سمعنا كثيراً عن حُجاج بيت الله الحرام، وعن العناية الفائقة التي توليها الحكومة السعودية بوفود الحجيج من أنحاء العالم، ولكننا لم نسمع بحُجاج ما بعد الربيع العربي أو حُجاج الربيع العربي ذاته ممن كُتِبت لهم الحياة حتى الآن.


برأيي أن مناسك الحج هذا العام ستشهد توافد العديد من الألوان والأشكال والهيئات العربية وغير العربية من المسلمين الذين يأتون ويتحملون عناء ومشقة السفر طلباً للغفران من رب العباد، بينما أزيد على هذه الصفات أبرز صفات هذا العام وهم من خرج من رحم الربيع العربي وسعى للحج.

سعيد الجابر

هم كذلك، حجاج ما بعد الربيع العربي؛ الذين سيكونوا على دراية بالطريق إلى مكة بل أكثر غلواً في ذلك، منهم من يحمل خارطته للتعرف أكثر على مكامن الراحة والإستقرار والأمن والأمان ضمن جغرافية الوطن العربي، بينما لا يعلم البعض منهم بأنه في آمن بقعة على وجه الأرض quot;مكة المكرمةquot;.

حُجاج ما بعد الربيع العربي ليسوا سواء.. كما أنني لا أظن بأنهم حُجاج فقط، بل سيتخللهم لاجئين وهم من قد يقصد اللجوء بأي أنواعه السياسي أو الإقتصادي أو الإنساني ـــــــــــو الرباني. وربما حُجاج ذوي خبرات أو مغامرات سابقة.. قيل بأن هناك الشبيحه أو حجاج منشقين أو بلطجية وحجاج من الأخوان والعديد من الصفات التي خرجت من رحم الربيع العربي وقد تنطلي على الكل في هذا الزمن، إلا أني لا أعتقد بأنها ستتجاوزهم لتمر مرور الكرام على قوات أمن الحج السعودية ذات الخبرة الواسعة في إدارة موسم كهذا.


هذه الأيام في مكة، خُلقت عجلة حديدية ذات طابع بشري بل عسكري، ستعمل إلى جانب مثيلاتها لتدعم تحرك مشروع الحج إلى بر الأمان كي لا نسمع عن حجاج ما بعد الربيع العربي!


[email protected]