يحتاج أي شعب الى زعيم يمثل وجوده وكل طموحاته واماله، ليتلف حوله ويدعمه ويلبي رغباته بكل طواعية وثقة واطمئنان، يكون مختار طريقه هذا الذي يرتضيه هي بنفسه دون اكراه و اجبار، وليس من الصعب الوقوف على رأي الشعب من الشعوب، وهذا القائد يجب أن يحوز هو الاخر على مساندته له وكسبه لدعمه، بناء على ما يملكه من مؤهلات وصفات تحبه جماهيير الشعب وتجد نفسها منقادة اليه، وأهم تلك الصفات، الاستقامة، النبل،الشهامة، الماضي المليء بالماثر.

فالدكتور بشار الأسد أفضل رئيس بالشرق الاوسط ليس لكونه قد مثل الحقبة الجديدة وحلم التغيير والطموح المشروع الى غد أفضل للشعب السوري بل لأنه الرئيس العربي الوحيد الذي يتمتع بنفس لبرالي وهو الرئيس الوحيد الذي تمسك بوحدة القضايا العربية العادلة ولم يستسلم أمام التحديات الكبيرة مثلما أستسلمت تلك الأنظمة العربية المتسمة بمختلف سمات التخلف والقمع والأنحطاط والأقتتال على السلطة والتفريط بمصالح الأمة أو حتى الأرض العربية أمام تدخلات القوى الأجنبية.

ولو نتحدث عن مطلب الاصلاح في سوريا فان ذلك ليس تعديا من قبل شريحة على شريحة اخرى،بل هو حق كفله القانون للمواطنين جميعا، بمختلف أديانهم وطوائفم ومذاهبهم. ولكن المشكلة تكمن في تناول الاعلام الغربي للاحداث وهناك بعض الفضائيات العربية المؤترة التي تقوم ايضا من جانبها بتزوير المأزق الوطني في سوريا وجعله يبدوا مأزقا امنيا وهذا يفرض أن ياتي الحل الملفق من طبيعة أمنية وهذا يعني اضعاف الصراع السياسي الحقيقي ومحاولة لتشوية التطور الديمقراطي في المجتمع.

فلا بد من عرض للواقع السياسي داخل اي بلد عربي بصورة حقيقية وغير مشوهة ولابد من تحديد القوى المعادية صاحبة المصلحة التي حاولت مرارا وتكرارا من تشويه سمعة سوريا مثلما حاولوا ايضا في الماضي أن يشوهوا صورة المقاومة الأسلامية المسلحة في لبنان في وتحويلها من ظاهرة وطنية بطولية الى ظاهرة ميليشيا مسلحة فوق القانون ومتهمة بقتل الرئيس رفيق الحريري.

المؤسف حقا ان الكثيرين من الزعماء العرب أستسلموا للواقع و تنازلوا عن شرف الدفاع عن مصالح هذه الأمة أمام التدخلات الأجنبية الجديدة، وكان أمة العرب أصبحت خارج التاريخ، أو خارج الزمن ليست أكثر من الجغرافيا يقرر أمره المعنيون بخريطة المنطقة في ضوء التوازنات الأقليمية والدولية.


أن سوريا بقيادة الدكتور بشار الأسد قد أستطاعت برغم جراحات الأمة بعد احتلال العراق وحرب اسرائيل على لبنان أن يسقط مشروع الهيمنة في المنطقة، وأن يفرض تعديلا في أسلوب الحكم بحيث أعاد سوريا الى موقعه الطبيعي في قلب أمته وفي قلب حركة كفاحها من أجل غدها الأفضل.

الجميع منا يعلم ان الدكتور بشار الأسد قد أستلم الحكم مجبرا لضرورا ت تاريخية أقتضتها مصلحة سوريا العليا في وقتها ولم يكن الدكتور بشار الأسد لا طامحا ولا طالبا للسلطة وبفضل قيادته الحكيمة تجاوزت سوريا كل التحديات الصعبة، وأرست سوريا في شاطئ الأمان، ولكن ماذا لو أنعدم حالة التوازن في سوريا العمق الاستراتيجي للعراق ولبنان والاردن وهي أهم دولة عربية من ضمن دول المواجهة مع أسرائيل؟

فمن هم الرجال القادرين فعلا في غيابه على القيام بتحمل عبئه الثقيل؟
فكروا مع أنفسكم فلا مجال للأنتظار كثيرا لأن الجيش الأسرائيلي على بعد خمسين كلم غرب دمشق!