ربما تكون بداية مقالة مشوشة لانها هي الانطباع الداخلي لما نعاني من ضياع سياسي عقائدي شعبي طائفي وحزبي وليسعفني الآخرون بما يمكن إضافته لأنني قلت اشعر بالضياع لما يعاني وطني الام من تأزم شديد ادخلته في متاهات جديدة متزامنه مع الطائفية القاتلة والبطالة التي أصابت بناتنا وأولادها بالكآبة المحزنة.

لإبدء اولا وبكل صراحة انني لست من أنصار المالكي ولا أياد علاوي الذي اعرفه حق المعرفة كما اعرف شقيقي، ولا من أنصار الصدر او البرزاني وحتى الطالباني ولا غيرهم لمعرفتي الشخصية لمعظمهم على الصعيد السياسي معهم. اننا بحاجة لمن يجمع هذا التشتت الذين وضعونا من خلاله تحت مظلة الخوف وانعدام الامان واشاعة سياسة العنف التي اصبحت كارثة قائمة بذاتها، ونسوا الوفاء بالوعود التي ابرمها لهم الجالسون في البرلمان على حساب اعادة الشباب الى العمل الموهوم، والقضاء على البطالة الى اخره من احلام منتصف النهار التي لا قيمة لها. البطالة تزيد يوما اكثر من اليوم الذي سبقه حتى وصلنا الى ان المراءة العراقية تقف في طابور المسطرةالتي نعرفها مخصصة للشغالة الذكورية وليست للمراءة العراقية كي تكسب عيشها وتنقذ اولادها من مستقبل مرعب وهي لا تنجو من التحرشات الجنسية والعنف الجسمي وأسماعها كلمات لا تليق بها كانثى، العمل شرف لكن يجب ان يصان هذا الشرف،

ان انتقاد ما يدور في زمن لا يثق الاخ بأخيه، فكيف بالغريب حيث تم التكاتف على ازاحته، اتهموه على عدم التزام مقررات أربيل لكنه قدم أدلة كبيرة على تطبيقها بقدر ما يتطلب القانون،، لكن تبقى هناك وهي الاهم من كل اجتماعاته المعاناة بالجملة والتي اصبحت روتينية، معظمها تدور في مجالات متطلبات الحياة الضرورية، ولن افتتحنا بقضية الكهرباء الي تم نهب مليارات باسمها والماء المتدفق من حنفيات البيوت تحمل الجراثيم القاتلة، ان السلسلة طويلة ولكننا نعيش بزمن عناصر سياسية لا تعرف ما تريد من صراعها هو سوى الوصول الى كرسي الحكم، ناسين ان العراق يعيش في اخطر مراحله الانتحارية وليست الانتقالية. ان الفرق السياسية المتصارعة والتي تعتبر نفسها مؤهلة لأخذ العراق نحو الأمان لهي مخطئ في أحلامها، سيقع العراق في اتعكس كارثة إنسانية وإبادة جماعية طائفة وعرقية وسيتشتت الوطن.... لحساب من؟

على الفرق الوطنية المتصارعة والتي لم تشعر بفقدان القاعدة الجماهيرية التي فقدت الأمل بها،، لانها لا تعرف ما في عقر دارهم من فساد مالي وإداري، فعندما تطلب رئيسة شعبة في احد الوزارات المهمة وبشكل علني صليف من مراجع ان يدفع لها عشرة آلاف دولار تحت عز النور كي تمشي معاملته البسيطة لياخذ حقه الذي سرقه العهد السابق، طلبت من المراجع هذا المبلغ لتمشية معاملته، انا واثقة ان الكتل المتصارعة لا تعرف شيئا عن هذه الكوارث.

على جميع القوى الوطنينة والأحزاب السياسي ( نقول ونعيد ) ان تخرج للشارع، ولدوائر الدولة التي اصبحت أوكار لسرقة المواطنين ووضع رقابة مشددة من لجان جديدة وليس من اللجان السابقة ( حاميها حراميها )، و ان تكون جادة في عقد اجتماعاتها التي زادت بدون ناتج يعطي الأمل بتفعيل القرارات التي توصلوا اليها.

ان الوضع الحالي، يرمز الى استحالة الفرج، ان المخاض أخذ وقتا طويلا واصبحت الولادة عسيرة جداً، وذلك لتدخل قوى مثل ايران وأمريكا وبالطبع سيدة امريكا وإسرائيل مصرين على زج أنوفهم بمصير اي مؤتمر يعقد لانه سيكون خطرا على تواجدهم الفعلي في العراق،

ان المؤتمر المطلوب فعلا عقده، ليس تفعيلاً لنقاط اتفقوا عليها مسبقا وخرج كل حزب وكل تجمع يفسره على هواه ويرميه جانبا، لانها نقاط تعجيزية كما قالو، وتأخذ العراق الى الهاوية كما يدعون لأنهم اتفقوا على ان لا يتفقوا.

ان الاجتماعات الكثيرة في هواء شمال العراق الندي لسحب الثقة من المالكي لن ولم تنجح، لانه تمكن ( المالكي )بضمان ودعم الغطاء الامريكي والإيراني وكسب الشارع العراق، وعدم اتخاذ الرأي المتردد من الصدر لانه ما زال يلعب باوراقه لضمان بقاء الشيعة تتراس الحكم، كلها عوامل مخيبة لكل الفئات المتفقة على إزاحة المالكي. ان هذه التجمعات كل لها أجندتها الفردية الخاصة بها والتي تفتقد الواقعية السياسية التي يريدها المواطن العراقي، انها تفتقر الى الأرضية العروضية للجماهيرية المساندة عن ثقة. ان اللغة السياسية المستعملة والتي تدور داخل نطاق ضيق يغيب عنها الواقع العملي والمنظومة الواقعية. ان العراق اصبح ضيعة يتصارع عليه أطراف تعمل لمصالحها الخاصة وأحزابها وكتلها وضاع فيها الشعب الباحث عن كرامته وامنه، حقاً انها ضيعة أضاع السركال مفتاحها منذ زمن ويبقى المتصارعون يبحثون عنه.

أستاذة جامعية وناشطة في حقوق المراءة

مونتريال/كندا