1 :
كان لموقع ايلاف الالكتروني العربي الشرق الاوسطي دور بارز في تحريك الشارع العربي على طريق القيم الديمقراطية والليبرا لية، ليس لسعة وسرعة انتشاره، بل إضافة إلى ذلك، دقة واهمية وخطورة الموضوعات والقضايا التي يثيرها وما زال يثيرها عبر كتابات ممنهجة، كتابات يغلب عليها الانحياز لصالح هذه القيم، سواء على مستوى العرض أو الدفاع أوالتوضيح او الدعوة، وفيما يسمى بعضهم الموقع بانه موقع الليبرا ليين العرب فهو محق بطبيعة الحال، لان هذه القيم هي السائدة في ا لمنهج، وا لمهيمنة على اللغة، والسارية في الحجاج والاحتجاج!
الحرية والديمقراطية والشراكة السياسية أبرز القضايا التي منحتها ايلاف الاهتمام والتركيز والتوكيد، الأمر الذي حولها الى مدرسة سيارة على هذه الصعد والمجالات.


2 :
يعلم الجميع أن هذا الموقع محارَب من بعض الانظمية العربية والشرق الاوسطية، محجوب، بل متهم، بل مطلوب للعدالة فورا، ومراجعة سريعة لهذه الانظمة المانعة سوف ترينا إنها أنظمة شمولية بدرجة واخرى، شمولية عقديا أو سياسيا، جاثمة على صدر شعوبها وأهلها بقوة الحديد والنار، فهل هذا إلا دليل على حيوية الموقع؟ ودليل على خطورته؟ ودليل على قدرته في بث وعي مخالف،وزرع بنيات فكرية جديدة في الذهن العربي والاسلامي؟


3 :
يتوسل الموقع بلغة العقل من أجل التغيير، لم يكن محرضا، ولم يتوسل بأي لغة خارج مملكة المنطق السياسي الحجاجي المطعم بالدليل، ربما، يخرج أحيانا عن هذه اللغة، بمقالة هنا أو هناك، برأي هنا أو هناك، ولكن الخط العام هو خط الحجاج الفكري، الدليل، الراي والرأي الآخر، ولم يبخل بصفحاته حتى على الذين يخالفون توجهاته الليبرالية الديمقراطية، حتى الخط السلفي، سواء كان دينيا أو ماديا، له حقه من الحضور في صفحات ايلاف، طرحا أو ردا، بل حتى هجوما على الفكر الليبرالي، فهل هذا ايضا إلا دليل حي على موضوعية ايلاف،ودليل على كونها موقعا تنويريا؟
لا أتكلم هنا بلغة المطلق، بل بلغة النسبي، ليس هناك مطلقات حتى في علوم الرياضة كما يقولون، بل بلغة المنطق كما تذهب بعض المدارس، فكيف مع لغة الاعلام والسياسة وا لفكر الاجتماعي؟


4 :
أخبار العالم تصل أولا باول، لحظة بلحظة، لا داعي لقراءة صحف اليوم، هناك إيلاف، كل اخبا رها عاجلة تقريبا، هذه الميزة شدت الناس الى ايلاف، سرعة الانجاز مع جودته اعلاميا يشد القراء، يجذب القراء، وبالتالي، من حقنا أن نقول إن ايلاف صحيفة القراء، هناك أكثر من معلومة تفيد بان وزراء الخارجية العرب يقرأون ايلاف صباح كل يوم، فيما لم يشغلهم ما هو أهم، ففي ايلاف كفاية تقريبا، لست في معرض الدفاع عن الموقع، بل هذا هو الواقع...

5 :
لم تكن ايلاف زاد القاريء المحروم من حق الاطلاع على ما يجري في عالمنا وحسب، بل هي زاد القاريء المحروم من الفكر الحيوي، الفكر الممنوع، الفكر المقموع، وهي صحيفة الفكر المحروم بحد ذاته من الشيوع، من الوصول الى النا س، من مما رسة حقه بالقراءة والاطلاع والمعرفة، ليس على مستوى العرض وا لبيان، بل على مستوى الدفاع عن الذات، عن الفكر، عن الهوية.

6 :
اخبار لحظة بلحظة، فكر حر متحرك، تواصل مع كتاب كبار على مدار الساعة، لغة اعلامية دقيقة، تقاطع بين الافكار والتصورات، مشاريع للتغيير والبناء، فن متجدد، صحة وعمران، تبني للمفكرين المحرومين من حق الحضور العلني، تحريض فكري ضد الديكتاتورية والشمولية والديماغوغية، مشرحة نقد ونقد مضاد بشرط الموضوعية والتزام الاخلاقية النقدية....
ترى هل بعد كل هذه المقتربات الحقيقية نسبيا يمكن أن ننكر دور ايلاف في تحريك الشارع العربي صوب الحرية وا لديمقراطية؟
وما زال الدرب طويلا...