يوما بعد يوم، وقطرة دم سورية شعبية حرة طاهرة بعد قطرة دم أخرى يتبين للملأ ولكل المتابعين ولجميع الأحرار في العالم بأن نظام البعث السوري هو اليوم يسرع الخطى نحو حتفه المؤكد ليلتحق بمصير نظام البعث العراقي البائد، فالصور الفظيعة لعمليات التنكيل والقمع والتقتيل للجموع الشعبية السورية المنتفضة تعيد إلى الأذهان والذكريات ممارسات نظام القمع البعثي العراقي البائد الذي تجاوز في قمعه كل الحدود والأطر ورسم بيديه نهايته المأساوية، ويبدو أن البعثيين يمتلكون من الغباء التاريخي المتوارث ما يجعلهم في إمتناع تام عن الإتعاظ وأخذ العبر ومحاولة قراءة الأحداث والتطورات بلغة جديدة مختلفة عن المفاهيم الستالينية الجامدة التي أدمنها ذلك الحزب.
من المؤكد أن الأوضاع في سوريا باتت تتجه اليوم نحو نهايات إنفجارية عنيفة رسمت ملامحها طبيعة التصرف السلطوي القمعي لأهل النظام الذي لم يتعود أبدا رؤية الجماهير السورية الحرة وهي تهتف بسقوطه وفي ظل حالة واضحة من التلاحم الوطني الشامل يتجاوز كل التصنيفات العرقية أو المناطقية أو الطائفية التي يلعب على أوتارها النظام المتغطرس الإرهابي، فشعار جميل من أمثال ( واحد.. واحد.. الشعب السوري واحد ) هو أشد أسلحة الدمار الشامل للشعب السوري ضد نظام القتل لأنه يسحب من ذلك النظام أهم أسلحته الهجومية و يفشل كل الدعاوي الباطلة التي يتمترس خلفها ذلك النظام البشع الذي ستكون نهايته الحتمية إنطلاقة حقيقية للشعب السوري العظيم الذي يصنع شبابه بدمائهم الطاهرة اليوم مستقبله المشرق و يكتبون بدمائهم أروع حروف المجد في تشكيل تاريخ سوريا الحديثة، النظام لم يعد يملك ما يستر عوراته سوى التخفي خلف الشعارات البائدة و الفاقدة للصلاحية بعد أن أثبتت جماهير الشام العظيمة بانها أطهر كثيرا من أن تكون مجرد جموع من المنافقين و الهتيفة الذين يحملون سيارة الرئيس على أكتافهم!! كما كانوا يفعلون مع الرئيس السابق حافظ الأسد!
وهي الحالة التي لا يريد أن يصدقها النظام الذي لجأ اليوم لإستعمال وإستهلاك آخر أسلحته وهي جلاوزة وعناصر الفروع المخابراتية الجبانة التي تحاول إذلال الجماهير والدوس على ظهورهم وإنتهاك إنسانيتهم، وكسر إرادتهم.. كما حصل في بانياس المجاهدة، لا والله لن يفلح القتلة أبدا ولن يفلتوا بأفعالهم الخسيسة، فالشعب الذي إسترخص دماءه وهو يقاوم أبشع آلة إرهاب سلطوي في الشرق الأوسط سيركل النظام الإستخباري المترهل لمزبلة التاريخ و سيعيد تكوين سوريا الحرة الحديثة الناهضة بعد التخلص من نظام المخابرات القمعية المتخلفة، و البعث و إفرازاته الصلبة والثقيلة التي آن أوان تنظيف الشام العظيمة من أدرانها.
لقد تجاوز الشعب السوري الحر أهم نقطة محورية في إنتفاضته المباركة وهي نقطة الرهبة من النظام والخوف من بطشه المرعب المعروف والخروج بصدور مؤمنة عارية إلا من الحق والإصرار والإنتصار للحرية والكرامة، وهو ما أرعب أجهزة النظام القمعية الإستخبارية التي تعتمد ستراتيجيتها على توسيع مساحات الخوف والإستمرار في التحكم من خلال سياسة مجانية القتل والترويع وهي السياسة القمعية الإرهابية التي إنهارت مع إنفضاح دجل وسقم وسخافة النظام الضاحك ملأ أشداقه على جثث السوريين الملقاة على طرق سوريا العظيمة، لقد سقط الدجالون والكذابون في نيران أحابيلهم.
وماعاد ممكنا أبدا رد عقارب الساعة للوراء، فالحرية في سوريا تركض مسرعة لإجتياح معاقل الطغيان والدم واللؤم، والثورة الشعبية السوري تمثل واحدة من أنبل و أطهر الظواهر الإنسانية الرائعة في العقد الأول من الألفية الثالثة، لقد صبر السوريون طويلا وأثبتوا بجدارة و شجاعة لا نظير لها عن عقلية حضارية وعن شجاعة قل نظيرها بين الشعوب الحية بما ضخوه من قوى نفسية وإيمانية رهيبة في مقاومة وإكتساح آخر معاقل الطغيان والتخلف الستاليني على الطريقة العربية، إنهيار نظام ودولة المخابرات السورية ليس سوى مسألة وقت لاغير.
فبسقوط هيبة ورعب ذلك النظام في نفوس الجماهير وإمعان جلاوزته في اللجوء للتواري خلف سياسة التدمير و القتل الشامل ليس سوى إرهاص واضح بأن ساعة النهاية قد دنت، وبأن حرية الشام أضحت هي الحقيقة الواقعية الكبرى التي ينبغي أن يتعامل معها العالم الحر.. ننتظر بكل شوق المحاكمات القادمة لقادة أجهزة الرعب والموت في دولة المخابرات المتهاوية، وهي محاكمات تاريخية على سقوط أصنام الهزيمة والطغيان والتخلف.
دمشق وشعب سوريا سيطرزون التاريخ الإنساني بملاحمهم الكفاحية.. فالمجد كل المجد للشعب السوري العظيم الذي إسترخص دمائه الطاهرة لمطارة ضباع الإرهاب وأمراء الهزيمة والعار... مرحى للشام العظيمة وهي تحتفل بيوم النصر الكبير.. وقد كان حقا علينا نصر المؤمنين.
التعليقات