تضخم نسبته 22% بإعتراف النظام الايراني، و 50% بحسب تقدير الاوساط الاقتصادية المستقلة، نمو إقتصادي يبلغ نسبته 17 تحت الصفر، نسبة البطالة بموجب تقارير رسمية 13% و أکثر من 30% کما تؤکد اوساط إقتصادية محايدة، سعر الغاز السائل المستخدم في کل بيت إيراني قد إزداد 10 أضعاف، سعر الکهرباء إرتفع 7 أضعاف، المازوت سعره إزداد 21 ضعفا، أما الصراع الغريب من نوعه الذي يدور أمام و خلف الکواليس بين الاجنحة المختلفة للنظام، فحدث و لاحرج، خصوصا في الآونة الاخيرة بعد أن إشتد التراشق الاعلامي و في المجالس الخاصة بين جناح الرئيس أحمدي نجاد و رئيس مجلس الشورى لاريجاني، ناهيك عن ماجرى من أحداث دراماتيکية بين تيار أحمدي نجاد و تيار خامنئي عقب إعتقال المستشار الاعلامي لنجاد و الذي يمثل نوعا من التصعيد و لوي الذراع، بعد کل هذا نعتقد أن الحديث عن بديل لهذا النظام في هذا الوقت بالذات، هو أفضل وقت مناسب.

النظام الايراني الذي يسعى دائما للتأکيد ليس على قوته فقط وانما حتى على التصدي و المواجهة مع خصومه، يمر في هذه الفترة بواحدة من أحرج المراحل و التي من الممکن جدا أن تقلب الطاولة على رأسه و تجعله في مهب الريح، والذي يزيد الطين بلة، أن هناك إتجاه دولي واضح للمزيد من التصعيد بإتجاه التشديد مع النظام في الوقت الذي باتت مسألة الهجوم الاسرائيلي المرتقب على المراکز النووية للنظام أن تصبح محض إفتراض نظري أبعد مايکون عن التطبيق، وهو أمر لايبدو مفيدا للملالي في هذه المرحلة بالذات ولاسيما وهم يجدون الحاجة ماسة جدا للتصعيد مع الاسرائيليين و توظيف ذلك على صعيد الشارعين العربي و الاسلامي، لکن يبدو أن هذا السلاح المعنوي سيصبح في خبر کان بعد أن صار استخدامه في صالح النظام الايراني.

سعاد عزيز

أزمة الهبوط المدوي للريال و التي بدأت في الثاني من أکتوبر الجاري و هزت إيران کلها، من مفارقات القدر أن يفصل بينها و بين الثامن و العشرين من سبتمبر(يوم شطب منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب الامريکية)، بضعة أيام فقط، وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه إعتبار هذا الهبوط بسبب من شطب اسم المنظمة، لکن وفي نفس الوقت لايمکن فصل الحدثين عن بعضهما البعض إذ أن هناك ثمة علاقة جدلية بينهما، وان هبوط الريال و شطب اسم المنظمة من قائمة الارهاب يشکلان معا مسمارين قويين يدقان في نعش النظام.

أزمة النظام الايراني، عويصة و بالغة التعقيد و هي أبعد بکثير من ازمة هبوط الريال، ذلك أن هذه الازمة مجرد إنعکاس و رد فعل لأوضاع سلبية اخرى تضرب بجذورها في أعماق النظام، خصوصا وان ملالي إيران و في الوقت الذي هم أحوج مايکونوا الى ريال إيراني واحدquot;رغم بخس ثمنهquot;، فإنهم يقومون بإهدار مليارات الدولارات من أجل الحفاظ على نظام بشار الاسد الميت سريريا وقد لايکون من المستبعد إعتبار الازمة السورية بمثابة فخ لإنهاك قدرات النظام الايراني و تفريغ شحناته، ومن دون شك فإن هذه الازمة قد کانت لها أيضا تأثيراتها القوية جدا على المزيد من التعجيل بتدهور الريال و هبوطه الاستثنائي، وبين کل هذه الامور، هناك الامر الاهم وهو الشعب الساخط المتبرم من الاوضاع برمتها و ينتظر العالم کله لحظة إنفجار برکان غضبه المکبوت و الذي سيتجاوز بکثير غضبته السابقة على نظام الشاه، لأن نظام الملالي قد أداق الشعب الايراني الامرين، و فاق نظام الشاه بکل شئ، ولأجل ذلك فإن المصير الذي ينتظر الملالي قاتم جدا و الانکى من ذلك کله انه قد بات قريبا جدا!

[email protected]