عزيزي الرئيس اوباما:
أنا السورية الاميركية.. أم مستقلة و امتلك شركة مقاولات صغيرة مجموعة موزاييك الاستثماريةquot; LLS quot; في واشنطن D.C. خلافا عن الصعوبات التي تعاني منها المرأة في عملها.. أنا عندي سؤال بخصوص رأيكم السياسي من النظام الوحشي في سوريا. فهم يقتلون شعبنا. انني اقدر ان تبحثوا بالنظر في سحب سفيرنا من سورية و قطع الدبلوماسي.
المواطنة الأمريكية من أصل سوري سلمى عبدو الديري.

على إثر الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبنا، وشبابنا الذين خرجوا للحرية بعد أن كسروا جدار الصمت والخوف، بصدور عارية، ومنادين بالحرية وبسلمية ثورتهم، ليواجههم هذا النظام بالرصاص الحي، مما أثار لدى كل السوريين حفيظتهم وغيرتهم على أبناء شعبهم، وخاصة بعد مناظر الدم التي سالت من شبابهم والذين هم امل البلد كله. وانطلق حركة سورية في خارج الوطن تبحث عن أفضل الوسائل والسبل من أجل مساعدة الثورة في الداخل السوري، وتأمين ما يمكن تأمينه من أجل حماية شبابنا، وكان لحركة السوريين في الخارج حيزا أضيف إلى اتساع مساحة المشاركة في دعم الثورة الشبابية في الداخل، فاتسعت رقعة الاحتجاجات والتظاهرات أمام السفارات السورية في بلدان المهجر، إضافة إلى طلب المواطنين السوريين من حكوماتهم في بلدان المهجر المساعدة من أجل حماية شعبنا في الداخل من خلال ممارسة الضغوط على النظام، أو سحب سفراءهم من دمشق لأنه من المعروف جيدا أن أهم ورقة يعيش عليها هذا النظام هو الاعتراف بشرعيته من قبل المجتمع الدولي، هذه المطالبات ومنها هذه الرسالة التي وجهتها السيدة سلمى الديري للرئيس الأمريكي بسحب سفيره من دمشق وممارسة الضغط الدبلوماسي، واجهت هذه الرسالة ردودا يغلب عليها العنف اللفظي، بعدما افتتح هذا الأمر على الفيسبوك الصديق بسام القاضي صاحب مرصد نساء سورية، بهذه العبارةquot;بكل أسف، قمت بحذف السيدة سلمى الديري، Salma Al-Dairiبسبب مطالبتها الرئيس الأمريكي أوباما بسحب السفير الأمريكي من سورية والنظر فيما يمكن لأمريكا فعله في سورية. من جهتي أقول لك يا سلمى: أنا أرفض كل تدخل أمريكي في بلدي، وسوف أفعل كل ما أستطيع لمواجهتها ومواجهة كل من يتحالف معها ضد شعبي..ولذلك أنا مضطر لأن أقول لك مثلما قلت لكلينتون ورامينquot; الإيرانيquot;: اخرسي يا سلمى.. وخسئت دعواتك..quot; وافتتح بذلك الصديق بسام مناقشة مستفيضة بين نشطاء سوريين ومثقفين وكتاب ومواطنين سوريين من كافة شرائح المجتمع السوري، حيث شارك في النقاش أكثر من خمسين شخصا، بين مدافع عن رأي سلمى وبين مدافع عن رأي بسام، وبين تهجمات شخصية وسياسية، لم تبق من العنف اللفظي وشبكة ملفوظاته شيئا إلا واستخدمته، وبعيدا عن حالة الاقصاء التي تبادلها المتناقشون افتتح هذا النقاش مواضيعا يجب التوقف عندها، وأهم هذه المواضيع في الواقع، هي انقسام شرائح المثقفين والكتاب والسوريين، اختلافا يشير إلى مدى تأثير استمرار هذا النظام الديكتاتوري المافيوزي على سورية وعلى طريقة تعاطي أبناءها مع بعضهم بعضا، وكأننا في حرب ضروس. لإغذا كان هذه هي حال الفئة المفترض أنها الأكثر ديمقراطية، أقول من المفترض، فماذا تركنا لشبيحة النظام وقاتلي الشباب لدى أجهزته الأمنية؟
|
لقد أثبتت الثورة السورية، أن أكثرية المجتمع السوري وخاصة شبابه قد تجاوزتنا كمعارضة وكمثقفين وكمهتمين بالشأن العام، تجاوزتنا ليس بحسها العملي فقط بل بدرجة وعيها التي اكتسبته عبر هذا الحس العملي، سواء لجهة تحديدها لمطلبها في الحرية ودولة القانون وحقوق الإنسان وإعادة الاعتبار الحقيقي المغموس بدم الشهداء لمفهوم المواطنة الذي أوصله النظام السوري للحضيض.
بالتأكيد يوجد لدى أي حركة معارضة أوغير معارضة أناس انتهازيون وصوليون، من شتى الاصناف، وهذه مهما حاولنا تضخيمها تبقى مسألة ثانوية فيما لو نظرنا إلى ما تحققه هذه التجمعات المعارضة، أو هؤلاء الأشخاص، من أفعال على الأرض تصب في مصلحة الثورة الشبابية، لهذا هنالك أناس مختصون كلما تحدثنا عن أمر ما كلما خرج هؤلاء ليقولوا لنا أن هنالك في معارضة الخارج من يقبض بالدولار..مستخدمين أيضا ليس أسلوب النظام في التخوين بل حتى مفرداته نفسها وشبكة ملفوظاته، وتبدأ معزوفة التخوين..هؤلاء ن نقف عندهم في هذه المقالة، بل سنقف عند ما يمكننا تسميته استنتاجات وخلاصات سريعة من تلك النقاشات التي تشبه أحيانا إلى حد ما حوار الطرشان، وما كان على الصديق بسام أن يتسرع في افتتاح هذا النقاش، ويتضامن معه كثر ممن لم نسمع صوتهم حول مجازر النظام في درعا وحمص والبيضا وتلبيسة..!وكي لا نبقى ندور في دائرة مفرغة، هنالك علينا أن نحدد ماذا استخلصت من هذا الحوار:
- أن من حق أي مواطن سوري أن يطالب المجتمع الدولي بسحب اعترافه بهذا النظام، وهذا أقل ما يمكن للمعارضة أن تطالب به.
- الثورة السورية تجاوزت النسق المتداول أسماءهم في الشأن العام السياسي والمدني. تجاوزتهم في فهم حساسيات سورية سواء للمسألة الطائفية أو لرفض تكرار التجربة العراقية، من زاوية تدخل عسكري يذرر المجتمع وهذا مرفوض.

- الشباب السوري تحرك ولم يكن ينتظر دعما من المجتمع الدولي المتواطء مع إسرائيل في حماية النظام السوري.
- إن الذين يرفضون لا يتحدثون مطلقا عن ان إسرائيل هي من تحمي استمرار هذا النظام في ذبح شعبنا، وهذه قضية لم تعد سرا، لا نراهم يتحدثون عن هذا الأمر..لكن الشباب السوري الثائر يعرف تماما هذا الأمر لهذا لا ينتظر الكثير من هذا المجتمع الدولي.

- أكثرية مثقفي وناشطي سورية المنحدرين من الطائفة العلوية اتضح أن لديهم حالة فصام حقيقي، فهم من جهة يريدون ديمقراطية ويرفضون سلوك النظام ومن جهة أخرى، لايزالون غير واثقين ببقية الشعب السوري بأنه في حال حدوث تغيير لن يقترب أحد من مواطني الطائفة الكريمة. وعدم الثقة هذه يجعل مواقفهم غير مفهومة أحيانا واحيانا داعمة للنظام بشكل مباشر أو غير مباشر. وصديقنا بسام ليس خارج هذا الإطار رغم معرفتي بمواقفه المناهضة للعنف والطائفية، ولكن يغلب على كثير من المواقف ما تعبر عنه هذه النكتة: عن احد قادة الشبيحة عندما سئل عن الطائفية، فأجاب: أنا أكره الطائفية والسنيةquot; نعم هنالك نشطاء يمكن تلخيص مواقفهم عبر هذه النكتة.. وهذا الأمر ينطبق أيضا على بعض النشطاء من باقي مكونات الشعب السوري. هذا اللغو تجاوزه الشباب السوري بإصراره على الوحدة الوطنية وأن الحرية والكرامة ودولة المواطنة هي المطلوبة وليس أية دولة أخرى.

لهذا رأيت أنه ما كان لبسام أن يفتتح هذا النقاش وأن يتسرع في اتخاذ مثل هذا الموقف وبهذه اللغة، لأن ما يحدث وما حدث من قتل بدم بارد وبتجييش طائفي من قبل النظام يجعل هذا الطلب الذي أرسلته السيدة سلمى الديري أقل من عادي لمواطنة أمريكية من أصل سوري..كيف يمكن التخلص من عنف النظام وفساده؟ هذا هو السؤال يا صديقي وهذا ما يجب التحدث فيه..

سورية وشبابها المنتفض بحاجة ماسة لفتح حوارات تمس مطالبه وتمس ما يمكن أن يتعرض له من قتل واعتقال على يد أجهزة هذا النظام... وللحديث بقية