الجيش اللاوطني يحرر درعا من أهلها، استغرب من لايزال يعتبر هذا الجيش السوري وطني، وكأني بهم يعطونهم شهادة حسن سلوك عن المجازر التي يقوم بها وسوف يقوم بها لاحقا، لا أعرف كيف لجيش معبأ ضد الشعب السوري طائفيا، يمكن أن يكون جيشا وطنيا، الجيش الوطني لا يدخل دباباته في شوراع مدن سورية، وقتل أبناءها وقصف بيوتهم، كلمة لا بد أن نقولها، السلطة كما كنا ننبه من قبل لقد طيفت كل أجهزة القوة في البلد من مخابرات وجيش وميليشيات وشبيحة، اصبحت كلها محقونة طائفيا ومؤسسة بناء على هذا المعطى الطائفي. وإلا كيف يمكن أن نفسر هذا الذي يحدث من قتل وبهذه الطريقة المفاخرة بما تهدر من دم ابناء سورية، الجيش اللاوطني يدخل درعا هذا الفجر محملا بكل أنواع الأسلحة وأهمها الشحن الطائفي، وليس شحنا مؤسسا على أية قضية أخرى، وهذا ما ينذر بمستقبل دموي في البلد وهذا ما يريده النظام، والأغرب من كل هذا هو الصمت الدولي المفجع، ولانزال كمعارضة سورية نتغنى بأننا ضد التدخل الدولي، من يحمي شعبنا من هذه المجازر؟ شعبنا الذي دخلت الدبابات بيوته وقتلت أطفاله، ولايزال شبابنا مصرون على المواجهة السلمية، وبسذاجة واعية! كانوا في السابق يستقبلون الجيش بالورد وأغصان الزيتون، بأخلاقية ووطنية عالية وهم يدركون بحسهم أيضا أن هذا الجيش إنما يتهيأ للانقضاض عليهم، كان يأخذ وقته حتى يتمركز في مواقع القتل، أهلنا في درعا الآن يعيشون مجزرة منظمة، لا يمكن لجيش وطني أن يفعل ما يفعله جيش النظام السوري، فهو منذ زمن بعيد لم يعد جيش سورية بل هو جيش النظام السوري وعصابة آل الأسد...دعونا لا نرواغ في هذه النقطة التي طالما نبهنا لها من قبل نحن أقلية من الكتاب السوريين، ماهر الأسد يقود فرقته الرابعة الأكثر تجيهزا في هذا الجيش ليحرر درعا من أهلها، والأوامر قد صدرت بإطلاق النار على كل ما هو حي من بشر وشجر وحيوان، يريد إعادة درعا إلى عهد البربرية، درعا التي بناها أهلها من عملهم في المغتربات الخليجية، وليس من عملهم في الدولة السورية، التجييش الطائفي وأجهزته باتت السيف الوحيد المسلط على أبناء شعبنا في سورية بما فيه أبناء شعبنا من الطائفة العلوية، أو تلك الأقلية من الطائفة التي لا تستطيع الجهر بموقفها نتيجة خوفها من شبيحة النظام، الذين يهددون العائلات العلوية التي يخرج منها ناشطا أو ضميرا حيا يدين هذا القتل، الجيش الآن يقتل أطقال سورية، وظاهرة القناصة هذه التي اخترعها هذا العقل القاتل والسفاح، تعبر عن أن الشعب السوري هو عدوه رقم واحد، هذه الظاهرة بحاجة لفرد دراسة خاصة حولها، إسرائيل اليوم لا تزال متخوفة من سقوط بشار الأسد، كما ورد في كل الصحافة الإسرائيلية هذا اليوم الذي لن ينسى من تاريخ سورية اليوم 25.04.2011 حيث بدأت المجزرة في درعا والمعضمية ودما في ريف دمشق، نعم إسرائيل لاتزال قلقة، والحجة اليوم هي خوفها من أن يدخل حزب الله وإيران لسورية لمساعدة النظام، لاحظوا هذه الحجة الجديدة الأمريكية- الإسرائيلية، كانت في السابق الحجة هي الخوف على بشار الأسد من الأصوليين الإسلاميين، واصبحت اليوم من إيران وحزب الله، بعدما ثبت بالدليل القاطع أن الشعب السوري تجاوز بوعيه كل ما هو ديني- إقصائي، وهذا ما أثبته شباب سورية من القامشلي وحتى درعا ومن دير الزور وحتى جبلة التي حدثت فيها البارحة مجزرة أخرى ذهب ضحيتها عشرات من القتلى والجرحى. نحن الآن أمام النموذج الليبي مشحون طائفيا ولكن الشعب السوري لايزال مصرا على عدم حمل السلاح ضد أبناء بلده، وضد ما يعتبره حتى الأمس انه جيشا وطنيا!!
بفضل أنظمة القمع والفساد بتنا نتحدث عن نموذج عراقي ونموذج ليبي ونموذج يمني، نعم بفضل هذه العائلات المالكة للجمهوريات هذه!! والفاسدة سياسيا ووطنيا، تنطلق الآن في سورية بعض مبادرات من هنا وهناك من بعض المثقفين والناشطين والمعارضين، تحت شعار درءا للدم السوري الذي يسال في الشارع على يد أجهزة النظام وشبيحته، هذه المبادرات لاتزال تصدر عن أناس طيبي النوايا. ولا يسع لأحد التشكيك بنواياهم هذه، لكن بعد دخول الجيش إلى درعا وبهذه الطريقة الناس أفضل لها أن تموت بصمت على أن تبادر تجاه القاتل... فالقاتل لم يستند على أية أعراف أو قوانين او شرائع فكيف يمكن التفاوض معه؟
الصور والأشرطة التي أتتنا من درعا، ترينا أن أفراد وضباط فرقة ماهر الأسد يقفون وكأنهم أبطال، وهم يقتلون مواطنيهم...
النموذج الليبي هو ما يريده بشار الأسد في حال استمرت الثورة السورية...ولنا عودة
درعا تتعرض لمجزرة في هذا اليوم..25.04.2011
- آخر تحديث :
التعليقات