لا اعتقد أن التاريخ قد شهد حملة عالمية غربيةعلى دولة واحدة أو دولتين كما يحدث الآن مع سوريا وإيران.
نحن في الخليج وقفنا مع الصف الغربي بطبيعة الحال. وكم أخشى ان نندم لاحقا. فهذا الغرب الذي نعتمد عليه في تقرير مصير العالم ومصيرنا، له الكثير من الحسابات الخاطئة من العراق وحتى كوبا مرورا بأفغانستان وطالبان. بل كل حساباته كانت خاطئة لا أكثرها فقط.
فهو الذي حارب طالبان ثم عاد يتحاور معها. لماذا قامت الحرب في الأصل إذا؟
وهو الذي حارب النظام في العراق ثم عاد يتحاور مع المعارضة اكثر مما يتحاور مع الحكومة التي أقامها، لماذا كانت الحرب إذا؟
مشكلتنا في الخليج أننا صدقنا الغرب في كل ما قال عن ايران وسوريا. لقد بات هذا الغرب يدعي فهم الخلاف بين الفكر السني والشيعي اكثر منا نحن المسلمون، ثم أدار اللعبة.
اصبح الهاجس الشيعي وحشا يقض نومنا. لقد عشنا الفا واربعمائة عام مع نفس الفكر، ونفس الناس، ونفس الجغرافيا، فما الذي اختلف الآن؟
الاختلاف الأول والأخير هو تفوق ايران عسكريا وسياسيا علينا. وهذا ما نرفضه، فنطلب من الآخرين ان يساعدونا لجعلها متخلفة كما نحن، وضعيفة كما نحن. نريد ضربها حتى لا نرى فشلنا أمام تفوقها العلمي والعسكري. هي تصنع صواريخها وترسانتها و سلاحها النووي، ونحن كلنا بضع طائرات وعشر دبابات وسيارتي اسعاف.
لا نريد ان نطور قدرة عسكرية تنقلب على البلاد والعباد في لحظة ما. ولا تستطيع كل ثرواتنا ان تشتري عقولا او تبني عقولا.
نريد ان نحارب التفوق بالتطرف، فغذينا التطرف إلى أقصى أبعاده. صورنا إيران الشيعية كرمز للشر والخطر المحدق علينا نحن السنة المساكين، وعلى النسق ذاته صورنا النظام السوري كعلوي متطرف في حين أن ثلاثة أرباع النظام هو سني أبا عن جد.
لا أحب إيران ولا النظام في سوريا. لكني ضد شن حرب على الأولى، وضد ما نحاول صنعه في الثانية. فإيران جارة تفرضها الجغرافيا قبل التاريخ ولو ضربت بألف سلاح. وسوريا دماء ممزوجة، علوية وسنية ودرزية يجب ان تبقى هكذا، فذاك أفضل ألف مرة من سوريا سنية متطرفة.

[email protected]