أحيانا في أجواء المحن والأضطرابات التي يتعطل فيها مؤقتا أعمال العقل سيما عندما تطغى على ردود الأفعال مشاعرالأنتقام والحقد والتعنت كمثل الذي تتصلب من أجله معارضة اليمن في مطالبها وهي تُمني نفسها بالكرسي!
نعم كرسي السلطة الذي يسعى اليه كل ذي قدم تصلح للمسير.. اليمن تعيش لحظات تغيب فيها الحكمة المشهودة لأهله، والا ماذا نفسر كل هذا التعنت في مواقف المعارضة التي ركبت رأس الثور من أجل اللحاق بدرجة سخونة مشهد الاحتجاجات اليمنية لشباب ارادو أن يقلدو ما جرى في تونس ومن ثم في مصر وربما دول أخرى ولهم مطالب مشروعة وجوهرية لا خلاف عليها لكن الرئيس صالح قبل أن يتنحى عن كرسي الحكم بأريحية واعلن بأن لا تجديد ولا توريث او تصفير للعداد كما أن الرجل سبق وان رددها باعلى صوته اريد ان أذهب لكن بشرط الحفاظ على الدولة وضمانات انتقال السلطة الى أيد أمينة..
رئيس اقام لكم دولة مستقرة نسبيا بعد يمن الانقلابات والاغتيالات الشهرية للرؤساء وكافح من اجل وحدة البلاد وساس ببراعة مشهودة بلد من يحكمهُ عليه ان يرقص مع الافاعي او يركب الليث كما قال شاعر اليمن والعرب الكبير البردوني. تحملتمُوه ثلاثة عقود وأكثر ولم لا تصبروا عليه بضعة شهور ليخرج الرجل بما له وعليه بصورة كريمة ولائقة.. الاصلاح مطلوب وزمن الثورات قد ولى بسبب أن الدول مثل المباني العريقة يزيدها الزمن ثباتا ورمزية ولا بأس من تجديدها او صيانتها او نفض الغبار عنها لا ان نأتي تحت تأثير العواطف واللحظة ونهدمها ونحطم المعبد على رؤوس الجميع فمن سيبني لنا بدلا منها وكم من الزمن نحتاج لهذا؟
علي صالح بارع في السياسة وله وقفات قومية ومواقف وطنية لا تحتاج الى شهادة. قام بما يقدر عليه ومكنته الظروف فالسياسيون في النهاية هم بشر قلما يفلحون في حياتهم فهم أن لم يخذلهم ذكائهم خانتهم الظروف.. رئيس اليمن انجز الكثير لبلاده وما تصبو اليه قطاعات من الشعب في اجواء عاصفة تطالب برحيله مصيبة كبرى فالرئيس هو مواطن قبل ان يكون حاكما وعندما تريد منه ان يرحل ومثلما قال العقيد القذافي الى اين ارحل اليس ليبيا بلدي؟؟ نعم اليس الرئيس صالح يمنيا ويكفل له الدستور حق المواطنة ثم ان الدساتير في العالم تحرم نفي المواطن خارج بلده.
هل ان هذه الأمة العربية تبقى محكومة الى الابد بلعبة المعارضين في المنفى يأتون للحكم ويغادر الحاكمون الى المنفى في تراتبية عجيبة فهل سمعتم ان حاكما في بلدان المعمورة المتحضرة غيرنا ذهب الى المنافي البعيدة.. هذا المجهول او لحظة الجنون التي نعيشها حاليا في عالمنا العربي لا تحمل لنا في الغد سوى فضاءات مجهولة فمن جمعتهم الساحات والدوارات ستفرقهم سريعاً لعبة الحكم الى شيعاً وقبائل متصارعة ستضيع في لجتها البلدان وتتقزم وتتشضى.. تونس هرب منها خمسة ملايين سائح وتوقف انتاج الزيتون ومدخراتها من العملة الصعبة الى نفاذ ولا شئ سيتشكل قريبا ومصر صورتها الحالية لا تسر صديق فالبلاطجة يتحكمون في الشارع والقضاء منهك من أجل اللحاق بنبض المتمترسين في الميدان كل جمعة والسياحة توقفت والبلد في حيص بيص فلا بن علي كان جيدا ولا مبارك ولا غيره لكن الفوضى قد حلت بيننا هذه الحقيقة نعم كلنا ضد المضالم والفساد لكن بشروط الاصلاح والتقويم..
انا على يقين سوف لن يمر وقت طويل الا وستبكون على هؤلاء الحكام الضلمة كما تصفونهم لان المشهد معقد والبدائل هلامية وضبابية فلا نوارة او وائل غنيم يستطيع ان يحكمان بلاد بحجم مصر او السيدة توكل في اليمن فهم شباب نحترمهم لكن للدول شروط والعقل يجب ان لا يغيب واين اهل الحكمة في يمن الأيمان؟؟ ولعمري فأن الرئيس علي عبدالله صالح و معه كما شاهد العالم جماهير تؤيده عشرة اضعاف المقيمين في جولة الجامعة كما يحلو للاخوة اليمنين ان يسمون الدوارات والميادين العامة.. نعم ان الرئيس صالح الذي حافظ على اليمن وعزتها ومنعتها ووحدتها من خطط التشطير والتغلغل الخارجي سوف يردد مع نفسه أغنية عراقية قديمة ربما لم يسمعها وسط معمعة حكم اليمن وهي:
.. تتندم علي بعدين تتندم.. جرب قلب غيري وحتى تشوف خيري.
وليحفظ الله اليمن.
التعليقات