quot;الحلقة الأولىquot;


كتبت كثيرا في السابق عمن يستحق فعلا لقب (عميد الطغاة العرب) بلا منازع، انطلاقا من معرفتي الوثيقة بالواقع الليبي منذ عام 1972 تقريبا، وأنا أعمل في الصحافة الكويتية. وأتذكر أنه في العام 1974 قد أجريت لقاءا صحفيا مع هذا الطاغية لمجلة الرائد الإسبوعية الكويتية التي كانت تصدر عن جمعية المعلمين الكويتية، برئاسة تحرير المرحوم الأستاذ خالد المسعود. وبعد حصولي على درجة الدكتوراة من جامعة الإسكندرية في عام 1979، عملت في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة طرابلس التي كان وربما لا يزال اسمها جامعة الفاتح، وتركتها بمحض اختياري لأنها جامعة تسيطر عليها ما أسماه الطاغية (اللجان الشعبية)، ولم أكن وحدي من غادرها ذلك العام، فهناك العديد من الأساتذه العرب الذين رفضوا الاستمرار في مهزلة تسمى (جامعة الفاتح). وبعد ذلك عرفت الكثير عن هذه الجماهيرية من مجلة (الموقف العربي) التي أصدرها الزميل الليبي محمد الشويهدي في قبرص، وشاركت في العديد من المؤتمرات التي عقدت في طرابلس، وكان آخرها (مؤتمر الأحزاب العربية الرسمية) في عام 1988، وكتبت عنه آنذاك مقالة نقدية حادة في جريدة السفير اللبنانية، انقطعت بعدها زياراتي لجماهيرية الديكتاتور. وعبر كل هذه المحطات تعرفت على العديد من الشخصيات الليبية من الأدباء والمثقفين والسياسيين والسفراء.

لذلك فمعرفتي بنسيج النظام القذافي معرفة داخلية وثيقة، مما جعل كتابتي النقدية عنه مبكرة للغاية، تعود للعام 1991 في زمن لم يكن قد انتشر الإعلام الإليكتروني، وفي ظل عدم وصول الجرائد الورقية للعديد من القراء خارج بلدان صدورها، لم يتح لما كتبته ونشرته فيها من معلومات موثقة عن هذا النظام من الوصول للقراء العرب بشكل واسع. ولتوثيق تجربة هذا الطاغية، أعيد كتابة تجربتي ومعلوماتي عنه، معتمدا على ما سبق أن كتبته منذعشرين عاما بالضبط، لأنها معلومات وتجربة شخصية لا تضيع أهميتها مع مرور الزمن، خاصة بقاء هذا النظام في السلطة بطغيان شامل لمدة 42 عاما حتى اليوم، مما جعله يستحق توصيف (عميد الطغاة العرب) بدون منازع، على نمط الصفات التي أعطاها الملازم معمر القذافي لنفسه وهي (عميد الحكام العرب)، و(ملك ملوك أفريقيا) وغيرها من الصفات التي تنمّ حقيقة عن نفسية رجل مريض، بلا رجولة عندما يقدم على قصف مواطنيه المتظاهرين ضد طغيانه بالرصاص والطائرات، خاصة بعد مهزلة خطاب نجله الفاسد أيضا سيف الإسلام، والإسلام من اسمه وتصرفاته وطغيانه ووالده براء.

كيف وصل الطاغية إلى السلطة؟

في الفاتح - أي الاول- من سبتمبر (أيلول) عام 1969 وصل الملازم اول معمر القذافي الى الحكم في المملكة الليبية المتحدة عبر انقلاب عسكري وكان أول ما فعله بعد طرد الملك ادريس السنوسي، أن اعطى نفسه رتبة (عقيد) وزميله في الانقلاب عبد السلام جلود رتبة (رائد) وغيّر اسم البلاد من (المملكة الليبية) ليصبح (الجمهورية العربية الليبية)،وغيّره عام 1986 ليصبح (الجماهيرية العربية الليبية الديمقراطية الثورية الشعبية العظمى). كان أول ما فعله القذافي عقب استيلائه على السلطة أن دعا جمال عبدالناصر الى زيارة (أرض الفاتح العظيم) كما كان يصفها القذافي، ولبّى عبد الناصر الدعوة واحتشدت الجماهير لاستقباله، وأصّر العقيد القذافي أن يخطب عبد الناصر في الجماهير من شرفة قصر ولي العهد الليبي الامير رضا ادريس السنوسي، ولما كانت فتحات الشرفة صغيرة لا يرى عبد الناصر الجماهير منها جيدا، تقدم العقيد دافعا طوب الشرفة بقدميه ليفتح فيها ثغرة أوسع، وظلّ حريصا على عدم ترميمها بعد ذلك لتصبح هذه الثغرة من المعالم الثورية التي يجب أن يراها زوار ليبيا كدليل على ثورية قدم القذافي .

دعم وترويج عبد الناصر له
انبهر عبد الناصر يومها كثيرا بهذا الشاب الثوري، لذلك صرح عند عودته إلى القاهرة بأنه يعود الى بلاده وهو مطمئن على مستقبل الوحدة والقومية العربية، فقد وجد في العقيد أفضل الخفر الذين سيحرصون على حمايتها وتسمينها . الوحيد الذي لم يكن مرتاحا عام 1969 لانقلاب الملازم اول القذافي هو البعثي السوري صلاح شديد فقد قال في جلسة خاصة : (أنا غير مطمئن لهذا الانقلاب الذي مرت دباباته ومدرعاته عابرة نحو القصر الملكي من أمام قاعدة (هويلس) الأمريكية، وعلى مرأى من ضباطها وجنودها وهي آنذاك القاعدة التي تتحكم بشكل محكم في كافة التحركات العسكرية على أراضي المملكة الليبية، وتعرف مسبقا بكل تحرك واتجاهه وأهدافه.
وقد بدأ اسم العقيد يأخذ شهرة نجومية في أقطار الوطن العربي خاصة عام 1974 عندما ناصب شاه ايران (شرطي الخليج آنذاك) العداء وشن عليه أعتى الهجمات ثم أعقب ذلك بمجموعة من الحركات الديكورية التي تلزم وتصاحب النجوم، واختار أن تكون حركاته هذه (صرعات) لم يسبقه أحد لها في العالم العربي والعالم أجمع ومنها:
1- اعتماده في حرسه الخاص سواء داخل ليبيا أو خارجها أثناء زياراته للدول العربية أو الاجنبية على مجموعة من الفتيات الحسناوات، اختارهن بعناية فائقة ودربهن على السلاح، وكن يرافقنه مثل ظله حتى داخل معسكر قيادته في منطقة (العزيزية) وسط طرابلس رغم أنه لا يحتاج إلى حراسة داخل المعسكر المطوّق من كل النواحي، ومن المستحيل الوصول لما يبعد على الأقل عن كيلو مترين من أسواره.
2- تطويله لشعره وتصفيفه على طريقة (البيتلز- الخنافس) الشهيرة في الخمسينات، واختياره الملابس الأنيقة التي يحرص على لف العباية الليبية فوقها، ومعتمرا فوق تسريحة الخنافس الطاقية الليبية المشهورة.
3- أخذه دروسا في فن الالقاء والتمثيل خاصة طريقة (البوزات) المتنوعة التي تعطي الانطباع الذي يريده في نفس المشاهد أو المستمع خاصة (البوز) الذي اشتهر به وهو يبدو رافع الراس بشكل مائل الى اليسار، ويده تسند ذقنه ممثلا أنّه يفكر، مما يجعل الجالس أمامه يتعجب الى أين ينظر هذا الرجل الذي لا يتطلع في محدثه أبدا. وقد اشترك في اعطائه هذه الدروس مشاهير أساتذة فن التمثيل في معهد التمثيل المصري والمعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة، ولا داعي أو لا فائدة من ذكر أسمائهم، فهم يمارسون مهنة التدريس لمن يرغب، طالبا أم مهووسا بعظمة لا يملك مؤهلاتها.
4- اقامة شبكة علاقات واسعة مع خليط من (البشر)، يضمّ صحفيين وكتاب وجواسيس ومفكرين من كافة أرجاء المعمورة، حتى وصل الخير العميم والشيكات الى زعماء الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية الذين عقد لهم مؤتمرين في طرابلس عامي 1987 و1988 تحت شعار (تحرير الهنود الحمر من الإمبريالية الأمريكية وإعادة وطنهم الأم لهم)، وقد أنفق على هذين المؤتمرين عشرات الملايين تكاليف ورشاوي شخصية. وقد كنت في فندق الشاطىء بطرابلس عام 1987، مصادفة أثناء انعقاد واحد من مؤتمرات الهنود الحمر هذه، حيث أكدّ لي صديق ليبي من المطلعين على أسرار الطاغية، أنّه بالإضافة لتذاكر السفر وحجوزات الفنادق، فعند المغادرة يتسلم كل أمريكي هندي أحمر ممن حضروا المؤتمر مغلفا هدية من الديكتاتور القذافي فيه مبلغ خمسين ألف دولار.
5- وكي يكون صاحب فكر ومؤلفات كان لا بد أن يؤلف كتابا يصبح نظريته العالمية الثالثة بعد الرأسمالية والماركسية، وكيف يتأتى له ذلك وهو الطالب الفاشل الذي لا يجيد كتابة موضوع الانشاء . وأخيرا اهتدى الى ضالته في الكاتب والمفكر السوداني اللاجىء في جماهيريته المرحوم (أبو بكر كرار)، فكتب له دراسة عبثية مضحكة، قصد منها المرحوم الاستهزاء بعقلية هذا المفكر القذافي الذي لا يجيد التفكير والقراءة، وسمّاها (الكتاب الاخضر- النظرية العالمية الثالثة) وكانت لا تزيد عن خمسين صفحة، فكان لا بد أن تطبع بحجم الورق الصغير وفي كل صفحة ما لا يزيد عن عشرة سطور وعرض السطر لا يزيد على ستة سنتيمترات كي يصبح حوالي مائتين وعشرين صفحة، ويومها نكّت الليبيون - الذين لا يجيدون النكتة- فقالوا: سبحان الله كيف أصبح الكتاب بهذا الحجم، وهو في الأصل ليس أكبر من حجم دفتر ورق السجاير!! والدليل على سخرية المرحوم أبو بكر كرار من عبقرية الملازم القذافي، أنه وضع في نصّ الكلام الساخر (كي لا أقول الكتاب لأنه ليس كتابا) بعض العبارات التي هي مجرد نكتة ولكن أعجبت الملازم العبقري،مثل قوله: (ما الفرق بين الرجل والمرأة؟. إنّ الرجل لا يحيض والمرأة تحيض)، (البيت لساكنه) بغض النظر عن كيفية وصوله للسكن فيه.، و(من تحزّب خان)، رغم دعوة الملازم المهووس بالعظمة لقيادات الأحزاب من مختلف الأقطار العربية والعالم. وقد أعقب ذلك طلاء أرضية الساحة الرئيسية في طرابلس المحاذية لشاطىء البحر، قريبا من الفندق الكبير باللون الأخضر فعلا وليس نكتة.
6- وكي يكون له مريدون مثل ماركس ولينين وماوتسي تونج،ولأن دفتر الشيكات جاهز ابتدع له البعض معضلة وصعوبة الكتاب الاخضر وأنه لا بد من شروح له فتولى هؤلاء شرح الكتاب الاخضر فصدرت - دون مبالغة- عشرات الكتب للشروح ثم صدرت شروح للشروح وإذا بها كثيرة لا تجدها إلا في مكتبات الجماهيرية العظمى، إلى حد يخجل سفراؤه في العواصم العربية من توزيعها وإبرازها لزوارهم. ثم جاءت صرعة ترجمة الكتاب الأخضر إلى اللغات الأجنبية، وكنت شاهدا على عرض قدّمه له أحد الصحفيين اللبنانيين لترجمته للغة الإنجليزية، وطبع ما لا يقل عن خمسين ألف نسخة منه، وتسلم ذلك الصجفي مبلغا كبيرا من الدولارات. وقد سألته في فندق الشاطىء حيث نقيم: هل ستترجم وتطبع منه خمسين ألف نسخة؟. فضحك قائلا: شو أهبل ولا بتستهبلني. يا عيني سوف أترجمه، واطبع منه ما لا يزيد عن خمسمائة نسخة، ارسلها لمكتب العقيد وبعض سفاراته، ثم رسالة له تقول: أنّ الخمسين ألف نسخة نفذت والجماهير الناطقة بالإنجليزية تطلب المزيد، فقد وجدت في الكتاب الأخضر ضالتها لحلّ كافة مشاكلها.
7- وكي لا ينقطع رزق البعض، اعتمدوا على المثل القائل (رزق الهبل على المجانين) فأقنعوا (مجنون الكتاب الاخضر) بأنه لا يقل أهمية عن مؤلفات ماركس ولينين وبرتراند راسل، ولا بد من معهد أو جامعة تتخصص في دفتر (السجائر)، فأسسوا له ما أطلق عليه (مركز دراسات الكتاب الأخضر) عام 1980 تقريبا وترأسه الليبي (إبراهيم ابجاد)، ثم جعله معهدا تابعا لجامعة طرابلس يمنح درجة بكالوريوس في فلسفة الكتاب الاخضر. وأثناء زيارتي للمركز عام 1986 وبحكم أنني كنت سابقا مدرسا في كلية التربية بجامعة الفاتح عام 1979،عرّض عليّ المركز مساعدته في اقناع أربعة طلاب غير ليبيين، كي يدرسوا في المركز وجامعة الفاتح لدرجة الدكتوراة عن (الكتاب الأخضر)، والمركز يؤمن لهم المنح الدراسية والسكن والمصاريف والوظائف بعد الحصول على درجة الدكتوراة الخضراء. قلت له، يا صديقي من المستحيل وجود هؤلاء الطلاب المهابيل الأربعة، ولا أتذكر أنّ طالبا عربيا وافق على هذه الفكرة الغبية أكثر من غباء الكتاب الأخضر. وقد أصبح هذا المركز وسيلة ارتزاق لعشرات من الكتاب العرب والاجانب، إذ بلغ ما نشره من كتيبات عن فكر القذافي وعن الكتاب الاخضر ونظرياته عشرات الكتب، لكتاب من كافة الجنسيات وكلها ضحك على الذقون وارضاء لشهوة وسلطة العقيد. أما المؤتمرات التي عقدها لدراسة فكر العقيد فهي تحتاج لدراسة خاصة، وللأسف شارك فيها كتاب ومثقفون عرب مشهورون، وكان أي مؤتمر منها يحشد له أحيانا مئات المدعوين من أغلب قارات العالم، ويكلّف عشرات الملايين المنهوبة من ثروة ونفط الشعب الليبي.
8- واستمرارا في سحب الأفلام وكي يخترع ديكورات تميزه عن كافة الرؤساء والزعماء توصل فكره الخائب الى مسألة (الخيمة والناقة) ولا يظنّ أحد من القراء أنّ هذه نكتة بايخة لكنها حقيقة، فيتذكر القراء أنه اثناء زياراته الخارجية كان يرفض النزول في الفندق المخصص للملوك والرؤساء ويرفض تناول طعام الفندق وكان يصطحب خيمته وناقته فينصب الخيمة في حديقة الفندق ويربط أمامها الناقة، وقد أحدثت هذه (الصرعة البايخة) مشكلة له في قمة عدم الانحياز التي عقدت أول سبتمبر 1992 في جاكارتا، إذ ابلغته السلطات الاندونيسية استحالة الموافقة على نزوله في خيمته خارج القصر المخصص للملوك والرؤساء لاستحالة توفير الامن المطلوب له، وكذلك ناقته لأنه حسب القوانين البيطرية الأندونيسية يجب إرسال الناقة أولا الى الحجر الطبي البيطري لتقرير سلامتها وخلوها من الاوبئة المعدية وربما من ميكروبات الكتاب الاخضر، وهذا يستغرق ستة أيام على الاقل في حين أنّ أيام المؤتمر ثلاثة أيام فقط، وفعلا اعتذر العقيد عن المشاركة فهو لا يحب نظافة الفنادق وفكره لا يبدع الا وهو ممسك بذنب الناقة ولكن سبق أن نفذت له بعض الدول مثل اليونان هذه الشروط فاصطحب الخيمة والناقة ونصبها وسط حديقة الفندق فعلا، وكأن اليونان قصدت أن تظهر هذا المتخلف المريض للعالم أجمع. وقد سمحت له أيضا ايطاليا أثناء زيارته لها في أغسطس 2010 بنصب خيمته في حديقة عامة أمام منزل السفير الليبي في روما، وكان منظرا سياحيا للطليان، خيمة كبيرة مكيفة الهواء، تحيط بها حراسات من فتيات جميلات يحملن السلاح، وعدة خيول عربية تسرح وتمرح جوار الخيمة الخيبة القذافية.
9- وكي تتميز جماهيريته اللا شعبية واللاعظمى عن غيرها من الدول ألغى الوزارات وسمّاها (أمانات) وشكل ما سماه (مؤتمر الشعب العام) حيث رفع شعارات أهمها (شركاء لا اجراء) و(لا ثوري خارج اللجان الثورية)، ولمّا كان لا بد من (اذاعة) تنطق بإسم هذه اللجان أسس إذاعة (صوت الوطن العربي) في طرابلس وإذاعة (البحر المتوسط) في مالطة، وانفق عليها الملايين ليذيعا ليل نهار خطبه وفقرات من دفتر السجائر المسمى (الكتاب الاخضر).

نكت ليبية معبّرة
عقب الغارة الامريكية على طرابلس وبنغازي عام 1986 كان رد العقيد يومها أن أضاف صفة (العظمى) على اسم جماهيريته الخالية من أية جماهير، وأعلن تحديه لأمريكا في خطابه المشهور الذي قال فيه حرفيا: (نحن دولة عظمى مثل أمريكا ونقول طز في أمريكا) .نعم هذا الكلام صدر في خطاب عام مسجل ومذاع على الهواء من رئيس دولة، ولما ساءت العلاقات مع أمريكا وقطعت العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين، وتوقف ضمن مئات المواد المستوردة من أمريكا الأرز المشهور (انكل بينز)، انقطع الرز من كل دكاكين طرابلس وتصادف دخول مواطن لإحدى الدكاكين يسأل عن الرز فأجابه البائع العجوز (ما هو احنا لازم نحدد شو نريد رز ولا طز) وكأنه يقول للسائل لا يوجد (رز) عليك أكل (طز) العقيد.
وهكذا عبر سيناريوهات متعددة وديكورات فارغة وتبجحات كاذبة وانفاق المليارات على الدعاية الشخصية والأسلحة التي أكلها الصدأ في مخازنها، أقام هذا الطاغية (جمهورية الكذب والخوف)، ولم يستعمل أسلحته هذه إلا لقصف الشعب الثائر ضد نظامه وطغيانه الذي يجثم على صدر الشعب الليبي منذ 42 عاما. إنها لكارثة لم يلجأ لها أي طاغية، ولا بد أن يحصل على عقابه المناسب حتى لو كان القتل كما أفتي الشيخ القرضاوي ... لذلك يكون سؤالنا القادم: ماذا بقي من جماهيرية العقيد القذافي العظمى الفارغة من الجماهير، المليئة بالقتل والطغيان؟
[email protected]