الأحواز العربية في ثورة قائمة ومستمرة منذ عقود، تلك حقيقة ستراتيجية لم تعالج أسسها للأسف بجدية وواقعية ومسؤولية من العالم العربي ومن دول الخليج العربي على وجه التحديد والتي هي المتضرر الأول من السياسات العدوانية الإيرانية الموجهة تبشيريا وعسكريا ضد دول المنطقة منذ أكثر من ثلاثة عقود وبطرق مختلفة ومتباينة ولكنها إتخذت بعد إحتلال العراق أمريكيا وسقوطه تحت الهيمنة الإيرانية المباشرة من خلال الجماعات السياسية والطائفية الحاكمة في العراق حاليا شكلا هجوميا مباشرا وخطيرا للغاية وبشكل علني فاضح تخلى فيه الإيرانيون حتى عن عناصر اللياقة الدبلوماسية أو ( التقية ) السياسية وباشروا فعلا هجوميا صارخا كما حصل في مملكة البحرين التي شاركت المخابرات الإيرانية تفصيليا في صياغة أحداث الفتنة هناك وحيث راح ضحية ذلك الفعل وزير الإستخبارات الإيراني ( حيدر مصلحي ) بسبب التقارير المبالغ فيها التي كان يرسلها لرئيسه نجاد حول ما أسماه بقيام ( الجمهورية الإسلامية في البحرين )!! وهي عبارة تعني إنضمامها للدولة الإيرانية وبما يذكرنا بقصة ( النداء ومغامرة صدام حسين الكويتية وثورة علاء حسين علي الكارتونية )!!، لذلك فإن الثورة الإيرانية العارمة وكذلك ثورة صبيانها في العراق المحتل على فشل المخطط الإيراني في البحرين بسبب التدخل الستراتيجي لقوات درع الجزيرة ومنع السيناريو الإيراني الجاهز من التنفيذ قد تجاوزت مرحلة التهديدات اللفظية لتدخل في تشكيل مسارات ومسارب إنتقامية من دول المنطقة سينفذها الإيرانيون لا محالة رغم صعوبة أوضاعهم التكتيكية بسبب أزمة حليفهم العربي المهم النظام السوري الذي يعاني من أعراض الإحتضار والتلاشي القريب وهو ما سيفقد الإيرانيون أهم قواعدهم الستراتيجية في المنطقة ويصيب مشروعهم التبشيري في مقتل رهيب وبما سيغير من شكل إدارة الصراع الإقليمي.. لاشك أن الإيرانيين يمتلكون خططا ومشاريع بديلة لتفجير دول الخليج العربي أو بعضها من الداخل، فهم يمتلكون لوبيات ضخمة جدا و إمكانيات مالية وتعبوية هائلة، وتداخل فظيع لأهل الولاء الإيراني السري أو العلني في مؤسسات الحكم لدول الجوار، وهم فوق هذا وذاك أصحاب مشروع ستراتيجي قائم ومنظم منذ عام 1979 ويمتلك من عناصر الخبرة والقدرة الفائقة على التحرك الشيء الكثير، كما أن النظام الإيراني يمتلك الإرادة السياسية الكاملة لأي أفعال إرهابية في المنطقة دون أن يخشى من أية عواقب، فهو نظام لا يعيش بشكل حقيقي ولا ينتعش إلا من خلال الأزمات والمصائب، فماهو رد الفعل العربي المواجه للسياسة الإيرانية؟ إنه بإختصار مجرد صفر!! نعم صفر، فالعرب في حالة تراجع، والنجاح الخليجي في منع التدهور في البحرين كان هو التحرك الحاسم الوحيد ولم تتبعه أية خطوات أخرى أبدا، فالعرب للأسف لا يمتلكون أية إرادة حقيقية لإدارة الصراع بشكل مساوي للتحدي الإيراني الذي ذهب بعيدا في إطهار العداء ويمعن علنا في دعم الجماعات العربية المؤيدة للمشروع الإيراني، بينما فشل العرب بأسرهم في الإنفتاح على المعارضة الإيرانية وهي تنتظربكل تأكيد وفشلوا بشكل ذريع في التواصل مع إخوانهم من عرب الأحواز الذين يعيشون ثورة شعبية حقيقية لم تحظ للأسف بأي دعم عربي ولو بالجانب الإعلامي، الإيرانيون يضخون الملايين في شرايين مؤيديهم في العراق والبحرين ولبنان واليمن وحتى المغرب بينما لاتجرؤ أي دولة عربية رسميا على إعلان دعمها للنضال العربي الأحوازي أو لأي من جماعات المعارضة الإيرانية التي يمكن أن تشكل مفتاحا مهما من مفاتيح الضغط على النظام الإيراني، الإيرانيون في حالة فعل وهجوم مباشر، والعرب في حالة تراجع فوضوي غير تكتيكي سيؤدي لكوارث مستقبلية حقيقية، الثورة الأحوازية المستعرة هي هدية مجانية للعالم العربي قدمها الإحوازيون بدماء شبابهم الطاهرة لدعم الحق وإعادته لنصابه ولتشكيل حزام عربي حقيقي في المشرق يحمي ظهر الأمة العربية ومع ذلك لاناصر ولا معين..والشكوى للأمم المتحدة من الممارسات الإيرانية ليست سوى دليل ضعف عربي وحركة لافائدة منها أبدا، فالعالم لايحترم سوى الأقوياء... إدعموا ثورة الأحواز العربية الحرة ففي نجاحها ونصرها المؤكد نصر عظيم للأمة العربية... التاريخ لن يرحم المتخاذلين أبدا.. والدماء الأحوازية الحرة ستستمر في مقاومة أهل التخلف والدجل حتى رحيل الإحتلال الإستيطاني الصفوي، والعرب اليوم أمام تحدي حقيقي كل أوراقه جاهزة إلا أنهم للأسف سادة في تضييع الفرص... فتنبهوا وأستفيقوا أيها العرب...
- آخر تحديث :
التعليقات