أثير الجدل الواسع حول إمكانية إلغاء أو عدم عقد القمة العربية القادمة في بغداد وهو الأمر المؤجل و المتجه حاليا نحو الإلغاء بسبب السياسة الطائفية وغير المسؤولة للحكومة العراقية الحالية التي تبنت ورعت ودعمت بكل أطرافها توجهات طائفية تقسيمية مضرة بالعمل القومي العربي و تنسجم بالكامل مع الطروحات الإيرانية بل أنها النسخة العربية لها !، ولا يتناطح عنزان في تقرير حقيقة أن الحكومة العراقية الراهنة بقيادة حزب الدعوة الإيراني الهوى وبقيادة نوري المالكي وجماعته من التيارات الإيرانية المهيمنة في العراق لا تصلح لإدارة مسجد أو حسينية!!
فكيف تستطيع بحالتها الطائفية الرثة و بأحزابها المهلهلة و بشخصياتها المهتزة أن تقود مسيرة العمل القومي في واحدة من أصعب منعطفات التاريخ العربي الحديث وحيث تضرب المتغيرات الكونية بتأثيراتها الهائلة في العمق العربي وحيث سيادة عصر الحريات الجماهيرية المتخلصة من أطر الإستبداد و التخلف و التبعية، و المطالبة بإلغاء عقد القمة العربية المقررة في بغداد في مايو القادم بات امرا محسوما تسانده في ذلك حالة التدهور ألأمني التي تضرب أطنابها في العراق و تصاعد تظاهرات الغضب الجماهيرية المطالبة برحيل نوري المالكي و حكومته العجفاء التي لم تستطع أبدا الإيفاء بوعودها و ظلت تتلاعب بعامل الزمن من أجل المراهنة على الوهم، فإدارة الأزمة الداخلية في العراق قد شهدت فشلا ذريعا من خلال التلكؤ و المناورة بل و التحلل من كل الإتفاقيات و التعهدات كما حصل في الضحك على ذقون قائمة العراقية وعلى الدكتور إياد علاوي شخصيا الذي سلموه و قائمته منصبا وهميا لا أصل له و لا فصل وهو منصب السياسات الستراتيجية العليا!!
رغم أنه في العراق لاتوجد ستراتيجيات أصلا لكي تكون عليا أو سفلى، وكان مقلبا مؤلما أكله علاوي الطبيب و الجراح الذي ضحك عليه جمهرة من باعة الخواتم و تجار حي السيدة زينب الدمشقي، فوصلت العملية السياسية العراقية لطريق مسدود ووصل الإنقباض الشعبي العراقي حدوده القصوى وجاءت أحداث التخريب الطائفي المدعومة و الموجهة إيرانيا في مملكة البحرين لتكشف المستور و تنزع الغطاء الأخير عن من لا غطاء له أصلا، و لتثبت النخبة السياسية الحاكمة حاليا بأنها ليست مؤهلة أبدا لإدارة أي نوع من أنواع الصراع لا داخليا ولا خارجيا وحيث ظهر المكتوم و تبين حجم الإرتباط الحكومي العراقي بمصالح السياسة الإيرانية و بإظهار هوية طائفية متحيزة لا تحاول لملمة الوضع الإقليمي وقطع دابر الفتنة بل لتتحول لعنصر مشارك في تلك الفتنة وهو الأمر الذي أصاب مشروع قمة بغداد العربية في مقتل لم تعد بغداد معها مؤهلة لأن تتحمل مسؤولية قيادة العالم العربي في هذه الحقبة الصعبة.
إضافة لكون العراق يعاني من فشل إداري وخدماتي قاتل ومن تغلغل فظيع للفساد و بما شل عجلة الدولة العرلااقية وحول بغداد العريقة الجميلة وبقية المدن العراقية لمقالب زبالة للأسف، ولا جدوى أبدا من قمة عربية تعقد في بلد ينبح قادته بالولاء لإيران و يستعدون لتجييش الجيوش ضد الأهل و الأشقاء تلبية لنزعات مريضة، والمالكي الفاشل عراقيا لا يمكن أن يكون زعامة قومية لأنه أصلا غير مؤهل و لا مستعد لذلك الدور الذي هو أكبر بكثير من كل مقاييسه.
وأعتقد أن ضرورات الأمن القومي العربي تتطلب التنادي و العمل لعقد قمة عربية فاعلة تعالج الخروقات الأمنية وتتبنى رسم ستراتيجية تصدي عربية شاملة لمشاريع التخريب و التقسيم الطائفية العدوانية و أن تستضيف مملكة البحرين بالذات هذه القمة و ذلك تعبيرا عن الإصطفاف العربي الشامل خلف الشرعية الدستورية و الحضارية في البحرين أولا و لإظهار و توجيه رسالة عربية جماعية واضحة المعاني و المباني للنظام الإيراني بأن تهديداته الجوفاء ضد مملكة البحرين وضد دول مجلس التعاون الخليجي مرفوضة من جميع الدول العربية و أن أمن البحرين الداخلي و الخليج العربي بشكل خاص خط أحمر لا ينبغي لأولئك الأشقياء من راكبي الدراجات المائية و الزوارق المطاطية من ( مخابيل ) الحرس الثوري الصفوي تجاوزه... وهي مناسبة رائعة لإظهار العرب لوحدتهم و تلاحمهم أمام رياح الشر و أحابيل الدجالين، أما بغداد فتبقى حاضرة العرب وجوهرة الإسلام وقلب العروبة النابض حتى يقدر الله و بجهود أحرار العراق تحريرها من ربقة الصفويين و من لف لفهم ودعا بدعوتهم ونافق بشعاراتهم الهزيلة، أما وزير الخارجية العراقي الكاكا هوشيار زيباري فهو يتحسر على ضياع مبلغ 450 مليون دولار الذي صرف على تجميل بغداد!! رغم أن الخرائب و الشوارع القذرة لم تزل من معالم العاصمة العراقية كما أن غياب التيار الكهربائي ما زال يمثل الأمل الموعود لقادم لن يأتي أبدا وهو البحبوحة و الإزدهار.
لقد فعل الفاشلون الطغاة الجدد الأفاعيل في بغداد العظيمة و سيعود حتما يوم مجدها و ساعتها ستحتضن العرب لأنها مادة العرب و الإسلام... أما القمة العربية المقبلة فلا أرى مكانا مناسبا أفضل لعقدها من عاصمة مملكة البحرين العربية ( المنامة ) التي تكسرت على صخور سواحلها مؤامرة الشر و العدوان و الخبث التاريخي.
التعليقات