ليس غرضى هنا الدفاع عن رأيى الذى سطرته فى مقالى: يقتلون النساء والأطفال وهم يُكبّرون الذى نشرته إيلاف يوم الخميس 1 نوفمبر 2012 وعلق عليه بعض المعلقين ممن خالفونى أو وافقونى فى الرأي، بل أرمى الى توضيح بعض الأمور للقراء الكرام لغرض الفائدة.

ذكرالمعلق 1 السيد فراس بارودي:
(أولا.. هل تلمح في الجزء الأول من مقالك أن على السوريين أن يتخلوا عن ثورتهم لأنه لا يوجد هناك من يعمر البلاد.. وبأن الحكومة الجديدة غير قادرة على تحمل عبء النساء السوريات؟ لعلمك ياأستاذ.. كلُ هذه الأشياء هي نتاج طبيعي وثمن لإي ثورة عظيمة مثل الثورة السورية وهي نتاج نظام مجرم.. النظام الأسدي).

جوابي: أنا لم أطلب من الأخوة السوريين التخلى عن ثورتهم فهذا هو شأنهم وحدهم، ولكنى متألم على المسفوك دمهم والعوائل التى فقدت أعزتها وهُدّمت مساكنها والتى شردت من بيوتها فأصبحوا لاجئين فى دول الجوار، فقد خبرنا مثل هذه المآسى فى العراق وذقنا مرارتها ولا نتمناها لغيرنا. أتفق مع سيد فراس على أن الثورة السورية نتاج نظام مجرم لا يختلف كثيرا عن نظام المقبور صدام حسين فى العراق.
(ثانيا.. بما يخص النفط التي تنعم به بلدك ولا تنعم به سوريا.. اخبرني.. هل اعدتم انتم بناء العراق المدمر حيث المكعبات الإسمنتية التي تفصل بين الأحياء الطائفية سوداء ووجوه العراقيين صفراء والبلاد في حالة يرثى لها).

جوابى: نعم نحن نعمر ولكن ببطء بسبب عدم تعاون المعارضة مع الحكومة. المعارضة تحاول بكل قوة وضع العراقيل أمام الحكومة لإفشال مشاريعها ومن ثم إسقاطها. يقود المعارضة الدكتوراياد علاوي الذى يضع يدا فى العراق ورجلا فى لندن، ولا يحضر جلسات البرلمان ولا يشارك فى أعماله بل ينتقل من بلد لآخر يستجدى مساعدة الغرباء لإسقاط رئيس الحكومة التى تضم أعضاء من قائمته. لا توجد مكعبات اسمنتية ولكن جدران كونكريتية تحمى المواطنين والدوائر من أعمال الارهاب والتخريب، وهى تُرفع او تُعاد بحسب مقتضيات الأمن. صحيح أن العراق فى حالة يرثى لها، وذلك أمر حتمي بسبب المعارك التى شنها النظام السابق على ايران والكويت، ثم دخول الأمريكان الذين دمروا البنية التحتية وتجاهلوا أعمال النهب والسرقة التى تحدث اعتياديا عند اختلال الأمن والنظام، وما تبع ذلك من قتال طائفي دموي بين العراقيين أنفسهم، وتدخل دول الجوار جميعها عربية وايرانية وتركية فى الشأن العراقي. ومن البديهي ان ما يُدمّر فى دقائق قد يحتاج الى سنوات لإعادته فى الأحوال الاعتيادية، فى الوقت الذى يشتد فيه النزاع بين الساسة وأصبح النزاع شخصيا بينهم وهم لا يبالون بما يحدث للشعب المغلوب على أمره.

عاطف العزي

(ثالثا.. قبل أن تتحدث عن الإسلاميين الذي دخلوا إلى سوريا.. كان من الأجدر أن تتحدث عن مقاتلي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الذين دخلوا إلى سوريا قبل هؤلاء.. هذه من ناحية.. من ناحية أخرى.. لا يمكن لاي من كان أن يقول بأن مئات من الإسلاميين قادرين على تشويه الثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة.. وهل لي أن أسألك ما الضير في صيحة الله وأكبر عند قتل قطعان الشبيحة وعناصر القوات النظامية.. أكتب انت عن العراق وساهم في بناء بلدك).

جوابى: أنا لم أتحدث عن (الاسلاميين) بل قصدت من يقولون انهم مسلمون وما هم بمسلمين ويقتلون ويدمرون بدون تمييز. وعن مئات الاسلاميين الذين تقول عنهم انهم غير قادرين على تشويه الثورة السورية اقول ان هؤلاء سيضمون الى صفوفهم الآلاف من السوريين العاطلين عن العمل والمغامرين والطائفيين، أما الحرس الثوري الايراني وحزب الله وكل غريب ينحاز الى اي طرف أو يرسل السلاح اليه فهو العدو الأكبر للسوريين. أما عن (صيحة: الله وأكبر) فهى غلط والصحيح هو (اللّـهُ أكبر) بدون حرف الواو، وهى تُقرأ عند نحر ما يؤكل لحمه من الحيوانات مثل الخرفان وليس عند ذبح الانسان. طبعا أنتم (السوريون) لكم الحق فى أن تفعلوا ما شئتم فى بلدكم بشرط أن لا تخالفوا العرف الدولي لحماية حقوق الانسان، مثل قتل الأسرى العزل كما يفعل (الجيش الحر) او قصف المدنيين كما يفعل جند بشار الجزار.
وأتفق مع المعلق (4) (سي السيد) الذى جاوبك قائلا: اذا كنت تعتبر ان كل هذا القتل والتدمير والخراب هو ((انتاج طبيعي لأي ثورة عظيمة مثل الثورة السورية)) فلماذا لا تذهب انت الى الميدان وتضحى بحياتك من اجل انجاح الثورة يا........هل انت شجاع وثوري فقط بالشتم واللعن من وراء الكيبورد؟))

المعلق رقم 5 (سوري حر) معظم ما قاله غير واضح، ولكني أرد عليه قوله: (لقد آواكم الشعب السوري عندما هربتم بمئات الالاف من العراق، كما آوى الشيعة اللبنانيين خلال حرب حزيران 2006) فأقول له ان معظم الهاربين من العراق بعد دخول الأمريكان هم من البعثيين أشقاء بعثيي سوريا (ان البعثيين جميعا ينتسبون الى المقبورميشيل عفلق السوري الجنسية) وقد رحب بهم بشار لأنهم من صنفه، وقد أدخلوا ملايين الدولارات التى سرقوها من أموال شعب العراق الى سورية، وأما الذين هربوا من العراق نتيجة للاضطرابات الطائفية فمعظمهم من الأغنياء، وقاموا بتأسيس عدة مشاريع صناعية وتجارية فى سورية وقاموا بتشغيل آلاف السوريين العاطلين عن العمل. أما الفقراء منهم فقد ساعدتهم الأمم المتحدة، ولا ريب فى أن حكومة بشار استولت على قسم من الأموال التى استلمتها من الأمم المتحدة، فلا تمنون علينا رجاء.

وأجاد المعلق 14 السيد سالم الذى قال : ( بعد قراءه مجموعه من الردود على المقال اقول للاخوه السوريون الذين لا يتقبلون اي كلمه من اجل حقن الدماء تقاتلوا مع بعض كما تشاؤون ودمروا ما استطعتم من مدن واسواق وبنى تحتيه وهجروا اكبر عدد من الابرياء الى دول الجوار ولا تذروا حجرا على حجر اذا كان هذا الهدف فثوره ثوره حتى اخر رجل. يا جماعه اللعبه اكبر منكم فانظروا لعلكم تستبينوا الرشد.)
ارجو للشعب السوري الخير والتوفيق، وأن يعود السلام الى ربوعه ويحافظ على وحدته وكيانه ويستعيد مكانته السامية بين الأمم.