مع دخول مملكة البحرين العربية مرحلة الثبات والإستقرار وترسيخ الهوية الوطنية والإنتماء القومي الصميم تحت قيادة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة وولي عهده الأمين الشيخ سلمان بن حمد، تتكرس كل معاني العزيمة والإرادة الوطنية البحرينية في مواجهة التحديات الشرسة والهجمة العدوانية الشعوبية الهمجية الحاقدة التي تتعرض لها البحرين وتعرضت لها منذ أول أيام إستقلالها الوطني عام 1971 وحتى اليوم، وهي تحديات صعبة تصدى لها أهل البحرين بقيادة شرعيتهم الدستورية والتاريخية بكل عزائم الأحرار وأرادة أحفاد الحضارة والتاريخ العريق الممتد لعصور سحيقة لم تنقطع خلالها أبدا إرادة الإنسان البحريني في جزره الجميلة على التواصل والتعاطي وتحدي مختلف الأعاصير والعواصف التي لم تزده إلا ثباتا ورسوخا وتميزا وإرتباطا بألارض والوطن والشرعية، وفي موسم الأعياد الوطنية وذكرى جلوس جلالة الملك حمد بن عيسى على عرش الحرية والكرامة والإستقلال في البحرين تتعزز أكثر وأكثر كل معاني قيم الرجولة والإباء و الإثرة والتضحية والطيبة التي عرف بها البحارنة وتميزوا طيلة تاريخهم الطويل والممتد، لقد كان لكفاح وجهاد وإصرار الشعب العربي البحريني على نيل الإستقلال والعض عليه بالنواجذ، وفي الذكرى الحادية والأربعون للإستقلال الوطني الناجز وإنسحاب القوات البريطانية والذكرى 13 لتسلم جلالة الملك حمد بن عيسى عرش المملكة تكون البحرين قد دخلت في مرحلة جديدة ومختلفة عمادها وقوامها ولحمتها وسداها رفع راية التحدي الحضاري ضد المتربصين والأعداء من أولئك النفر الضال والتيارات الشعوبية التخريبية التي تخلط بشعاراتها الملتبسة بين الحق والباطل وتحاول تجييش جيوش الشياطين من ساكني سراديب الفتنة ضد أمن وسيادة ومستقبل وحرية البحرين، الشرعية البحرينية وهي تمضي قدما في مجالات التغيير والإصلاح والتطوير في ظروف دولية وإقليمية بالغة الدقة والصعوبة تعرف جيدا أنها لا تمارس العمل الوطني فقط بل تخوض في غمار أصعب تحدي يمكن أن يواجهه أي بلد نامي متحرر وهو يصنع التاريخ ويكتبه من جديد بإرادة لا تعرف الخنوع وعزيمة لا تعرف الملل وبإصرار شاخص على مقاومة رياح الفتنة السوداء التي تعمل بعض الأطراف على إستحضارها ولكنها لن تعصف في النهاية إلا بهم وبكل من يريد الشر للبحرين وشرعيتها ودستورها وشعبها وملكها وتاريخها العربي الأصيل، تحل الأعياد الوطنية هذا العام والبحرين قد قطعت الشوط الأكبر في تجاوز المحنة وفي تكريس حالة البناء والتنمية الوطنية وفي تفعيل إرادة التواصل بين الحاكم والمحكوم، فالعرش البحريني لايشكل علامة إنفصال بقدر ما يشكل حالة تواصل بين الشعب بكل أطيافه وتوجهاته ورمزا وحدويا لوطن صغير بحجمه كبير بإرادته ظل يقارع المحن ويجترح المعجزات ويؤسس لحالة النهوض الوطني الشامل، لقد واجهت البحرين في أيام إستقلالها الأولى عام 1971 مطامع الشاه الإيراني البائد وطموحاته العنصرية التوسعية المغلفة بأوهام التاريخ والعظمة الزائفة المجنونة وحيث أجهض الشعب البحريني بوحدته الوطنية وعزيمته الصلبة كل محاولات الضم والإلحاق والإلغاء ووطد بالتضحيات الجسام الأسس الحقيقية لوحدته وإستقلاله لتنبثق ( ديلمون ) الجديدة كوردة في عمق الخليج العربي وكواحة للأمن والسلام والتواصل الحضاري و التسامح الإجتماعي، وبرغم ظروف التحولات الوطنية والقومية فقد حرصت البحرين طيلة تاريخها المعاصر على إدارة دفة الصراع الداخلي بعقلية ونفسية الوطن والشعب الواحد الموحد المتسامي على كل جذور الخلافات الفكرية والرؤى السياسية وكانت البحرين وطنا لجميع البحارنة لافرق بينهم ولا تمايز إلا في حجم ودرجة العطاء والإخلاص الوطني، وكان آل خليفة على الدوام فضلا عن كونهم آباء الإستقلال وقادة لمسيرته آباء لكل البحرينيين من مختلف التوجهات و المشارب والأهواء، كما كان للملك حمد بن عيسى وهو يحمل إصرار الشباب على التغيير والتميز دور فاعل وكبير في إعداد البحرين لمواجهة تطلعات المستقبل وتحدياته الحضارية والتقنية وبما زرعه من إصلاحات ديمقراطية صبت أساسا في تعزيز المناعة الوطنية ومقاومة كل تيارات الشر التي لا تريد الإصلاح ولا تهدف إليه بقدر ماتهدف لخدمة أجندة عدوانية مريضة متخلفة قوامها الأساس محو الشخصية الوطنية وإنتزاع البحرين من هويتها العربية وقدرها التاريخي، لقد حدد جلالة الملك بمبادراته الوطنية كل أسس ومجالات الإصلاح وكلف ولي عهده سمو الشيخ الشاب سلمان بن حمد بالسهر على تنفيذ ومتابعة كل خطوات الإصلاح والتغيير وبما أجهض كل خطط ومخططات الدجالين والشعوبيين الذين يريدون علوا في الأرض وفسادا ولكن الله قد رد كيدهم لنحورهم و إرادة البحرينيين وجهت لهم الضربات الماحقة التي سحقت مشاريعهم التخريبية رغم محاولات التشويه وإثارة القلاقل التي ستنتهي ويتلاشى ريحها، فثمة حقيقة راسخة ومؤكدة و متجذرة تتمثل في حتمية إنتصار الإرادة الوطنية البحرينية الحرة على كل مخططات وأحابيل أهل الدجل والفتنة الذين ستتلاشى ريحهم وتندثر آثارهم، وتزول كل دماملهم المريضة، وتعود البحرين العربية الحرة تحت قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة كدرة متألقة في الخليج العربي، فنبارك لجميع البحرينيين معانقة أعياد الإستقلال و الجلوس، والرحمة على شهداء المسيرة الوطنية البحرينية الذين عمدوا بدمائهم الزكية خارطة الإستقلال الوطني الجديد لمملكة البحرين والإنتصار على رياح الفتنة وسموم الدجل، وعاشت البحرين حرة عربية.
- آخر تحديث :
التعليقات