قرأت خبر تجميد تعيين محافظ قنا المصري الجنسية المسيحي الديانة بعد قيام المؤمنين بتسخير منابر المساجد صارخين بأعلى حناجرهم برفض القبطي اللواء عماد شحاتة ميخائيل محافظ قنا الجديد تحت شعار (لا ولاية لكافر على مؤمن) ونجح الغوغاء والدهماء في الضغط على النظام إلى أن استسلم لهم ومهما أُشيع من تجميد تعيين المحافظ القبطى يعنى رضوخ الدولة المصرية للغوغاء والدهماء أصحاب الفكر الملتحف بأيديولوجية قرون سحيقة استطاعت هزيمة النظام المصري الحالي وأيضاً ضرب آمال مصر في التخلص من التطرف والفكر المؤدلج دينياً.

إن ما حدث ليس مجرد سحابة عابرة بل إنه تكريس متخلف نرجسي قاده عدداً من الغوغاء والدهماء ليكرسوا الدولة الدينية حسب هواهم ومعتقدهم وإيمانهم (فلا ولاية لذمي على مسلم) وتكريس للدولة الدينية التي يبغاها هؤلاء الدهماء.

إن ما حدث يعطي مؤشراً لأقباط مصر عن مستقبل مصر في المرحلة القادمة خاصة مع النصر الساحق لجماعات السلفيين في غزوة محافظ قنا (على إعتبار أن الكل غزوات كمثل غزوة الصناديق.. غزوة..) وعليه فمستقبل مصر في خطر خاصة مع رضوخ قيادات الدولة ربما يسارونى الشك في أنه لا يحق للمسيحيين المصريين أن يعملوا كأستاذة في جامعات مصر أو معلمين في المدارس... بل لا يحق لمسيحي مصر العمل كرئيس لجامعى قمامة لأنه سيكون رئيس لعدد من المسلمين أيضاً.

إن موضوع محافظ قنا أثبت خطأين هامين أولهما:
خطأ اختيار محافظ قنا يقع على من إختاره أولاً
ثانياً خطأ الإقالة وكلاهما خطأ فادح يسير بمصر لمستقبل مظلم، لترسيخ سياسة الأمر الواقع على أولي الأمر مما يؤكد على ضعف الدولة وهشاشتها وسطوة الإسلاميين خاصة أصحاب الرجعية الذي سيؤثر حتماً على صورة مصر في العالم وازمتها الاقتصادية خاصة مع القاعدة الإقتصادية المعروفة (أن رأس المال جبان) مما يؤثر بتبعات اقتصادية ضارة على مصر.

لقد رفع المؤمنون شعار (مش عايزين قبطي.. ولا يجب ولاية ذمي على مسلم.. لاإله الا اللة ميخائيل عدو اللة) ربما هناك عيوب في السيد اللواء عماد شحاتة... ولكن الواقع يؤكد أن رفع تلك الشعارات تعكس سطوة السلفيين أصحاب الفكر الوهابي الإقصائي وتأسدهم على مصر... وهذا بالطبع مخلوط بنرجسية دينية مما سيؤدي إلى تقسيم مصر وشعبها الطيب إلى مسلم وذمي كافر ربما بعد نجاح الغوغاء والدهماء في تلك الغزوة سوف يتظاهرون بوجوب تدوين في بطاقة الرقم القومي الديانة تحت مسمى (مسلم ذمي كافر ).

بارك الله في الهند وشعبها الطيب المتسامح غير النرجسي الذي سمح للسيد أبو الكلام المسلم أن يصل إلى رئاسة وزراء الهند ذات الأغلبية الهندوسية ولم يخرج شخصاً منهم ليروج (لا ولاية لمسلم على هندوسي) بارك الله في أمريكا التي فيها تمكن أوباما ذات الأصول المسلمة في تولى حكم أقوى دولة في العالم بارك الله في هولندا وفرنسا... ودول العالم التي تسمح بتولي وزراء مسلمين في مجالس وزارتها.

بارك الله في هولندا التي تمكن إثنان من أعضاء حزب الحيوانات في دخول برلمانها بمقعدين ربما سيمكن قريباً من الفوز بمقاعد أكبر ليحصل على حقائب وزراية في بلاد بها حقوق للحيوانات.. بارك الله في كل هندي عبر عن إيمانه بالعدل والمساواة والحب للكل بدون رفع شعارات الحب والإخاء والعدل من سماتنا بينما نحن في مصر نرفع ونصيح ونعتلي المنابر أننا الأفضل والأحسن والأجود حتى أصابتنا التخمة من النرجسية فاعتقدنا أن الكل على خطأ ونحن على صواب من هذا المنطلق قاد الغوغاء والدهماء لللثبات على خطئهم معتقدين انهم مؤمنين بينما الواقع أنهم كافرون بحقوق الإنسان والمساواة والعدل والحب...وباى دين سماوى يرفع شعار حب لاخيك ما تحبة لنفسك.
حماكي الله يا مصر حماكي الله يا مصر


العين التي لا تبكي لا تبصر في الواقع شيئاً
The eye which doesn't know the meaning of tears، it doesn't know anything of value.

مدحت قلادة
[email protected]