كان توقيت الإفراج عن عبود الزمر نذير شؤم، وكان إستقباله إستقبال البطال الفاتحين وكأنه نيلسون مانديلا نذير شؤمين، وكان الطريقة التى يتكلم بها عن قتل السادات بصفة خاصة وعن قتل المعارضين بصفة عامة وكأنك تشاهد فيلم مرعب، وعندما شاهدته يتكلم عن معاملة المسيحيين كأهل ذمة ويشكك فى وطنيتهم إذا حاربت مصر دولة مسيحية، قلت لنفسى لو أنى مسيحيا وشاهدت هذا لأخذت ديلى فى سنانى وهربت من البلد، وهذا بالضبط مايريده السلفيون عندما قال أحد quot;منظريهمquot; الشيخ فلان الفلانى (لا يهم الأسم) بعد نجاح الإستفتاء على الدستور، وسماها quot;غزوة الصناديقquot;، وقال إللى مش عاجبه يسيب البلد!! ولمشاهدة الفيديو الذى ممكن أن يجيب لك ذبحة صدرية إضغط هنا ولست أدرى كم من الغزوات ستمر بها مصر قبل النهاية، وإليكم بعض الغزوات التى تحدث حاليا:
غزوة الإذن: حيث تم محاكمة مواطن مصرى فى الشارع وتمت إدانته وتم تنفيذ حكم الشرع بقطع إذنه، والأسوأ ما فى الموضوع أن الكل إجتمع على الصلح (حتى لا تحدث فتنة ndash; وكأن الفتنة لم تحدث) وللأسف تم الصلح بدون أن يسترجع المواطن إذنه
غزوة الحجاب: تم تهديد فتيات مصر يوم الثلاثاء الماضى 29 مارس 2011 من جانب السلفيين بأنه سيتم إختطاف أى فتاه غير محجبة تسير فى الشارع
غزوة الأضرحة: حسب التقارير الصحفية، قام السلفيون بهدم أكثر من 100 ضريح لأولياء الله الصالحين فى طول مصر وعرضها، بدون أن يوقفهم أحد.
غزوة المساجد: قام السلفيون بإقتحام العديد من مساجد وزارة الأوقاف فى قرى مصر وتم تعيين أئمة سلفيين بدلا من أئمة الأوقاف
غزوة منع المرأة من العمل: طالب السلفيون فى أسيوط فى خطوة نحو quot;طلبنةquot; مصر بوقف النساء عن العمل وأن يمكثن فى البيت، وأعتقد أن الخطوة القادمة ستكون تحريم ذهاب المرأة إلى المدرسة والجامعة
غزوة المقاهى: قام السلفيون فى أسيوط ايضا بمنع الناس من الجلوس على المقاهى
غزوة البيرة: قام السلفيون بتكسير المحال التى تبيع البيرة فى بعض قرى مصر
تلك غزوات حدثت بالفعل، وإليكم الغزوات المتوقعة فى المستقبل القريب:

غزوة السينما: هدم أو قفل دور السينما (وقد فعلت حماس هذا فى غزة)
غزوة البنوك: قفل كل البنوك بإعتبارها بنوك ربوية
غزوة السياحة: إغلاق السياحة بالضبة والمفتاح بإعتبار إن السياح لا يجلبون إلى مصر سوى الخمور والفجور وعظائم الأمور
غزوة الأصنام: سيتم تحطيم كل تماثيل الفراعنة بإعتبار أن الفراعنة لم يؤمنوا برب موسى، وبإعتبار أن تلك التماثيل ما هى إلا أصناما يعبدونها
غزوة الكورة: إلغاء كرة القدم بإعتبارها مضيعة للوقت، والإكتفاء بالسباحة والرماية وركوب الخيل
غزوة التليفزيون: إغلاق كل محطات التليفزيون بإستثناء المحطات الخاصة بالسلفيين
غزوة الإختلاط: سيمنع منعا باتا الإختلاط بين الرجل والمرأة فى أى مكان
غزوة النقاب: سترتدى كل نساء مصر (بما فيهن المسيحيات) النقاب
غزوة الإنترنت: سيتم قفل الإنترنت بإعتبار أن الإنترنت بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار
غزوة كامب دافيد: إلغاء معاهدة كامب دافيد
غزوة المسيحيين: محاولة طرد المسيحيين من مصر كما تم طرد اليهود من مصر فى الخمسينيات والستينيات
أما الغزوة الكبرى فستكون غزوة ميدان التحرير
غزوة ميدان التحرير: مهاجمة شباب ثورة 25 يناير فى عقر دارهم ميدان التحرير
...
ما يحدث فى مصر الآن هو شئ خطير وأخطر كثيرا من مجرد سرقة الثورة، والثوار مصرون على ميدان التحرير، بينما السلفيون يمرحون فى ريف مصر وعشوائياتها يحاولون تحويل مصر إلى مصرستان أو طالبان، وما لم يبدأ شباب 25 يناير فى الإتجاه إلى القرى والنجوع والأحياء الشعبية فى كل أنحاء مصر، فسوف يحدث ما توقعه الغرب وحسنى مبارك بأن بديل الدكتاتورية فى البلاد المتخلفة هو التطرف الدينى، وستحدث غزوة الصناديق فى كل مرة يذهب الناس إلى صناديق الإنتخاب، وعلى حد قول الشيخ فلان الفلانى فى نفس الفيديو أعلاه: quot;مش هى دى الديموقراطية بتاعتهمquot; ، خللى بالك من حكاية quot;بتاعتهمquot;، لأن الديموقراطية بتاعتنا وليست بتاعتهم، وهم يؤمنون بالديموقراطية كوسيلة quot;للغزوquot; فقط حتى يتمكنون من تولى الحكم، وبعدها عينك ما تشوف إلا النور.
فماذا يفعل الجيش المصرى أمام ما يحدث من جانب السلفيين فى طول مصر وعرضها، إن عددهم قليل ولكن أساليبهم الإرهابية تجعل الناس تخشاهم مثل فتوات حوارى نجيب محفوظ، وهى نفس أساليب الحزب النازى الذى جاء إلى حكم ألمانيا بالترهيب والقتل والخطف والتعذيب رغم أنهم كانوا أقلية فى البداية.
لقد أخطأ المجلس العسكرى خطأ فادحا فى توقيت الإفراج عن عبود الزمر والعديد من أقرانه وعليه أن يصحح هذا بإيقاف السلفيين عند حدودهم، وليكن فى مجموعة السلفيون التى قبض عليهم المواطنون فى الإسكندرية ووجدوا فى حوذتهم اسلحة وقنابل ومفرقعات عبرة لما قد تشهده مصر فى الفترة القادمة ما لم يتم إيقاف هؤلاء السلفيون الذين إن لم يتوقفوا الآن ، والآن أعنى الآن!! فسوف نترحم كثيرا على الأخوان المسلمين، وسوف نقيم تمثالا من ذهب لحسنى مبارك، سيقوم السلفيون بتحطيمه مثلما حطموا تمثال بوذا فى أفغانستان!!
[email protected]