شخصيتان کرديتان وحيدتان تمکنتا خلال العقود الماضيةquot;حيث کان کل شئ کردي مصادر و ممنوعquot;، من فرض نفسيهما على الاعلام العربي، وهما صلاح الدين الايوبيquot;الذي مازال العروبيون يقبلون بأصله الکردي بشروطهم المعهودةquot;، و مصطفى البارزاني او کما يحب الکثيرون أن ينادونه البعضquot;ولاسيما أشباه العروبيونquot;، الملا مصطفى.

طرکاعة اللي لفت برزان بيس بأهل العمارة، هذا القول الذي ذهب مثلا بين أهل الجنوب العراقي حيث کانت الانظمة السياسية المتعاقبة على العراق تقتادهم قسرا لمقاتلة شعب أعزل على أرضه و في عقر داره، وکلمة برزان تتعلق بالضرورة بالملا مصطفى او ذلك الزعيم الکبير الذي مازال يثير حقد و حفيظة الکثيرين من أشباه الکتبة و حملة الاقلام الهزيلة ليسطروا و يدبجوا کلاما بهدف النيل منه و من تأريخه، لکن مالذي يدفع بالبعض الى هکذا موقف متشنج و موتور من هذا الذي فرض نفسه في عز فترة الحرب الباردة و سحق الشعوب و الطوائف و الجماعات المضطهدة؟

العمالة لإسرائيل..تلك هي الشماعة التي علق و يعلق عليها الکتاب و الساسة العروبيون أسمالهم النتنة للنيل من مصطفى البارزاني، وهم يريدون بجهلهم و غبائهم المطبق الذي لايکاد أن يضاهيه غباء، أن يحصروا العمالة لإسرائيل على الکرد و قادتهم لوحدهم فقط، وينسون او يتناسون بحکمquot;أزمة العقل و الفهم و الاستيعابquot;، ماضي العديد من قادتهمquot;الاماجدquot; الغابرين و الحاضرين، وانا لاأتحدث عن الرئيس المصري الراحل المرحوم أنور السادات فهذا کان رجلا و تصرف کالرجال عندما ذهب الى اسرائيل بحثا عن السلام بعد أن ملأ العرب قلبهquot;قيحاquot; بالوعود المعسولة من دون الإيفاء بها، وانما أتحدث عن أولئك الذين يصطافون في اسرائيل و الذين يتشاورون و يتفقون بسرية بعيدا عن الانظار، ولاأتحدث قطعا عن اولئك الذين باعوا فلسطين او ساهموا في ذلك من الزعماء العرب الراحلين، ذلك أن من خلفهم قد بزهم بأضعاف من أجل ترسيخ کيان اسرائيل و مسح فلسطين و شعبها من على خارطة الوجود وان الذي أوصى و يوصي خيرا ببني اسرائيل هم أولاد عمومتهم من الذين خدموهم و يخدمونهم و بسبب هذه الخدمة هم باقون و غيرهم راحلون!

مصطفى البارزاني کان نسرا للأمة الکردية و سيبقى نسرا لها و لکل الامم المضطهدة المصادرة حقوقها في اوطانها، وهو يحلق کل لحظة في ضمير و وجدان کل کردي مؤمن بحق أمته في تقرير المصير وآخر الکلام نقول؛ ان الشمس الکردية التي سطعت في علم جمهورية کردستان عام 1946، لم تکن شمسا أوصى بها الملا مصطفى وانما شمسا من صناعة ضمير أمة متعطشة للحرية.