قالت (إيلاف) في 14/11/2012، أن نقابة المعلمين الأردنيين أعلنت الإضراب العام إثر قرار الحكومة رفع أسعار بعض المشتقات النفطية بنسب متفاوتة . وأعلنت النقابة اضرابًا عاما شمل قرابة 120 ألف معلم ومعلمة في المدارس رداً على قرار الحكومة الجائر، وغير المسؤول، برفع الأسعار، والاعتداء على جيوب المواطنين، وانتهاج سياسة افقار الشعب، وتجويعه.
الفيلم البائخ المتكرر
في الأردن يُعرض هذه الأيام، كما سبق وعُرض عدة مرات في العقود السابقة، فيلم حزين ومخجل، من انتاج، وتأليف، وإخراج، وتمثيل، وتسويق الديوان الملكي، الذي عوَّد الشعب الأردني على الفرجة على هذه الأفلام البائخة، والحزينة.
الفيلم التافه والحزين
والفيلم الذي يعرض هذه الأيام، بطله كما هي العادة رئيس الحكومة، كما باقي رؤساء الحكومات السابقة منذ 1921 الى اليوم، من لبنانيين، وسوريين، وعراقيين، وفلسطينيين، وشرق أردنيين.
فالحكومة السابقة، قررت رفع الأسعار كذلك، ورفعتها. وقام الأردن ولم يقعد. ولكي يثبت الملك للشعب ndash; الذي يعتقد أنه غافل وجاهل ndash; أمر بإلغاء الزيادة، وطرد رئيس الحكومة، وفاز بالغنيمة.
وجاء الملك بحكومة أخرى، وهو يقوم بتكرار الفيلم المقيت. يأمرها برفع الأسعار، وترفع الحكومة الأسعار، ويثور الشعب، ويهاجم الحكومة، ويسقطها، ويقيل الملك الحكومة، ويلغي رفع الأسعار، ويفوز بالغنيمة: مديح الشعب له، والدعاء أن يحفظ الله quot;سيدناquot;.
حساباتنا الخاطئة
عندما قبل رئيس الحكومة الحالي التكليف، بأن يكون في الإسطبل الملكي، حسبنا أنه سيكون حصان آخر.
حسبنا أنه - وهو من عائلة فقيرة ndash; سيشعر مع غالبية الفقراء الأردنيين، ويأخذ من الأغنياء والقطط السمان الأردنيين، - وما أكثرهم - ويعطي الفقراء. لا أن يسكت عن هذه القطط - كما أمره سيده - ويمدَّ يده في جيب الفقراء الفارغة والمعطوبة، ويعطي الأغنياء كسر الخبز الناشفة، التي لا تُسمن، ولا تُغني من جوع.
بدائل رفع الأسعار
فبدل رفع الأسعار، كان يجب على رئيس الحكومة، أن يقوم بانقلاب، يُطيح بأكثر من 4000 موظف في الديوان الملكي، يصرفون كل شهر أكثر من 350 مليون دولار. وأن يُلغي المخصصات المالية الملكية، والأميرية، ومخصصات الأشراف، التي تفوق أكثر من 300 مليون دينار سنوياً.
إن طوقاً واحداً في رقبة سيدة من سيدات القصور، يساوي أكثر من 2 مليون دولار كما قالت الصحف الأجنبية . وكان على هذه السيدة والسيدات الأخريات بما فيهم الأمراء، والأميرات، والأشراف، والشريفات، التبرع بمجوهراتهم الغالية، التي تبلغ مليارات الدولارات والمسروقة من خزينة الشعب، وتنقذ الشعب من المجاعة التي تهدده اليوم وغداً.
كان يجب على الملك، أن يتخلى عن سياراته، وطائراته، وقصوره، التي تذكرنا بمباذخ الملك فاروق المصري، لكي يدفع ما يتوجب على الخزينة لباخرة السولار الراسية في العقبة، والتي يقول رئيس الحكومة إن الخزينة الأردنية لا مال لديها لذلك، بدلاً من السطو على أنبوبة غاز الفقراء.
أنبوبة غاز الفقراء
فالفقراء هم فقط من يستعملون الغاز. أما الأغنياء من (الملأ الأعلى) فيستعملون الكهرباء، التي لا يدفعون فواتيرها؛ أي يوقدون مجاناً، وعلى حساب الشعب المسكين.
وزراء برواتب شهرية وتقاعدية أيضاً
عند تشكيل هذه الحكومة، قيل لنا أن أكثر من 15 وزيراً سابقاً من الحكومة السابقة قد اشتركوا فيها. وهؤلاء يتقاضون رواتب تقاعدية تصل الى أكثر من 4000 دولار شهرياً، إضافة الى راتب الوزارة الحالية. ويتقاضى كل رئيس وزراء سابق ولاحق، أكثر من عشرة آلاف دولار شهرياً ( شهد الأردن أكثر من 80 رئيس وزراء منذ 1921). وهكذا يدفع الشعب الأردني من خزينة دولته ملايين الدولارات المجانية سنوياً، ثمن quot;لعبة القط والفأرquot;، التي تجري عدة مرات في السنة أحياناً.
حي على الفساد
في الفترة الماضية زادت حدة الاتهامات الشعبية للفساد والفاسدين، والسرقة والسارقين، والنهب والناهبين. وقدمت الدولة بعض أكباش الفداء. ولكنها لم تحاكم جموع الفاسدين والسارقين والناهبين الكُثر. لأن السمكة تفسد من الرأس كما يقول الفرنسيون. والرأس محمي ومُصان، حماية وصون الأنبياء والقديسين، وربما أكثر. وهو ظل الله المقدس على الأرض. والسيد، المسود، السائد، الرائد، القائد.. الخ. الأول في الرياضة، والجندية، والثقافة، والسياسة، والاجتماع، والجامعة، والمدرسة، والتعليم.. الخ. وهو كل شيء، وأول كل شيء، وآخر كل شيء. ولا شيء قبله، ولا شيء بعده. ولا يُمس، ولا يُجس.
ألا ترى الجماعات الدينية الأردنية، كيف تقدسه، وتحتفظ ببعض شعر إبطه وأماكن أخرى، في قِطع من المخمل الأسود، تبركاً وتسبيحاً؟!
ورغم هذا كله، لم يسارع رئيس الحكومة الى جر الفاسدين والسارقين ndash; وما أكثرهم - إلى القضاء، لكي يُعيدوا الى خزينة الشعب ما سرقوه، وما نهبوه، ويكونوا عبرة كبيرة لمن يعتبر، بدلاً من مدِّ يده الى جيوب الفقراء الفارغة والمهترئة و(كوش) ما تبقى فيها، من فتات يابس.
خذوها مني: لا الأمل إلا في الجيش
قلنا في الماضي، إن خلاص الأردن في نهاية الهاشميين، ونهاية الهاشميين لن يأتي بها غير الجيش الباسل.
فالجيوش وحدها في التاريخ، هي التي حررت الشعوب من الطغيان، والسلب، والنهب.
ولننظر ماذا يجري الآن في سوريا!
فالجيش ndash; أي جيش - هو حامي الوطن، وليس النظام، خاصة إذا كان النظام فاسداً.
فالوطن قبل النظام.
الأنظمة تتغير، والوطن هو الباقي.
ونحن نعلم، أن قادة الجيش الأردني البواسل من العشائر والقبائل مساندون للهاشميين، لمصالح كثيرة.
ولكن، كان ذلك عهداً بعيداً.
أيها البواسل الأحرار.. أسالوا أنفسكم :
أين مصلحتنا، ومستقبل أولادنا، وأحفادنا؟
في الوطن الباقي، والخالد؟
أو مع النظام الزائل، والفاني؟
واليوم تغير كل شيء.
فهل من سبيل الى التغيير؟!
الصحوة، الصحوة، الصحوة!
قبل أن نغرق جميعاً في الطوفان!
السلام عليكم.
التعليقات