر متزامنا مع الاعلان في بغداد عن توقيع الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة (مارتن كوبلر) مع الحكومة العراقية يوم الاحد الماضي، مذكرة تفاهم تنص على quot;الانتقال الطوعيquot; لسكان مخيم اشرف الذي يضم 3400 من عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة.

وقالت بعثة الامم المتحدة في العراق انه قام بتوقيع quot;مذكرة التفاهمquot; كل من مارتن كوبلر نيابة عن الامم المتحدة، ومستشارالامن الوطني العراقي فالح الفياض نيابة عن حكومة العراق. واشارت الى ان المذكرة quot;تؤسس لعمليةquot; سيقوم العراق بموجبها quot;بنقل السكان الى موقع انتقالي مؤقت بحيث تبدأ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عملية تحديد صفة اللجوء التي تعد خطوة اولى ضرورية لاعادة توطينهم خارج العراقquot;.

تؤكد المذكرة quot;التزاما واضحا من حكومة العراق بأنها ستضمن سلامة وامن السكان في الموقع الجديدquot;. كما تلتزم quot;باشراك وزارة حقوق الانسان التابعة لها بشكل فاعل في كافة مراحل العملية بما في ذلك تخصيص ضابط ارتباطquot;بينها وبين ادارة مخيم اشرف..

وقال كوبلر ان المذكرة quot;تحترم سيادة العراق والتزاماته الدولية الانسانية وتلك المتعلقة بحقوق الانسان، كما انها تحفظ امن وحقوق سكان المخيم، واشار الى انه، ينبغي على سكان مخيم العراق الجديد الالتزام بقوانين العراق.

واضاف كوبلر إن quot;هذه المذكرة تتعلق بالانتقال الطوعي، وان تنفيذها يستند بشدة الى قيام كافة الأطراف بالتصرف بشكل سلمي وبحسن نية، مما سيسمح باستمرار انخراط الأمم المتحدة في العمليةquot;. وشدد على ان quot;الحكومة هي المسؤول الوحيد عن سلامة وامن السكان خلال عملية نقلهم وفي الموقع الجديد لحين مغادرتهم البلادquot;، مجددا دعوته quot;للدول الاعضاء في الامم المتحدة لقبول سكان المعسكر في بلدانهم.

واوضحت البعثة انه تم وضع هذه المذكرة من خلال quot;سلسلة من اللقاءات المشتركة بين ممثلي الأمم المتحدة والحكومة العراقية، كما اجرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق مشاورات مكثفة مع سكان اشرف. quot;.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعلن الاربعاء الماضي ان العراق وافق على تمديد بقاء بعض عناصر منظمة مجاهدي خلق في البلاد لستة اشهر ضمن خطة للامم المحتدة..

وفي واشنطن، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان quot;الاتفاق يمثل خطوة مهمة على طريق ايجاد حل انساني للوضع في اشرفquot;. واضافت ان مسؤولي السفارة الاميركية quot;سيزورون بشكل متكرر الموقع الجديدquot; دعما لخطة الامم المتحدة. ووصفت كلينتون الاتفاق بأنه هام.واشادت بالحكومة العراقية على عملها مع ممثل الامم المتحدة الخاص السفير مارتين كوبلر مرحبة بهذه الخطوة quot;الهامة نحو حل انساني للوضع الراهن في معسكر (اشرف).

واشارت الى انه quot;في هذا المقر الجديد ستكون مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين قادرة على اجراء تحديد لوضع اللاجئين بين سكان (اشرف) وهي خطوة اولى ضرورية نحو اعادة التوطين في بلدان أخرىquot;.

واكدت كلينتون ان quot;استعداد الحكومة العراقية الالتزام بهذه الخطة شجع الادارة الامريكيةquot; موضحة ان واشنطن تتوقع ان تفي حكومة بغداد بمسؤولياتها لاسيما بنود مذكرة التفاهم التي تنص على توفير السلامة والامن لسكان المعسكر. ولفتت الوزيرة الامريكية الى ان توقيع مذكرة التفاهم يمثل تقدما كبيرا في هذه القضية ويحدد الخطوات الرئيسية لانجاز حل سلمي ودائم لسكان (اشرف) بما في ذلك نقلهم المؤقت الى مخيم الحرية ( ليبرتي ) وهو قاعدة عسكرية امريكية سابقة قرب مطار بغداد الدولي.

ويبدو ان الاتفاق الجديد القاضي بايجاد حل سلمي لسكان اشرف لم يرضي نظام الملالي في ايران، مما دفعهم الى ارسال هذه الاعداد الكبيرة من قوات القدس وعناصر اطلاعات لمحاصرة اشرف، وقطع الطريق الواصل الى المخيم، لمنع وصول الامدادات الغذائية والدوائية الى الاشرفيين امعانا في ايذائهم نفسيا وجسديا. وقد اكد النظام انه يعتبر ان اخراج منظمة مجاهدي خلق من العراق هو اول معني للسيادة وهذا يؤشر ان نظام الملالي هو الذي يحدد معنى السيادة العراقية، ولا يعتبر وجود قوات القدس وعناصر مخابراته فوق ارض العراق هو الخرق السافر للسيادة العراقية. منطق غريب لنظام الملالي يفسر المواقف بما يرضيه وينسجم مع توجهاته.

وقد كتبت صحيفة laquo;رسالتraquo; الناطقة بلسان جماعة خامنئي في عددها الصادر يوم السبت تقول: laquo;ليس انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية الأمر... إن إخراج زمرة المنافقين [مجاهدي خلق] الإرهابية من العراق دون قيد أو شرط من شأنه أن يكون من أول وأفضل الخيارات لإثبات سيادة الشعب العراقيraquo;.

وفي الوقت نفسه كتب أحد رموز وزارة مخابرات النظام الإيراني laquo;محمد جواد هاشمي نجادraquo;: laquo;علينا أن نعلم أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لا تقتصر على معسكر أشرف في العراق وإنما لها نشاطات علنية ومختفية واسعة في البلدان الغربيةraquo; وlaquo;إذا لم تتمكن إيران من إنهاء قضية المنافقين [مجاهدي خلق] في هذه الأيام فمن المرجح أن تتحول هذه المنظمة في المستقبل إلى قاعدة أقوى في الغرب ضد النظام بفعل مساندات مالية وإعلامية واسعة لهاraquo;.

المهم ان تلتزم الحكومة العراقية بمضمون الاتفاق، وتحول دون تدخل العناصر الايرانية التي تنوي عرقلة تنفيذه، وتؤكد سلامة نيتها ازاء الاشرفيين، وتسجل لنفسها موقفا ينسجم مع السيادة التي يحرص عليها الجميع.

* رئيس لجنة الاعلاميين والكتاب العرب دفاعا عن اشرف
[email protected]